الشوكولاته والصحة

الأنواع الداكنة أكثر صحية إلا انها تزيد الوزن

TT

س: سمّيت «مدمنا على الشوكولاته»، لأني احببها وآكل قطعة منها بعد وجبة العشاء كل ليلة. وزني ممتاز، ومستوى الكوليسترول أيضا. هل هناك أي سبب لتغيير اساليبي؟

ج: نظر الى الشوكولاته ولفترة طويلة، وكأنها من اشكال المتعة المشوبة بالذنب. إلا ان بحثا جديدا قد يمكنه إبعاد هذا الذنب، ولكن فقط عندما نفهم ماهية هذه الحلوى الاميركية المفضلة.

انتاج الشوكولاته يتطلب تجفيف حبات الكاكاو، وتحميصها، ثم فصلها الى زبدة الكاكاو ومسحوق الكاكاو. ومسحوق الكاكاو ضئيل المحتوى من الدهن ويستخدم لأغراض التحضير في الفرن او لصنع اقداح الشوكولاته الحارة. إلا ان زبدة الكاكاو هي قلب الشوكولاته.

زبدة الكاكاو لها تركيز عال من الدهون المشبعة. ولكن، وفيما تزيد اكثر الدهون المشبعة من مستويات الكوليسترول في الدم، فان الدهن في زبدة الكاكاو لن يؤثر عليها. ثم ان زبدة الكاكاو غنية بالمواد المضادة للأكسدة، وغنية بالمواد الكيميائية المسماة «الفلافونويد» flavonoids، التي تحمي الشرايين وتقلل ضغط الدم.

زبدة الكاكاو، مرة الطعم، وذلك ولزيادة الترغيب بها يخضعها منتجو الحلويات للمعالجة، ويضيفون السكر اليها، وفي بعض الاحيان الحليب المجفف. وللأسف فان المعالجة تزيل مواد «الفلافونويد» فيما يزيد السكر عدد السعرات الحرارية، ويضيف الحليب انواعا ضارة من الدهن المشبع.

الشوكولاته الداكنة ربما تحسن الصحة. والناس الذين يتناولون نحو 3.5 اونصات (الاونصة نحو 29 غراما) يوميا، لديهم شرايين طرية، وضغط دم اقل، واستعداد اقل لان تتكون لديهم خثرات دموية تسدّ الشرايين. اما الشوكولاته البيضاء والشوكولاته بالحليب فلا تمتلك مثل هذه الفوائد.

تذكر ايضا ان تناول ما بين 3 و4 اونصات من الشوكولاته سيمنحك سعرات حرارية كافية كي تضيف رطلا (نحو 453 غراما) في الاسبوع. وان الشوكولاته قد تحفز على ظهور الشقيقة (الصداع النصفي)، والحموضة، والحصيّات الكلوية لدى بعض الناس. ومتى ما كنت تحب الشوكولاته، فعليك باختيار الداكنة منها، وتحديد تناولها بعدة أونصات في اليوم، والتقليل من السعرات الحرارية الآتية من الاغذية الاخرى للحفاظ على وزنك. ولا تعتمد على الشوكولاته للتعويض عن غذائك السيئ او عن قلة ممارستك التمارين الرياضية. وان كنت تتناول الشوكولاته الداكنة كجزء من نمط الحياة الصحية، فان بمقدورك الحصول على المتعة دون الشعور بالذنب.

* طبيب ومحرر في «هارفارد مينز هيلث ووتش» ـ خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد