أستشارات طبية

TT

> وزني حوالي 80 كيلوغراما وطولي 162 سنتيمترا، ومنظري ليس رشيقاً. أريد إجراء عملية تحزيم المعدة ولكني مترددة، نظراً لتحذير البعض لي. بما تنصح؟ ليلى حافظ ـ مصر ـ نحتاج إلى الكثير، وليس مجرد القليل، من الرويّة والتأني عند التفكير في الخضوع لعملية تحزيم المعدة. وهذا التروّي، أمر حيويّ ولازم، بغض النظر عن الطريقة التي سيسلكها الجراح في القيام بها، وبرغم كل الدعايات والإغراءات غير الواقعية.

ودون التطرق إلى عرض أحدث ما يُقال في الأوساط العلمية عن تأثيراتها بعيدة المدى، مما سبق لملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط» عرضه بتاريخ 18 أكتوبر(تشرين الأول) 2007، فإن علينا العودة إلى الأصول الطبية، مما تتبناه الهيئات الطبية العالمية في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهما، حول منْ تُجرى بالأصل لهم هذه العملية؟ وما هي العناصر التي متى توفرت في المرء، كان اللجوء إلى عملية تحزيم المعدة هو الحل؟ وغنيٌّ عن البيان أن أيَّ وسيلة علاجية لها ضوابط للاستخدام. وهذه الضوابط هي نتاج دراسات للمقارنة، دلت بنتائجها على أمور معينة، من مصلحة الناس اتباعها لتخفيف ضرر استخدامهم له، على صحتهم، ولنيلهم الفائدة منها. وقد يندهش البعض من مدى صرامتها، وبالتالي محدودية منْ يجب أن تُجرى لهم عملية تحزيم المعدة. لكن المصلحة هي في تطبيقها لضبط شيء من الانفلات الملحوظ في خضوع الكثيرين لها دونما مراعاة لمصلحتهم الصحية على المدى القريب والبعيد. وهذه هي الحقيقة الطبية، بعيداً عن أي كلام آخر، سواء صدر عن عاملين في الوسط الطبي أو غيرهم.

وما تقوله مثلاً المؤسسة القومية الأميركية لأمراض الهضم والكلى والسكري إن الشخص قد يصبح مرشحاً للخضوع لعملية تحزيم المعدة إذا ما كان إما مؤشر كتلة الجسم لديه 40 وما أكثر، أي بزيادة حوالي 45 كيلوغراماً عن المعدل الطبيعي للرجل، و37 كيلوغراماً عنه للمرأة، أو كان مؤشر كتلة جسمه ما بين 35 و39 ولديه أيضاً مرض السكري أو شرايين القلب أو توقف التنفس حال النوم. وفي كلتا الحالتين على الشخص الراغب في الخضوع للعملية تلك أن يتفهم جيداً العملية الجراحية والتغيرات التي يجب عليه اتباعها في سلوكياته الحياتية.

ولذا تؤكد المصادر الطبية أهمية إدراك المرء أن اللجوء للعملية هو بعد فشله الحقيقي في خفض وزن جسمه بالرغم من اتباع الحمية الغذائية الاختيارية، لأن كل ما ستقوم به العملية هو إجباره على اتباع نفس الحمية تلك، ليس إلا. بمعنى أنها لن تُزيل عنه عشرات الكيلوغرامات بمجرد الخروج من غرفة العمليات، بل سيبدأ العمل على خفض وزن الجسم بعدها. ولذا تنص على أن الشخص عليه الوعي التام باحتمالات حصول مضاعفات صحية، وصفتها المؤسسة بالخطرة، وأن تقييد حرية تناول الأطعمة سيكون صارماً، نظراً لعدم وجود حجم للمعدة كما في السابق. وأن ثمة التزاما سيكون طوال بقية العمر، للمتابعة الطبية ولتناول المعادن والفيتامينات بانتظام. وتؤكد صراحة أيضاً على أن لا ضمان لنجاح استمرارية انخفاض الوزن بعد العملية، بل ربما سيكون لاتباع تعليمات، التغذية وممارسة الرياضة البدنية، ما بعد العملية طوال العمر إسهام ممكن في الحفاظ على وزن صحي. الصورة ليست بذاك البريق الذي يتداوله البعض، بل العملية خطوة أولى، قد تكون مناسبة للبعض وغير مناسبة لآخرين. وما يجعلها مناسبة ليس مجرد وجود سمنة وليس عدم الرضا بالشكل، بل وجود سمنة مفرطة وثقيلة ووجود أمراض مصاحبة قد تُؤذي الإنسان بشكل أكبر حال وجود السمنة. وعليه، فإن مؤشر كتلة الجسم لديك، بحسابه عبر قسمة الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالمتر، هو حوالي 30. ولم تذكري في سؤالك ما إذا كان لديك مرض السكري أو صعوبات في شرايين القلب. ولذا لا يبدو أنك ممن هم مناسبون للعملية.

* حبوب منع الحمل لوقف الحيض

* حينما لا أريد الحمل، هل لي ضمان ذلك بتناول حبوب منع الحمل بشكل مستمر دون حصول الدورة الشهرية؟ وكيف أتوقف عنها للحمل؟

موضي أ ـ السعودية ـ حبوب منع الحمل، بأنواعها، إحدى الوسائل الفاعلة جداً، بالمقارنة مع غيرها في ضمان منع حصول تلقيح للبويضة، وهي حبوب تحتوي على هرمونات بكميات وأنواع متنوعة طوال أيام استخدام مجموعة كل شهر من تلك الحبوب. وتجب مراجعة الطبيب قبل البدء فيها لاعتبارات صحية تتعلق بتحقيق فائدتها مع تقليل التعرض لمخاطرها. والأنواع الشائعة منها، تحتوي على 28 حبة دوائية، مرتبة بطريقة تُسهّل تناولها بانتظام. وفي أول 21 حبة تُوجد هرمونات، وفي السبعة الباقية لا توجد الهرمونات تلك. وتناولها كلها بالترتيب هو لضمان الاستمرار. وخلال تلك الأيام السبعة التي يتم فيها تناول حبوب خالية من الهرمونات، قد تحصل عملية النزيف ضمن مراحل الدورة الشهرية. وهناك أنواع أخرى، أقل توفراً، يتم أيضاً تناولها يومياً، وتحتوي هرمونات في كامل حبوبها، وتؤثر على النزيف لمنع حصوله. ومن الممكن استخدام الحبوب العادية بشكل متواصل لمنع النزيف، إما لضرورة سفر أو إجازة أو غيرها أو للرغبة في عدم المعاناة من الألم والأعراض الأخرى المُصاحبة للنزيف. لكن كلما طالت مدة الاستخدام بهذه الصفة، كلما زادت احتمالات حصول نزيف حيض الدورة في أوقات غير متوقعة وبشكل مفاجئ. وكلما أيضاً ارتفعت احتمالات حصول نزيف قليل من آن لآخر. والأفضل، لو كنت تستخدمين الأنواع الشائعة العادية، أن تتناوليها بشكل متواصل لمدة ثلاثة أشهر ثم تتوقفي ليحصل نزيف الحيض. وغالباً ما تكفي تلك المدة للغايات المتقدمة لدى بعض النساء.

وبالنسبة للحمل بعد استخدام حبوب منع الحمل، فإن ميزة الحبوب أن الأمور تعود لسابق عهدها عادة بعد التوقف عن تناولها. ولذا، فإن التأخير في خروج البويضة قد لا يتجاوز أسبوعين عن المتوقع، كما أن نزيف الحيض قد يحصل فيما بين 4 إلى 6 أسابيع بعد تناول آخر حبة من تلك الحبوب. ولذا ربما يحصل حمل في الشهر الأول بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل. والمهم أن لا ضرر من ذلك، لأن مما يُعتقد خطأ أن حصول حمل في أول شهر بعد الانقطاع عن تناول حبوب منع الحمل يحمل مخاطر الإجهاض. ولو أردت التريث في الحمل بعد التوقف عن الحبوب فلك ذلك، لكن لا يكون السبب خوفك على استمرار الحمل.

* توقع الإصابة بسرطان الثدي

* الوالدة أصيبت بسرطان في الثدي، وتتلقى علاجا، وحالتها مستقرة. سؤالي ليس حولها، بل سمعت أن للوراثة دوراً في الإصابة به. كيف أعرف هل سيُصيبني أم لا؟ وماذا عليَّ فعله؟

شيرين راضي ـ الكويت ـ أولا أهنئك على سلامة الوالدة وأتمنى لها النجاح في العلاج لإزالة العارض الصحي عنها. وما ذكرت صحيح بالعموم، من أن للوراثة دورا. لكن ككل العموميات في المعلومات الطبية، ليس الأمر حتمياً. والكثير يُمكنك فعله نتيجة تنبهك للأمر، إذ كما يُقال «ربّ ضارة نافعة»، لو أردنا أن نكون إيجابيين في النظر إلى الأمور والاستفادة منها.

وما تشير إليه المصادر الطبية إلى أن لا أحد يعلم لما يُصاب بعض النساء، أو الرجال، بسرطان الثدي، في حين انه لا يُصيب آخرين. إلا أن ثمة ملاحظات علمية نتيجة استقراء الحالات وصفاتها، تقول إن احتمالات الإصابة ترتفع بالتقدم في العمر. كما ترتفع، كما ذكرت، نتيجة إصابة أحد الأقارب إما بسرطان في الثدي أو سرطان في المبيض. هذا بالإضافة إلى حصول أول دورة شهرية في وقت مبكر من العمر، وتحديداً في سن ما دون 12 سنة. أو حصول بلوغ سن اليأس في وقت متأخر، أي ما بعد سن 55 سنة. كما أن ثمة مؤشرات على أن تناول حبوب الهرمونات التعويضية أو تناول حبوب منع الحمل أو عدم الإنجاب، أو الإنجاب لأول مرة بعد سن 35 سنة، أو السمنة، أو قلة ممارسة النشاط البدني، كلها قد تكون عوامل لارتفاع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي. وبالإضافة إلى معرفة هذه الأمور العامة، ثمة لدى الأطباء ما يُعرف بـ «وسيلة تقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي». وهو ما يجدر استخدامه وتطبيق عناصره للإجابة عن استفسارات النساء حول هواجس احتمالات الإصابة، وهو من وضع المؤسسة القومية للسرطان بالولايات المتحدة ويشمل الوضع في الاعتبار، لتقييم بالكومبيوتر، عدة عوامل من الثابت دورها في رفع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي. ويُحدد بنتيجته، نسبة الاحتمال خلال الخمس سنوات القادمة من العمر، ونسبة الاحتمال خلال بقية العمر. والمرأة يُمكنها الاستفادة من هذا التقييم، كما يُمكنها القيام باتباع النصائح الطبية حول كيفية الوقاية من هذا النوع من السرطان، والتي من أهمها أن كل امرأة تجاوزت سن الأربعين، عليها إجراء فحص أشعة الثدي، أو ما يُعرف بـ«ماموغرام»، مرة كل سنة أو سنتين، وفق إرشادات الطبيب المتابع المبنية على المُعطيات أمامه في حالة المرأة الصحية. أو حتى إجراء هذا الفحص قبل سن الأربعين لو دعت الضرورة، والتي أيضاً يُقدرها الطبيب المتابع وفق المعطيات الموجودة. إضافة إلى الكشف الطبي الدوري للثدي، وليس مجرد الفحص الذاتي من قبل المرأة نفسها لثديها. بالإضافة إلى تناول الوجبات الصحية المحتوية على الفواكه والخضر الطازجة والحبوب الكاملة، وممارسة الرياضة البدنية، وخفض الوزن.