أستشارات طبية

TT

* حاسة الشم والجيوب الأنفية > أعاني من نوبات حساسية والتهابات مزمنة في الجيوب الأنفية، وتتأثر جداً قدرات الشم لدي حيال تلك النوبات. ما الذي علي فعله كي لا تتأثر أو تزول عني حاسة الشم؟

أميمة رمضان ـ القاهرة ـ هذا ملخص سؤالك المهم جداً. ومن الجيد اهتمامك بالأمر وملاحظتك تلك التغيرات التي تطرأ على قدرات الشم لديك، لأنه وللأسف هناك كثيرون لا يُدركون التدهور الأولي أو المتكرر في قدرة الشم إلا بعد حصول زوالها عنهم بالكلية. والبعض لا يُدرك أهمية حاسة الشم، ويعتقد أن ضرر فقدها بالكلية يحرمه فقط من التنبه لدخان الحرائق أو الاستمتاع بالروائح العطرة. والحقيقة أن اضطرابات الأكل لدى البعض لها علاقة وثيقة بحاسة الشم، وبالتالي فإن الإصابة، إما بالسمنة أو نحول الجسم، سببها ربما فقد حاسة الشم والإحساس بنكهة الأطعمة، ما يبعث على إما كثرة الأكل أو قلة شهية تناوله.

وقبل الحديث المباشر عن الذي سألت عنه، فإن ثمة أسبابا أخرى لتأثر قدرات الشم، مثل تناول بعض أدوية علاج الضغط، خاصة مُحاصرات بيتا كـ «تنورمين» و«أنديرال»، ومثل التعرض لدخان السجائر أو تلوث الهواء، أو وجود أمراض في الجهاز العصبي.

وفي حالات التهابات الحساسية، تُعتبر مضادات الهيستامين، لمعالجة الحساسية، مثل كلارتين أو غيره، مفيدة جداً في تخفيف تهيج أنسجة الأنف لحالات الحساسية وفي تخفيف احتمالات تكون ونمو اللحميات الأنفية. وتناول المضادات الحيوية، حال وصف الطبيب المعالج لها في حالات الالتهابات البكتيرية للجيوب الأنفية، يُخفف من احتمالات تأثر الأنسجة الأنفية المحتضنة لنهايات الأطراف العصبية لحاسة الشم في الأنف.

ومما هو مفيد جداً، حال وصفه من قبل الطبيب المعالج، تناول لفترة قصيرة، حبوب «الكورتيزون» الذي يعد مُضادا قويا لتطور عملية الالتهاب، وبالتالي يُقلل من تورم الأنسجة الأنفية المحتضنة لأعصاب الإحساس بالشم. أو أخذ بدائل لحبوب «الكورتيزون» كبخاخ الأنف المحتوي على مواد للكورتيزون. مع التركيز على ذكر أن فاعلية البخاخ أقل من الحبوب، وأن رش رذاذ البخاخ الأنفي يتطلب استخداماً سليماً له، أي بانحناء الرأس إلى الأمام وإلى الأسفل قليلاً.

* حُقن الكورتيزون في الركبة

* سبق أن أخذت والدتي حُقن «الكورتيزون» في ركبتها المُصابة بالروماتزم. وترتاح عليها. هل من ضرر في استمرارها في ذلك، مع العلم بأنها تأخذها كل بضعة أشهر؟

حليمة ـ السعودية ـ لا شك أن «الكورتيزون» مادة قوية مضادة لعمليات الالتهابات. وحين حقنها في مفصل الركبة المُصاب بالتهاب روماتزمي، فإن الألم والتورم والالتهابات التي فيه تخف، لكن طريقة معالجة الالتهابات الروماتزمية للركبة لا تعتمد حُقن الكورتيزون كعلاج أولي. والطبيعي، عند المتابعة في عيادة الروماتزم، أن يلجأ الطبيب إلى وصف مُسكنات للألم من الأنواع ذات التأثير المضاد للالتهابات، مثل بروفين أو فولتارين أو غيره. أي من أنواع مضادات الالتهابات غير الكورتيزونية. وذلك إما كحبوب يتناولها المريض عبر الفم أو كمراهم أو جِلْ يُدهن فوق المفصل. إضافة إلى الاهتمام بخفض وزن الجسم، وممارسة تمارين رياضية تُقوّي العضلات المرتبطة والداعمة للمفصل.

وليس واضحاً من سؤالك مدى متابعة الوالدة في هذه العيادات وما الدرجة التي وصلت إليها كي تحتاج إلى حُقن الكورتيزون. ولكن بالعموم، ثمة ضوابط عدة لاستخدامها. منها أن يتم إعطاء الحقنة مرة كل أكثر من أربعة أشهر، وأن لا يُعطى المفصل الواحد أكثر من أربع.

وسبب التشديد الطبي في عدم التساهل بإعطاء حقن الكورتيزون في المفصل، أن ذلك يحمل مخاطر مُحتملة لحصول التهاب ميكروبي، أو تمزق للأربطة في المفصل، أو ترقق الجلد المحيط بالمفصل، أو أن تتأثر سلبياً الأوعية الدموية داخل المفصل أو التراكيب الأخرى الداخلية فيه أو العظم المتصل به. هذا بالإضافة إلى أن فائدة الحقنة الواحدة لا تتجاوز في الغالب بضعة أسابيع، ليعود الألم كما كان، وأن الكورتيزون لن يُوقف عملية الهدم لمكونات المفصل ولا يُعيد بناء الغضاريف فيه.

وحين وصول الحال في الروماتزم إلى درجة لا تتمكن مُسكنات الألم من مساعدتها، فإن ثمة حلولاً أفضل من حُقن الكورتيزون، إذا كانت الحالة الصحية العامة مناسبة، مثل إجراء عملية استبدال المفصل.

وأعيد التأكيد على ضرورة مراجعة طبيب متخصص لوضع خطة علاجية مناسبة وسليمة.

* «تاورين» مشروبات الطاقة

* هل لتناول مادة «تاورين» في مشروبات الطاقة مضار صحية؟

عبد الرحمن حسن ـ الخبر ـ سبق لي الحديث عن مشروبات الطاقة باستفاضة في عدد 29 يونيو من ملحق الصحة في «الشرق الأوسط». وعلى الرغم من القناعة بعدم وجود دراسات طبية تُثبت ضرر تناول مشروبات الطاقة بصفة علمية، إلا أن من غير الثابت أصلاً أنها مشروبات تُعطي الإنسان تلك الطاقة المزعومة. ومادة تاورين، مادة طبيعية مكونة من أحماض أمينية، أي من المواد المكونة للبروتينات عادة. وتُوجد بشكل واسع في عدة منتجات غذائية نتناولها في كل يوم، وتحديداً في اللحوم ومشتقات الألبان وغيرها من المنتجات الحيوانية. كما تُوجد بشكل طبيعي في أعضاء مختلفة من الجسم، كالقلب والدماغ والعضلات وخلايا الدم البيضاء للمناعة وغيرها. ولذا فإن الإنسان إما أن يتناولها مع الطعام، فتدخل إلى جسمه. أو أن أنسجة مناطق عدة في جسم الإنسان تُنتجها، ليستفيد الجسم منها. ولا يُوجد أي تحذير علمي صادر من الهيئات الطبية العالمية بوجوب الامتناع عن تناولها أو ضرر ذلك. بل ثمة دراسات طبية حول جدواها في علاج حالات مرضية شتى، كأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وضعف المناعة والاضطرابات العصبية وغيرها.

وسبب البحث العلمي فيها أن لها دوراً فاعلاً في الجسم لنمو الجهاز العصبي وتنظيم عمله، ولضبط دخول وخروج الماء والأملاح من وإلى الخلايا الحية، إضافة إلى دور هذه المادة في تنقية الجسم من السموم.

وللإنسان أن يتناول كمية 3 غرامات من مادة تاورين يومياً، من دون أن يثبت أي ضرر من تلك الكمية. والواقع أن تناول أي كمية أعلى من ذلك، سيتخلص الجسم منه ببساطة عبر الإخراج مع البول. وغالبية أنواع عبوات مشروبات الطاقة تحتوي على حوالي غرام واحد من هذه المادة.