أستشارات طبية

TT

* سمنة البطن والرياضة

* هل للوراثة علاقة بسمنة البطن، وهل تمارين شد البطن علاجها؟

ز. رياض – القاهرة ـ من المفهوم جداً معاناتك التي ذكرتها في رسالتك حول سمنة البطن لديك، وواضح أيضاً أنك تُحاول أن تتخلص منها. ولكن عليك التنبه إلى بعض الأمور، والتي سألت عنها تحديداً.

بداية، لا يبدو من مجمل الدراسات الطبية أن سمنة البطن سمة وراثية. بمعنى أن ظهور السمنة في البطن ليست ذات علاقة مباشرة بالجينات الوراثية، وليس بالضرورة أن الأب أو الأم يُورثان ذلك للأبناء أو البنات. وما تُؤكده المصادر الطبية أن سمنة البطن لها علاقة مباشرة جداً بسلوكيات الحياة التي يختار المرء إتباعها. أي أن سمنة البطن هي نتيجة لعادات الأكل وعادات مستوى عموم النشاط البدني اليومي للإنسان.

والأمر غاية في البساطة من ناحية فهم سبب ظهور سمنة البطن لدى البعض، وهو أن ما يتناوله الإنسان من طعام ستمتص غالبيته الأمعاء. وبالتالي ستدخل إلى الجسم كميات من طاقة السعرات الحرارية. وهنا إما أن يحرقها الجسم لإنتاج الطاقة، وبالتالي يتخلص من تراكمها كشحوم في جسمه، أو أنها لا محالة ستتراكم كأنسجة شحمية في مناطق البطن وغيرها. ولذا قد نجد جميع أفراد أسرة واحدة يُعانون من مشكلة سمنة البطن، نتيجة لأن نوعية تغذيتهم واحدة ومدى ممارستهم للنشاط البدني متشابه.

ومن المهم فهم علاقة التمارين الرياضية بالتخلص من سمنة البطن. ولكي ينجح المرء في التخلص من سمنة البطن عليه ممارسة الرياضة البدنية، من نوع «إيروبيك» الهوائية، لمدة ثلاثين دقيقة يومياً. كالهرولة أو السباحة أو غيرهما. وتمارين «إيروبيك» هي التي يزيد من خلال ممارستها نبض القلب وعدد مرات التنفس في الدقيقة. وهي الأفضل من بين جميع التمارين الرياضية في حرق الجسم للدهون والتخلص منها. والجيد جداً في شأن دور تمارين «إيروبيك» في حرق الدهون، أن أول كميات من الدهون سيتخلص الجسم منها هي شحوم البطن.

أما تمارين «شد البطن»، التي يتم فيها تقوية العضلات الطولية للبطن، فإنها قد تُفيد في ضم مكونات البطن إلى بعضها البطن. أي أنها تُفيد في اكتساب منظر أفضل للبطن بدلاً من ترهلها. أما دورها، بذاتها، في تخليص البطن من الشحوم، فهو غير صحيح مطلقاً. وهذه نقطة مهمة. والواقع أن مشكلة سمنة البطن ليست مطلقاً معضلة مستحيلة أو عصية تماماً عن الحل. كما أنه لا يُوجد سر في وسيلة التخلص منها. بل الحل يتطلب أمرين، تقليل دخول الأطعمة إلى الجسم، وزيادة حرق الشحوم المتراكمة فيه. وهذا يجب أن يتم يومياً، وبصبر، حتى يتخلص الجسم مما تراكم فيه من أنسجة شحمية.

* تناول «سيالس» يومياً

* سمعت أن هناك نصيحة بتناول مرضى السكري لعقار «سيالس» يومياً لمعالجة ضعف الانتصاب، هل هذا صحيح؟

هادي ـ جدة ـ القصاصة التي أرسلتها احتوت على خبر الدراسة المنشورة في مايو الماضي ضمن مجلة «طب السكري». وهي دراسة صحيحة، تم إجراؤها في اليونان. ولكن المقصود منها هو اختبار فاعلية التناول اليومي لكمية قليلة من حبة «سيالس»، في معالجة ضعف الانتصاب لدى مرضى السكري. ومعلوم أن نسبة مهمة من الرجال المُصابين بالسكري لديهم اضطرابات متفاوتة الشدة في الانتصاب. وأن تناول «سيالس» لمعالجة وجود مشكلة ضعف الانتصاب يتم بتناول جرعات تتفاوت بين عشرة وعشرين مليغراما كل بضعة أيام. وذلك لأن مفعول «سيالس» قد يطول إلى حوالي ثلاثة أيام. والجديد في الدراسة هو اختبار فاعلية وأمان تناول كمية أقل، أي أقل من خمسة مليغرامات، وبشكل يومي، لمعالجة الحالة تلك لدى مرضى السكري. وما وجده الباحثون أن الأمر مفيد وآمن. ولكن تظل المشكلة في كيفية التحقق من تناول تلك الكمية يومياً، نظراً لأن من الصعوبة تقسيم الحبة الدوائية بدقة. كما أن الآثار الجانبية للتناول اليومي لكمية قليلة من «سيالس» كانت بالجملة مشابهة لتلك الملاحظة على منْ يتناولنها كل بضعة أيام. وتحديداً ألم الظهر والصداع وعسر الهضم.

وتتوفر «سيالس» بقوة 10 أو 20 ملغم. والحبة بقوة 10 ملغم لونها أصفر فاتح، والحبة بقوة 20 ملغم لونها أصفر. وعليك ملاحظة أن إرشادات تناول «سيالس» تتضمن أنه يجب تناول الحبة كاملة، أي دون كسرها إلى نصفين. وأنه يُمكن تناولها على معدة خالية أو بعد تناول الطعام. وأن مفعولها يبدأ بعد حوالي نصف ساعة من تناولها. وقد يستمر مفعول الحبة لمدة 36 ساعة أو أكثر. وأن طول مفعول الحبة يزيد إذا كان عمْر الشخص فوق 65 سنة أو لديه ضعف في الكلى أو ضعف في الكبد. وأنه لا يُنصح بتناول »سيالس» يومياً، بل كل بضعة أيام.

كما أن تناولها هو لعلاج مشكلة ضعف الانتصاب، وليس لغايات زيادة قوة الانتصاب لدى منْ لا يشكو من أي ضعف فيه. وأن هناك موانع لتناولها، مثل وجود أمراض معينة في القلب أو الدماغ، أي تناول الشخص لأحد أدوية «نيترات» الموسعة لشرايين القلب. ووجود ضيق في أحد صمامات القلب، وخاصة الصمام الأورطي. ووجود ضعف شديد في قوة القلب. والإصابة السابقة بسكتة دماغية، خاصة خلال الستة أشهر الماضية. ووجود ارتفاع غير منضبط في ضغط الدم، أو انخفاض شديد في ضغط الدم.

كما أن ثمة موانع أخرى، مثل ثانياً: وجود فشل الكبد، أو فشل الكلى، أو الأنيميا المنجلية، أو الشكوى في السابق من فقد مفاجئ في الإبصار أو السمع، أو وجود نزيف من قرحة المعدة. ولهذه الأسباب وغيرها، يجب أن يتم تناولها وفق الإشراف الطبي.

بإشراف د. حسن محمد صندقجي*