أستشارات طبية

TT

* الوزن والكافيين والخل

* هل الكافيين والخلّ يُساعدان في إنقاص الوزن؟

* عفاف سيف النصر- القاهرة.

* هذا ملخص سؤالك. دور الكافيين في العمل على إنقاص وزن الجسم لا يزال غير واضح من الناحية العلمية. وهناك مؤشرات علمية، غير ثابتة، تقول بأن للكافيين دورا بسيطا في زيادة التخلص من الوزن الزائد، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعتمدون في برامج حياتهم اليومية على ممارسة الرياضة اليومية وتناول وجبات طعام قليلة المحتوى من الدهون. والآلية التي تُذكر للكافيين هي في تأثيره على خفض شهية الأكل وفي تأثيره على زيادة استهلاك الطاقة بالجسم. إلاّ أن الدراسات التي بحثت في هذه النقطة بالذات لم تجد للكافيين تأثيرا قويا على خفض شهية الأكل بدرجة تُؤدي إلى إنقاص وزن الجسم. كما أن تأثير الكافيين على تنشيط إنتاج الطاقة وحرقها في الجسم ليس بالصفة الكافية لإنقاص وزن الجسم. ولكن من المعروف والثابت أن الكافيين مادة مدرة للبول، ولذا فإن تناولها قد يقلل من كمية السوائل في الجسم، ما قد يترجم من قبل البعض إلى التسبب بنقص طفيف في الوزن. أما بالنسبة للخلّ، فلا أعلم أن ثمة أدلة علمية ثابتة تقول بأن الخل يقلل من وزن الجسم بشكل واضح. وتحديداً، لا توجد أدلة علمية صحيحة على أن تناول كمية ملعقة من الخلّ، قبل تناول الطعام أو أثناءه أو بعده، يزيد من حرق الدهون أو خفض شهية الأكل. والخلّ مادة حمضية، قد يتسبب تناولها، عند عدم تخفيفها بالماء، بتهييج في الحلق أو المريء أو المعدة، ما قد يؤذي البعض من مرضى التهابات وقروح المعدة أو المريء أو الإثنا عشر.

وبالنسبة لمرضى القلب الذين يتناولون أدوية مُدرّة للبول، فإن الخلّ قد يتفاعل معها بشكل سلبي ما قد يُؤدي إلى زيادة خسارة الجسم لمادة البوتاسيوم في البول، ما قد يضر بانتظام ضربات القلب أو قوة ضخ القلب.

* العسل والـ«فيكس»

* هل صحيح أن العسل مفيد لوقف السعال، وهل للـ«فيكس» دور في علاج نزلات البرد؟

* رشيد أحمد ـ القاهرة.

* هذا ملخص رسالتك. وتناول العسل الممزوج بالماء أو بالشاي الفاتر أو بالليمون مع الماء، هو من الوسائل المنزلية الشائعة الاستخدام في معالجة نزلات البرد والسعال وألم الحلق وغيرها من أعراض التهابات الجهاز التنفسي العلوي. وهذا الاستخدام الشعبي في علاج نزلات البرد له الكثير مما يؤيده في الجانب العلمي الطبي.

وتحديدا، سبق لملحق صحتك بـ«الشرق الأوسط»، أن عرض في عدة مناسبات نتائج الدراسات العلمية المؤيدة لجدوى تناول محلول الماء بالعسل في تسكين وتخفيف السعال لدى الأطفال ولدى البالغين. ومنها تلك الدراسة الأميركية الصادرة في عام 2007 التي وجدت أن تناول الأطفال ما فوق عمر سنتين، وتناول البالغين أيضا، لملعقتي شاي من العسل عند وقت النوم، سبب في تخفيف السعال الليلي وتحسين نوعية النوم بدرجة تفوق تلك التي يؤدي إليها تناول أنواع أدوية شراب الكحة المتوفرة بالصيدليات. وهناك دراسات أخرى أيضا تحدثت عن دور العسل في تسكين ألم الحلق.

وعليه فإن المصادر الطبية والهيئات الطبية العالمية، لا ترى ضررا من تجربة الاستفادة من العسل في تخفيف أعراض نزلات البرد، طالما كان تناول العسل لا يؤثر على نسبة سكر الدم لدى مرضى السكري وطالما لا يتم إعطاء العسل للأطفال ما دون عمر سنة.

أما بالنسبة للـ«فيكس»، فهو من الأدوية الشعبية العالمية لمعالجة نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي، وخاصة لتخفيف الانسداد في مجاري التنفس للأنف. وهو أحد الأدوية الشعبية الأميركية التي دخلت إلى العالم في تسعينات القرن التاسع عشر، وظل استخدامها مزدهرا حتى اليوم. ويتكون الـ«فيكس» من مستخلصات كل من: الكافور بنسبة نحو 5%، وهو مادة مسكنة للسعال ومخففة للألم. ومن النعناع بنسبة نحو 3%، وهي مادة مسكنة للسعال. ومن مستخلص أوراق أشجار الكالبتوس بنسبة نحو 2%، وهي ذات خاصية مسكنة للسعال. ويضاف إليها زيت أوراق الأرز وجوزة الطيب وغيرها من الشحوم والزيوت.

ولا توجد أدلة علمية على جدوى لاستخدامه في معالجة الاحتقان بالأنف في حالات نزلات البرد، كما يصرح بذلك الأطباء في «مايو كلينك». وكانت دراسة للباحثين من جامعة «ويك فوريست» بالولايات المتحدة، تم نشرها في يناير (كانون الثاني) هذا العام ضمن مجلة «تشيست» الصادرة عن الكلية الأميركية لأطباء الصدرية، قد حذرت من أن المواد التي في الـ«فيكس» قد تتسبب بصعوبات في التنفس لدى الأطفال الصغار، وخاصة الرضع منهم. والسبب أنها قد تثير التهابات في مجاري التنفس لديهم، ما قد يضر بسلامة عملية التنفس.

كما أن الشركة المنتجة نفسها تحذر من ابتلاع الـ«فيكس»، نظرا لاحتوائه على مادة الكافور، وهي مادة سامة. ولذا يجب عدم تناولها وعدم دهن داخل الأنف بها.

وعليه، فإن استخدام الـ«فيكس» وفق إرشادات المنتج، قد يفيد راحة تنفس البعض خلال نزلات البرد، ولكن لا أدلة علمية تدعم ذلك حتى اليوم.