أستشارات

TT

* صحة شرايين القلب

* أخي أصيب بأزمة قلبية، وهو بصحة جيدة الآن. كيف أحمي نفسي من هذا المرض، وماذا يجب أن أفعل؟

سليم أ. ـ القاهرة.

- هذا ملخص رسالتك. ودون أي مجاملات في الحديث، فإن ما تسأل عنه هو أحد أهم ما على الإنسان معرفته في الجانب الصحي. ذلك أن أمراض القلب لا تزال هي السبب الأول للوفيات على مستوى العالم، بين الرجال وبين النساء، وفي كافة بلدان العالم ومجتمعاته. وبجانب هذه الحقيقة القاسية، هناك حقيقة أخرى، طيبة من ناحية المعنى، ولا تقل أهمية وفائدة من ناحية الجدوى. وهي أن بالإمكان الوقاية ومنع حصول 80 في المائة من حالات الأزمات القلبية أو نوبات السكتة الدماغية التي تحصل، لدى الرجال أو النساء، في سن مبكرة.

وهناك أربعة عناصر لتحقق هذه النجاة، وهي اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والامتناع عن التدخين، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية.

ونظام الغذاء الصحي المتوازن يعني الإكثار من تناول الخضروات والفواكه والحبوب غير المقشرة، أي الحبوب غير منزوعة النخالة، والبقول. والحرص على تناول اللحوم الخالية من الشحوم. وعلى تناول الأسماك مرتين في الأسبوع على أقل تقدير. هذا مع تقليل تناول الملح والسكر، في أي أطعمة أو مشروبات. ويتم توزيع هذا الطعام اليومي على ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين بينهما («سناك»). والمؤشر الأهم على اتباعك نظام الغذاء الصحي المتوازن، هو حفاظك على وزن طبيعي لجسمك.

وإضافة للحرص على ممارسة نوعية نشطة للحياة اليومية، أي كالمشي لقضاء الأعمال والأنشطة الاجتماعية، فإن ما يفيد القلب والأوعية الدموية هو الهرولة لمدة نصف ساعة، في غالب أيام الأسبوع. وهذه النصف ساعة ليس بالضرورة أن تكون مرة واحدة، بل يمكن الهرولة لربع ساعة في وقتين مختلفين خلال اليوم الواحد، أو لمدة عشر دقائق، في ثلاثة أوقات مختلفة من اليوم. وممارسة وقت أطول من نصف ساعة يوميا، سيكون بلا شك أفضل للقلب ولوزن الجسم.

والتدخين ضار على الإطلاق للقلب والأوعية الدموية والرئة وغيرها من أجزاء الجسم. وذلك الضرر يتحقق حتى عند تدخين عدد قليل من السجائر، وسواء كان التدخين يتم مع، أو من دون، وجود عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب. والهدف الأول من الفحوصات الطبية الدورية هو معرفة مدى وجود أحد العوامل التي ترفع من احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين، والعمل بالتالي على ضبطها. وهي وجود مرض السكري أو ارتفاع الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم. والهدف الثاني لتلك الفحوصات، هو الاكتشاف المبكر لوجود مرض في شرايين القلب.

وفي الحالات العامة، لأي إنسان تجاوز سن العشرين، يشمل الفحص الطبي الدوري إجراء قياس ضغط الدم مرة في كل سنة، وتحليل نسبة سكر الدم مرة كل ثلاث سنوات، وتحليل الكولسترول مرة في كل خمس سنوات. وعند وجود أي دواع طبية، بتقرير الطبيب ونصيحته، يكون إجراء هذه الأمور في أوقات متقاربة بشكل أكبر، أو إجراء فحوصات خاصة بشرايين القلب نفسه، وتحديدا أحد أنواع اختبار جهد القلب. ولذا فإن مراجعتك للطبيب ضرورية للتأكد من هذه الأمور الصحية العامة، وأيضا لتقرير مدى حاجتك لفحوصات مبكرة لشرايين القلب. وبناء على النتائج تكون خطوات الوقاية الخاصة، أي في جانب تناول الاسبرين أو أي أدوية أخرى.

* منع الانتحار

* هل الانتحار من الأشياء التي يمكن منع حصولها؟

موضي ـ الرياض.

ـ ليست كل محاولات الانتحار هي محاولات جادة للموت. والقصة التي ذكرتها في رسالتك قد تتكرر لدى قلة كوسيلة لجذب الانتباه. ولكن يجب أخذ الموضوع بجدية عالية حتى لو كان ذلك الفعل نوعا من العبث.

وهناك أصلان طبيان علينا تذكرهما. الأول، أنه ليس بالإمكان منع جميع أشكال أو حالات الانتحار، ولكن بالإمكان منع الغالبية منها. والثاني، ليس هناك سوى عدد قليل من حالات الانتحار التي تحصل دون إنذار مسبق.

والواقع العالمي، وفق ما تشير منظمة الصحة العالمية، هو أن في كل أربعين ثانية يموت إنسان جراء محاولة الانتحار، أي أكثر من مليون شخص سنويا تقريبا. وارتفعت نسبة الانتحار عالميا بمقدار 60 في المائة خلال العقود الأربعة الماضية. ولأن الإقدام على محاولة الانتحار لا يعني بالضرورة حصول الوفاة، فإن العدد الفعلي لمحاولات الانتحار يفوق هذا الرقم بكثير. وهو ما يعني أن هذه المشكلة الصحية ليست نادرة الحصول، بل ترى المنظمة، وفق ما لديها من إحصائيات عالمية، أن الانتحار هو أحد المسببات الثلاثة الرئيسية للوفيات لدى الأشخاص الذين أعمارهم تتراوح ما بين 15 و44 سنة، على مستوى العالم.

ولدى غالبية الأطباء ذكريات أليمة لمراهقين أو شباب، من الجنسين، تُوفوا جراء محاولات للإقدام على الانتحار. والتي ثبت فيها من كلامهم قبل الوفاة، أو من كلام أقاربهم، أنهم لم يكونوا يقصدون بالفعل إنهاء حياتهم.

وهناك عدة تدابير، قد تفلح في كثير من الأوقات، للحد من احتمال وقوع حالات الانتحار. ومنها الحد من فرص الحصول على وسائل الانتحار نفسه. ومعلوم أن هؤلاء يلجأون لتناول إما المبيدات الحشرية أو الأدوية، أو يستخدمون أنواعا من الأسلحة، ومنها التنبه المبكر لاكتشاف ومعالجة حالات الاكتئاب أو فصام الشخصية أو إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات. والاهتمام بمتابعة ومعالجة الأشخاص الذين سبق لهم الإقدام على محاولات الانتحار، وحتى أولئك الذين ثبت أنهم أقدموا عليها لمجرد عبث وطيش لفت الانتباه.

ولأن معظم حالات الانتحار تحدث مع ظهور علامات تحذيرية وإنذارات يبديها أولئك الأشخاص لمنْ حولهم، فمن المهم إعطاء الاهتمام اللازم لأي تهديد يظهره الشخص بإيذاء نفسه.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]