في أول دراسة من نوعها: حركات الجسم تساعد في حلّ المسائل الفكرية

العقل لا يوجد في منطقة الدماغ فقط

TT

العقل البشري بمقدوره توظيف حركات الجسم بهدف فهم المسائل المعقدة، بل وحتى حلّها، وفقا لدراسة أميركية حديثة.

وقال باحثون في علم النفس في جامعتي إلينوي وفاندربيلت إن تحريك الذراعين في حركة دورانية قد ساعد بالفعل مشاركين في الدراسة على حلّ مسائل وضعت أمامهم كانت ترتبط بعمليات تحريك وتدوير السلاسل.

وقال الباحثون إن الدراسة، التي نشرت في دورية «سايكوسوماتيك بيلوتن أند ريفيو» المعنية بالصحة الجسدية ـ النفسية، تعتبر الأولى من نوعها التي أظهرت أن قدرة الإنسان على حل المسائل يمكنها أن تتعزز بحركات جسمه.

ودفع الباحثون المشاركين إلى تنفيذ بعض حركات الجسم في أثناء قيامهم بحل المسائل المطلوبة منهم، وقال إليغاندرو ليراس البروفسور في علم النفس في جامعة إلينوي الذي شارك مع لورا توماس الباحثة في جامعة فاندربيلت في الدراسة، إن «التلاعبات التي قمنا بها (على المشاركين) أدت إلى إحداث تغيرات على التفكير». وأضاف أنه «وبمعنى آخر، فإننا عند توجيهنا للمشاركين ودفعهم إلى تحريك أجسامهم قد وضعناهم ـ ومن دون معرفتهم بذلك ـ على طريق محدد للتفكير حول تلك المسألة» المطلوبة.

وحتى بعد انتهاء المشاركين من حل المسائل بنجاح، فإن أغلبهم لم يكونوا على علم أو واعين بوجود صلة بين نشاطهم البدني الذي طلب الباحثون منهم تنفيذه، وبين الحلول التي توصلوا إليها. وأضاف الباحثون أن النتائج مهمة لسببين: الأول، لأنها تشير إلى أن حركة الجسم يمكنها أن تؤثر على الأفكار ـ التي تعتبر في منزلة عليا بالمقارنة مع الحركات البدنية ـ وعلى نمط التفكير المعقد. والسبب الثاني هو أن هذا التأثير يظهر حتى وإن كان شخص آخر هو الذي يوجه حركات جسم الشخص الذي يقوم بحل المسائل.

ويقول الباحثون إن النتائج تشير إلى احتمال وجود «إدراك مزروع» خارج موقع العقل البشري، يربط ما بين الجسم والعقل. وقال ليراس إن «الناس يعتقدون عادة أن الفكر موقعه في الدماغ، وهو الذي يتعامل مع الأفكار المجردة، وهو منفصل تماما عن الجسم، إلا أن أبحاثنا تشير إلى أن الجسم يرتبط بالفكر بقوة».

وطلب الباحثون من المشاركين في الدراسة ربط نهايتي سلكين معا، وكان السلكان يتدليان من سقف المختبر، بحيث يستطيع المشارك الإمساك بسلك واحد منهما، إلا أنه لا يستطيع الوصول إلى السلك الآخر. وقد تم توفير بعض الأدوات المساعدة مثل: كتاب، وأداة لليّ والشد، وأثقال رياضية صغيرة، وصحن. وخصصت للمشاركين ثماني جلسات استمر كل منها دقيقتين لكي يحلوا المسألة، كما طلب منهم ـ للتمويه ـ إعطاء 100 ثانية من كل جلسة للتفكير في حل المسالة، والـ20 ثانية المتبقية لإجراء تمارين رياضية. وقال الباحثون إن هذا التمويه تم لأن «الواجهة المعلنة للدراسة كانت دراسة تأثير التمارين الرياضية على حل المسائل».