موسوعة

TT

* مرض الكلب (السعار)

* داء الكلب Rabies هو مرض فيروسي حاد يصيب الجهاز العصبي (المخ والحبل الشوكي) مسببا التهابا في المخ Encephalitis. ويصيب الفيروس الحيوانات ذوات الدم الحار وينتقل إلى الإنسان عبرها عن طريق عضة حيوان مصاب بالفيروس أو عبر ملامسة لعاب الحيوان المصاب أي خدوش أو جروح في جسم الإنسان، فينتقل الفيروس من اللعاب إلى جسم الإنسان عبر هذه الفتحات الموجودة في الجلد.

تصيب عدوى الكلب النهايات العصبية في الجلد ثم تنتشر على امتداد الأعصاب حتى تصل إلى خلايا المخ، وتؤدي الإصابة بهذا المرض في أغلب الأحيان إلى الوفاة إذا لم يتم العلاج على الفور.

لا تظهر أعراض مرض الكلب إلا بعد فترة قد تصل إلى سبعة أسابيع بعد التعرض لعضة الحيوان، التي تشمل في المرحلة الأولى: الخمول، ثم ارتفاعا في درجة الحرارة. أما المرحلة التالية من المرض فتشمل: الألم الشديد، وتيبس الرقبة، وحركات عدوانية، وتشنجات، وانعدام القدرة على التحكم في الانفعالات، والاكتئاب، وعدم القدرة على شرب الماء أو الخوف من تناول الماء Hydrophobia. أما المرحلة الأخيرة فيصاب فيها المريض بالهوس والفتور أو البلادة ثم الغيبوبة.

ينبغي اعتبار أي عضة حيوان حالة طارئة، لذا يجب غسل المنطقة المصابة جيدا بالماء والصابون والتوجه على الفور إلى أقرب مركز صحي. ويعطى المصاب مصلا مضادا للفيروس يُحقن حول مكان عضة الحيوان وفي العضل، ثم يُحقن المريض بحقنة من مجموع خمس حقن من مصل الكلب في العضل، ويتم تناول باقي الحقن الخمس على مدى أربعة أسابيع يوميا. وعلى الرغم من الألم الشديد لهذه الحقن فإنها تنقذ حياة المصاب.

* متلازمة «جيلان باريه»

* هي عبارة عن التهاب في طبقة الميالين المغلف للألياف العصبية. ولا يُعرف السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض، ولكنّ هناك اعتقادا بأنه أحد أمراض اضطراب جهاز المناعة، حيث يتفاعل جهاز المناعة لدى الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية حادة فيؤثر على الجهاز العصبي الطرفي. ويصيب مرض «جيلان باريه» كل الأعمار ولكن بصورة خاصة الشباب الصغار، وكبار السن في نحو عمر الخمسين سنة.

تظهر أعراض المرض في نحو 60% من الحالات بعد عدة أسابيع من الإصابة بعدوى ظاهرية، كالإصابة بنزلة برد أو نزلة معوية، فتنشط الأجسام المضادة التي يفرزها جهاز المناعة لمكافحة العدوى، ثم تبدأ، بالخطأ، بالهجوم على الجهاز العصبي فتدمر الطبقة البروتينية المحيطة بالألياف العصبية.

وتشمل الأعراض الإحساس بالخمول والهزال يتبعه ضعف في العضلات يبدأ في الساقين ثم ينتقل إلى باقي الجسم خلال عدة أيام، يصحبه ألم وتنميل ثم فقدان للإحساس. وقد ينتشر الضعف بشدة حتى يشمل عضلات الصدر مما يعوق عملية التنفس. وبشكل عامّ تتفاوت حدة أعراض المرض بين الخفيف والشديد، ويهدد الشلل العضلي حياة المصاب. و لهذا السبب يُعتبر مرض «جيلان باريه» من الحالات الإسعافية الطارئة.

وهناك عدة عوامل مثيرة للمرض، منها:

ـ الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية حادة، وبشكل خاص بكتيريا كومبيلوباكتر Campylobacter المسببة للنزلات المعوية.

ـ العمليات الجراحية.

ـ مرض الليمفوما.

ـ الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسَب (الإيدز).

ـ نادرا، عند الإصابة بمرض الكلب أو بعد تناول لقاح الإنفلونزا.

يتم العلاج بإعطاء بروتين المناعة «غاما غلوبيولين» الذي يتكون من أجسام مضادة للأجسام المضادة المسببة للمرض. وفي الحالات الشديدة من المرض قد يستدعي الأمر عملية فصل البلازما التي يتم فيها ترشيح الأجسام المضادة الضارة لتنقية الدم منها، الأمر الذي يساعد على تخفيف الأعراض وتقليل مدتها الزمنية،كما قد تستدعي بعض الحالات التي تشمل عضلات الصدر استخدام جهاز التنفس الصناعي.

إن معظم المصابين بمتلازمة «جيلان باريه» ينعمون بالشفاء التامّ خلال فترة تتراوح من بضعة أسابيع إلى عدة شهور، والقليلون فقط قد يتأثرون بالمرض فيصابون ببعض المضاعفات كالتنميل الدائم على سبيل المثال.

استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]