غالبية المصابين بالشخير.. يعانون من مشكلات في الانتصاب

يضعف القدرات الجنسية ويزيد مخاطر السكتة الدماغية

TT

الشخير مسؤول عن 6 في المائة من حالات الطلاق في ألمانيا حسب تقرير لدائرة الإحصاء المركزية في فيزبادن. لكن صوت الشخير المزعج، وعجز الزوج عن النوم، ليس المسبب الوحيد للمشكلات، لأن دراسة ألمانية جديدة تشير إلى أن الشخير العالي يؤدي أيضا إلى ضعف الانتصاب مع مرور الوقت.

وكانت العلاقة بين اضطراب النوم الناجم عن الشخير والقدرة الجنسية موضوع بحث علماء ألمان من ميونخ وريجنزبورغ (جنوب) في الفترة الأخيرة. وتوصل العلماء إلى هذه النتيجة بعد أسابيع من التجارب والفحوصات التي جرت في مختبرات النوم التي شملت 400 «شِخِّير» يعانون في المساء من تقطع النوم وكثرة انقطاع النفَس المرافق للشخير. وفحص الأطباء طوال فترة التجربة القدرات الجنسية للمرضى مع مراعاة عوامل السن والأمراض الأخرى والسلامة الجسدية وغيرها. اضطراب النشاط الجنسي واتضح أن 69 في المائة من «الشِخِّيرين» يعانون من اضطراب النشاط الجنسي ومن ضعف الانتصاب. وكان عامل الشخير، أو بالأحرى ظاهرتا انقطاع النوم ومتلازمة انقطاع التنفس الانسدادي Obstrucive Sleep ـ Apone ـ Syndrome (OSAS) الناجمتين عنه، العامل الأساسي في تفاقم الضعف الجنسي عند الرجال إلى جانب عامل السن.

وشارك في التجربة والفحوصات عدة علماء ألمان من الاختصاصيين في متلازمة انقطاع النوم والشخير بينهم البروفسور ستيفن بودفايزر من عيادة النوم في دوناوشتاوف، والبروفسور ميشائيل بفايفر من مركز أبحاث التنفس والنوم، الدكتور ميشائيل ارتست، من عيادة الطب الداخلي في جامعة ريجنزبورغ والبروفسور فولف فيلاند من جامعة ميونخ التقنية. ونشرت الدراسة على الصفحة الإلكترونية من «مجلة الطب الجنسي» التي تديرها جمعية أطباء الجنس.

واستنتج الباحثون من جامعتي ميونخ وريجنزبورغ أن الشخير يؤثر كثيرا على القابلية الجنسية، واعتبروا النتائج فاتحة أمل لمعالجة الضعف الجنسي الذي يعاني منه بعض الرجال المبتلين بظاهرة أو «متلازمة» الشخير. وتكشف التجارب على «الشِخِّيرين»، باستخدام أقنعة الأكسجين، أن تعويض نقص الأكسجين الناجم عن متلازمة انقطاع النفَس الانسدادي حفز عملية الانتصاب لدى المساهمين في الدراسة.

وذكر البروفسور بودفايزر أن الأمراض المزمنة لم تلعب دورا في نشوء حالة ضعف الانتصاب كما هي الحال مع دور الشخير. وتثبت دراسة إحصائية أجريت على هامش التجربة أن 20 في المائة من الألمان، من عمر يزيد على 30 سنة، يعانون بهذا الشكل أو ذاك من الضعف الجنسي كعاقبة لمتلازمة الشخير واضطراب النوم. وترتفع النسبة إلى 50 في المائة مع تقدم سن الرجل بعد الخمسين، ثم ترتفع إلى 70 في المائة إذا ترافقت مع الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والدورة الدموية وداء السكري.

الشخير والسكتة الدماغية ويتعرض 4 في المائة من «الشِخِّيرين» و2 في المائة من «الشِخِّيرات» إلى أخطار السكتات الدماغية. وفي عيادة فارين لمعالجة الشخير قال البروفسور رالف لودفيغ إنه ساعد أكثر من 5000 رجل وامرأة، منذ عام 2004، في عيادته ضد مخاطر الضعف الجنسي والسكتات الدماغية الناجمة عن الشخير. وأشار إلى أن 300 مختبر ألماني للنوم يربطون بين الضعف الجنسي والجلطات الدماغية وبين الشخير الذي يقض نوم 30 في المائة من الرجال و19 في المائة من النساء. وتحصل السكتات الدماغية لدى «الشِخِّيرين» و«الشِخِّيرات» نتيجة قلة وصول الأكسجين إلى الدماغ الناجمة عن الشخير وانقطاع النفَس. وتوقع لودفيغ تزايد الظاهرة في ألمانيا بالعلاقة مع ازدياد معدل متوقع الحياة وزيادة ظاهرة البدانة.

وحذر البروفسور مارتن كونرمان، من عيادة «النوم» في مدينة كاسل الجامعية، من أن «الشِخِّيرين» يعانون من ضعف الرغبة الجنسية ومن الضعف الجنسي أكثر من غيرهم. وتبين من خلال استفتاء أجراه أن 50 في المائة من الذين يعانون من اضطراب النوم بسبب الشخير يعانون في الوقت ذاته من الضعف الجنسي.

و جاء في المقال الذي كتبه كونرمان لمجلة «مرشد المسنين»، أن نسبة الضعف الجنسي بين «الشِخِّيرين» تعادل أربعة أمثالها بين الناس العاديين أو غير «الشِخِّيرين». وتبين من الاستفتاء، الذي شمل نحو ألفي رجل وامرأة، أن الشخير يؤثر على القدرة الجنسية للرجال أكثر مما يؤثر على القدرة الجنسية للنساء. وتشير النتائج إلى أن «الفشل» السريري ينتشر بين «الشِخِّيرين» 200% أكثر منه بين «الشِخِّيرات».

تكلس شرايين الدماغ وتكشف دراسة لـ« جمعية التنفس الأوروبية» أن الذين يعانون من متلازمة انقطاع التنفس الانسدادي OSAS يتعرضون لجلطات القلب والسكتات الدماغية ثلاثة أضعاف ما يتعرض له غير المصابين. وتوصل الباحثون إلى تفسير هذه العلاقة السببية بين الجلطات ومرض انقطاع التنفس الانسدادي على أساس التغيرات التي تجري على كريات الدم بسبب قلة الأكسجين. وذكر الباحثون أن قلة وصول الأكسجين إلى الدم تدفع كريات الدم للتراكم قرب بطانات الاندوثيليوم في الأوعية الدموية وتتسبب بحدوث تفاعل وعائي ـ تكلسي في جدران هذه الأوعية.

وسبق لدراسة ألمانية من جامعة بوخوم أن توصلت إلى إن الأوعية الدموية في أجسام المصابين بمرض OSAS تفقد مرونتها (تتكلس) بالتدريج وترفع بذلك مخاطر أمراض القلب والدورة الدموية عند المصاب. وهذا ليس كل شيء، لأن النوم الدائم في مراحل النوم السطحية يضعف رغبة الإنسان في ممارسة الجنس، لأن إفراز جسم الذكر لهرمون تيستوستيرون ينخفض بشكل ظاهر بسبب قلة الأكسجين والتوتر الناجم عن ضعف النوم. ثم يبدأ مفعول مرض «OSAS» بالانعكاس على مزاج الإنسان فيحس المصاب بانخفاض قدراته العملية وضعف تركيزه. ولهذا يبدي 81 في المائة من مرضى «OSAS» خشيتهم من فقدان عملهم حسب دراسة جامعة فيتين ـ هيرديكة الألمانية.

ويبدو أن ما لم تكشفه «جمعية التنفس الأوروبية» نجحت دراسة ألمانية في كشفه قبل وقت قصير. وتقول الدراسة التي أعدها المختصون من جامعة فيتين ـ هيرديكة إن 13 في المائة من الذين يعانون من «OSAS» ينامون لفترة 5 ثوان في الشهر على الأقل على مقود سياراتهم. كما أشار خبير طب النوم الدكتور يورغ شليبر، من عيادة «شليتنزل»، إلي أن التعب خلف المقود مسؤول عن 71 في المائة من حوادث الطرق التي تبلغ 17000 حادثة سنويا كمعدل في ألمانيا.