أستشارات طبية

TT

* الكولسترول واللحوم

* لدي ارتفاع في الكولسترول وأتناول له علاج «زوكور». ما هي اللحوم التي بها كمية قليلة من الكولسترول؟

حامد إدريس ـ السعودية ـ قبل الكلام عن أنواع اللحوم ومحتواها من الكولسترول، عليك أن تلاحظ أهمية المتابعة لدى الطبيب لكل من نسبة الكولسترول في الدم، وفاعلية هذا العقار في خفض الكولسترول لديك إلى المعدلات المناسبة لحالتك الصحية، ولأي آثار جانبية له، ومتابعة سلامة الأعضاء التي تتأثر بارتفاع الكولسترول كالقلب والأوعية الدموية.

وفي جانب الغذاء الصحي اللازم لمن لديه ارتفاع في الكولسترول، هناك أولويات يجدر التنبه لها بالترتيب، لأن مفعول بعضها أقوى من مفعول بعضها الآخر. وأولها تقليل تناول الدهون المشبعة، أي الموجودة في الشحوم واللحوم الحيوانية وفي زيتي النخيل وجوز الهند النباتيين. وهذا يتم بالحرص على تقليل تناول اللحوم الحمراء، بما لا يتجاوز مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، لكمية أقل من 150 غراما من اللحم الهبر، المنزوع عنه الشحوم الظاهرة. وبالحرص أيضا على تناول الحليب ومشتقات الألبان القليلة أو منزوعة الدسم. والحرص على تناول وجبتين من الأسماك أسبوعيا. وأقل اللحوم الهبر احتواء على الدهون المشبعة هو لحم الجمل، إذ في كل 100 غرام من الهبر الصافي للحم الجمل 1.8 غرام من الدهون المشبعة. ويحتوي لحم البقر على 12 ضعفا من هذه الكمية، ولحم الضأن أو الدجاج على 8 أضعاف هذه الكمية من الدهون المشبعة.

وثانيها، إحلال الزيوت النباتية الطبيعية كمصدر للدهون الغذائية. أي ما خففته من الدهون الحيوانية تعوضه بالدهون النباتية. وأفضل الزيوت النباتية الطبيعية هي زيت الزيتون، والدهون النباتية الموجودة بوفرة في المكسرات.

وثالثها، الامتناع التام، إن أمكن، عن تناول الدهون المتحولة. والدهون المتحولة هي دهون صناعية أوجدها الإنسان، للأسف، حينما اخترع طريقة هدرجة الزيوت النباتية المستخدمة في القلي وفي إعداد الحلويات.

ورابعها، تقليل تناول الكولسترول من المصادر الغذائية إلى حد لا يتجاوز ما بين 200 إلى 300 مليغرام في اليوم.

ولذا فإن أقوى ما يرفع نسبة كولسترول الدم هو تناول الدهون الحيوانية المشبعة وتناول الدهون المتحولة، ثم يلي ذلك تقليل تناول الكولسترول الموجود في الأطعمة ذات المصادر الحيوانية.

وبالنسبة للحوم، وبالمقارنة فيما بين 100 غرام من اللحم الصافي المنزوع عنه الشحم الظاهر، يعتبر لحم الأسماك أقلها بالكولسترول، إذ في تلك الكمية منه حوالي 40 مليغرام كولسترول. ثم لحم الجمل 60 مليغراما، ثم لحم العجل والبقر 70 مليغراما، ثم لحم الدجاج 80 مليغراما. ثم لحم الضأن 120 مليغراما.

ولا فرق بين كمية الكولسترول في لحم الدجاج أو جلد الدجاج، ولكن الفرق الكبير فيما بين الجلد واللحم هو في الدهون المشبعة.

وبالنسبة للضأن، عليك ملاحظة أن الكولسترول يختلف فيما بين أجزائه. وفيما يحتوي اللحم الهبر على 120 مليغرام كولسترول، يحتوي شحم الذنب (الإلية) على 150 مليغراما، والكبد على 270 مليغراما، والكلى 400 مليغراما، والأعلى هو نخاع العظام الطويلة، كما في الساق أو الفخذ، التي تحتوي على أكثر من 1000 مليغرام من الكولسترول.

صداع الشقيقة والوقاية الدوائية

* أعاني من تكرار نوبات صداع الشقيقة، وقد وصف الطبيب لي عقار أميتريبتيلين. وعرفت أنه لعلاج الاكتئاب وأنا لا أعاني منه. ما تنصح.

سناء ـ بريطانيا ـ هذا ملخص سؤالك. والدواء الذي وصفه الطبيب هو أميتريبتيلين. وصحيح كلامك بأنه يوصف لمن لديه اكتئاب، ولكن هذا ليس فقط الداعي الطبي لوصفه كعلاج. والحقيقة أن بعضا من الأدوية المستخدمة في علاج الجهاز العصبي، وبعضا من الأدوية المستخدمة في علاج أمراض القلب، تستخدم أيضا في الوقاية من الإصابة بنوبات صداع الشقيقة، أو ما يعرف بالصداع النصفي. وعقار أميتريبتيلين يستخدم لهذه الغاية أيضا في أوروبا وأميركا الشمالية وغيرها من مناطق العالم. وليس وجود اكتئاب لازما لاستخدام هذا العلاج لدى الذين يعانون من تكرار نوبات الشقيقة. وكما أن من المهم الاستمرار في المتابعة لدى طبيبك، من المفيد أيضا لك تذكر أن الاضطرابات الهرمونية الشهرية، وتناول بعض أنواع الأطعمة، واضطراب النوم، والإجهاد النفسي والبدني، كلها عوامل قد تثير نوبات صداع الشقيقة.

* اختلاف ضغط الدم

* أقيس ضغط الدم في المنزل، وألاحظ اختلاف القراءة في ما بين اليمين والشمال، فهل هذا طبيعي؟ وهل يختلف بالليل عن النهار؟ وما علاقة الكافيين بضغط الدم؟

وائل الأسمر ـ القاهرة ـ هذه بعض من أسئلتك عن ضغط الدم. وبداية، بالعلاج الذي تتناوله يجب أن يكون ضغط الدم لديك طبيعيا. والطبيعي هو ما دون 140 للضغط الانقباضي، وما دون 89 للضغط الانبساطي، أي أقل 140/89 ملم زئبق. وبشكل عام، هناك اختلاف طفيف وطبيعي بين قياس ضغط الدم في العضد الأيمن وقياسه في العضد الأيسر. وهذا الاختلاف الطفيف في حدود 5 مليمترات زئبق أو أكثر قليلا. وعلينا ملاحظة أن ضغط دم الإنسان يختلف فيما بين دقيقة وأخرى، وذلك بفعل عدة عوامل. ولذا يلاحظ هذا الاختلاف الطفيف فيما بين عضد وآخر، أو في العضد نفسه بعد بضع دقائق من قياسه.

ولكن لو كان الاختلاف أكثر من 20 مليمتر زئبق للضغط الانقباضي، أو أكثر من 10 مليمترات زئبق للضغط الانبساطي، فإن الأمر يستدعي العرض على الطبيب واستشارته. وبالنسبة للكافيين، فهو مادة منشطة بقوة متوسطة. وموجودة في القهوة والشاي والشوكولاته ومشروبات الكولا وغيرها. ومن الطبيعي أن يحصل ارتفاع في ضغط الدم جراء تناول كوبين أو ثلاثة أو أربعة من القهوة أو الشاي مثلا. وقد يصل إلى ما بين 5 و10 مليمترات زئبق في قراءات نوعي الضغط. ولكن هذا ارتفاع مؤقت، لا يتجاوز تأثيره نصف ساعة أو أكثر قليلا.

والمهم في شأن الكافيين وضغط الدم أمران. الأول أن تناول المشروبات المحتوية على الكافيين لا يؤدي إلى إصابة الإنسان بمرض ارتفاع ضغط الدم، مهما طالت مدة تناولها. والثاني أن قياس ضغط الدم يجب أن يتم بعد نصف ساعة من شرب الشاي أو القهوة أو غيرها من المواد المحتوية على الكافيين.

ومن الطبيعي أن يختلف الضغط خلال اليوم، فهو أدنى أثناء نوم الليل وفي أولى اللحظات بعد الاستيقاظ من النوم. ثم يبدأ بالارتفاع الطبيعي خلال ساعات النهار، ليصل إلى ذروة ارتفاعه الطبيعي في فترة ما بعد الظهر، ثم يبدأ بالتناقص التدريجي. وهناك عدة عوامل طبيعية تصنع هذا الاختلاف الطبيعي خلال اليوم، كما أن هناك عدة اضطرابات مرضية تؤدي إلى اختلال هذه الوتيرة الطبيعية لمقدار ضغط الدم.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض