الترهيب والمناكدة.. أكثر المشكلات شيوعا في الفضاء المعلوماتي

«عمليات تدخلية» لتقليل الخطر على المراهقين عبر الإنترنت

TT

يتواصل أكثر من 90 في المائة من المراهقين الأميركيين مع الإنترنت، ويستخدم أكثر من نصفهم مواقع الشبكات الاجتماعية فيها مثل «ماي سبيس» و«فيسبوك».

وقد حللت دراستان نُشرتا في مجلة «أرشيفات طب الأطفال والمراهقين» بقيادة باحث في جامعة وسكونسن في ميدسون، محتويات جوانب الحياة الشخصية المتوفرة على موقع «ماي سبيس» التي أرسلها 500 شخص من المشتركين فيه، التي ذكروا فيها أن أعمارهم تبلغ 18 عاما.

* سلوك خطر

* ووجد الباحثون أن أكثر من نصف محتويات الجوانب الشخصية تحتوي على معلومات عن السلوك الخطر، فمثلا قال 41 في المائة من المراهقين الذين أرسلوا تلك المحتويات إنهم تناولوا المشروبات الكحولية أو المخدرات أو دخنوا السجائر، فيما تحدث 24 في المائة عن سلوكهم الجنسي، وأشار 14 في المائة إلى العنف.

وفي دراسة مرافقة اختبر الباحثون «عملية تدخلية»، بواسطة إرسال رسالة إلكترونية قصيرة إلى 95 شخصا من الذين ذكروا أن أعمارهم تتراوح بين 18 و20 عاما، من الذين كانت محتويات جوانبهم الشخصية تشير إلى السلوك الخطر.

وأرسلت تلك الرسائل الإلكترونية نيابة عن إحدى الطبيبات التي قامت أيضا بإرسال محتويات عن جوانب حياتها الشخصية إلى نفس الموقع الإلكتروني.

وبعد ثلاثة أشهر من ذلك قارن الباحثون بين 95 شخصا من الذين تسلموا الرسالة الإلكترونية مع مجموعة مراقبة من 95 شخصا آخرين لم يتسلموا تلك الرسالة. وظهر في ذلك الوقت أن 42 في المائة من الذين تسلموا الرسالة الإلكترونية اتخذوا خطوات لتصحيح المحتويات الخاصة بجوانبهم الشخصية لجعلها مأمونة أكثر، وذلك باستبعاد أو تقليل الإشارات إلى الجنس أو تناول المخدرات، أو قاموا بتغيير إتاحة الدخول إلى محتوياتهم، فبدلا من دخول عموم الجمهور حصر الأمر في مجموعة أصغر من المشاركين. ومقابل ذلك فقد وصلت النسبة إلى 30 في المائة في مجموعة المراقبة.

وتفترض هذه النتائج أن مواقع الشبكات الاجتماعية لا يمكنها المساعدة في رصد المراهقين من ذوي السلوك الخطر على الإنترنت فحسب، بل يمكنها أيضا القيام بتدخلات موجهة (لتغيير ذلك السلوك ـ المحرر). وقد أشار تقرير تم إعداده خصيصا للمدعي العام للدولة أن من المهم أن تظل المخاطر في محور الاهتمامات.

وبعد إعادة تقييم الباحثين للنتائج، فقد توصلوا إلى استنتاج مفاده أن الترهيب والمناكدة والتخويف ـ لا التحرش الجنسي ـ تظل أكثر المشكلات شيوعا في الفضاء المعلوماتي. كما توصلوا إلى أن غالبية المراهقين الذين يمثلون الخطر في شبكة الإنترنت، هم نفس أولئك الذين لديهم سلوك خطر في الحياة الواقعية.

* رسالة هارفارد للصحة النفسية خدمات «تريبيون ميديا»