التبرع بالدم.. هل هو مفيد للقلب؟

يقلل من عدد كريات الدم الحمراء الحاملة للأكسجين ومخزونات الحديد

TT

س: هل هناك أي فوائد من التبرع بالدم؟ وهل هو مشابه لعملية تغيير الزيت في السيارة، حيث يؤدي التبرع إلى التخلص من خلايا الدم القديمة فيما يقوم الجسم بصنع خلايا جديدة منها؟

ج: سيكون أمرا عظيما حقا لو أن التبرع بالدم، لتقديم خدمة نبيلة للآخرين، هو أمر جيد أيضا لك. إلا أن المسألة ليست كذلك. ومن الناحية الجسدية، فإن التبرع بالدم لا يقدم، وفي أغلب الاحتمالات، أي فوائد خفية للقلب والأوعية الدموية. وفي الواقع، فإن فقدان خلايا الدم الحمراء يقلل من مقدرة الدم المتبقي لديك على نقل الأكسجين في أفضل الأحوال، وذلك حتى حلول الوقت الذي يتمكن فيه نخاع (نقيّ) العظام من توليد كميات كافية من خلايا الدم الحمراء في غضون شهرين كاملين. وخلال هذه الفترة فإن التمارين الرياضية قد تشكل فعلا نوعا من التحدي. وقد استفاد بعض أبطال الرياضة، مثل راكبي الدراجات الهوائية، من عملية تسمى «التنشيط بالدم الشخصي» «autologous blood doping»، التي تستند إلى ما يلي: يلجأ الرياضي إلى أخذ قسم من دمه وخزنه لعدة أشهر قبل بدء المنافسات الرياضية. ويقوم جسمه بصنع خلايا دم حمراء جديدة لتعويض النقص. ثم، وقبل حلول موعد بدء السباقات، يحقن الرياضي جسمه بالدم المخزون. وهذا ما يعزز سعة حمل الدم للأكسجين إلى أكثر من سعته السابقة عندما كان الرياضي يمارس تدريباته، ولذلك فإنه يؤهل الرياضي للفوز في المسابقات.

وقد يقود تكرار التبرع بالدم إلى تدني مخزونات الجسم من الحديد، ولذلك سيكون من المناسب إشعار الطبيب إن كنت من الأشخاص الذين يكررون تبرعهم بالدم. ولكن وبشكل عام، فإن التبرع بالدم بين فترة وأخرى لمساعدة أناس آخرين، مسألة آمنة، لا تتخللها المخاطر، اللهم إلا من الشعور بوخز الإبرة.

*طبيب، محرر مشارك في «رسالة هارفارد الصحية»، خدمات «تريبيون ميديا».