الأطفال.. وحليب الصويا

تساؤلات حول سلامة تناوله

TT

* حليب الصويا.. هل هو آمن للأطفال؟

فول الصويا وحليب الصويا يحتويان على جزيئات تتفاعل مع مستقبلات الإستروجين في الجسم، ولذلك فإن لها تأثيرات ضعيفة مماثلة لتأثير الإستروجين. ومع ذلك فإنه، وبسبب ضعف هذه التأثيرات، فإن تلك الجزيئات يمكنها أن تؤثر بشكل مضاد للإستروجين بالفعل، وذلك بمنافستها للإستروجين الطبيعي الموجود في الجسم، عندما تكون مستويات هذا الهرمون عالية.

ولهذا السبب فقد طرح الافتراض القائل إن منتجات الصويا تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ورغم أن الدلائل هنا غير حاسمة، فإن هناك عددا من الافتراضات القائلة بأن تناول الصويا خلال مرحلة الطفولة قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي قي وقت لاحق من العمر.

كما أن حليب الصويا ومنتجات الصويا الأخرى قد يمكنها تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ولكن ـ ومرة أخرى، لا يوجد دليل حاسم هنا ـ كما أننا لا نعرف تأثيرات تناوله خلال مرحلة الطفولة على سرطان البروستاتا.

وتجدر الإشارة إلى أن حليب البقر الاعتيادي يحتوي على الكثير من الهرمونات، ومنها الإستروجين. ولا نزال لا نعرف فعليا تأثيرات هذه الهرمونات على المدى الطويل.

ولذا، فإن هناك الكثير الذي يتوجب علينا تعلّمه. إلا أن هناك حقيقة واضحة هي أن سكان حضارات في الأرض ظلوا لقرون متواصلة يتناولون كميات كبيرة من منتجات الصويا بانتظام عبر مراحل حياتهم، من دون ظهور أعراض سيئة عليهم.

ولا أعتقد أن على الأطفال تفادي تناول حليب الصويا. ومع هذا، فهناك حيث لا تعرف دقائق الأمور بالتأكيد، فإن الاعتدال في تناوله هو الطريقة المثلى، ولذلك فإن من المعقول تحديد تناول الأطفال بكوب أو كوبين من حليب الصويا يوميا.

*طبيب، باحث في كلية الصحة العامة في هارفارد، خدمات «تريبيون ميديا»