أستشارات طبية

TT

تسريب الصمام المايترالي

* عمري 57 سنة، ولدي ارتفاع في ضغط الدم. حديثا تبين أن لدي تسريب في الصمام المايترالي. ماذا تنصح؟

عدنان أ. ـ القاهرة.

ـ هذا ملخص سؤالك. وتقرير الأشعة الصوتية الذي أرفقته برسالتك يذكر بوضوح أن لديك تسريبا متوسطا في الصمام المايترالي، مع ترسبات للكالسيوم في حلقة هذا الصمام. وأن بقية الصمامات لديك سليمة، سوى بعض ترسبات الكالسيوم في الصمام الأورطي، التي لم تؤثر على هذا الصمام. وأن وظيفة وحجم وسمك جدران حجرات القلب، كلها سليمة.

الذي أنصحك به هو البعد عن القلق غير المبرر، والاستمرار في المتابعة مع طبيبك، والحرص على القيام بالتحاليل والفحوصات التي يطلب منك إجراؤها، والاهتمام بتناول الأدوية التي يصفها لك، وأن تتبع إرشاداته حول كل من: الغذاء، وممارسة الرياضة، والحفاظ على الوزن، وتكرار قياس ضغط الدم في المنزل. كما عليك أن تخبر الطبيب إن لاحظت أي أعراض جديدة لديك.

ودعني أذكر لك بعضا مما يجدر بك معرفته حول مشكلة الصمام المايترالي لديك. بداية، تذكر الإحصائيات الطبية أن واحدا من بين كل خمسة أشخاص بلغوا عمر 55 سنة، لديه تسريب في الصمام المايترالي. وأن هذا التسريب على درجات، فمنه البسيط، والمتوسط، والشديد.

وبناء على درجة التسريب، يتجه جزء من الدم إلى أحدى حجرات القلب، أي الأذين الأيمن، بدلا من أن يتجه كل الدم إلى أعضاء الجسم كلها. أي أن الجسم يحرم من بعض الدم المتدفق مع كل نبضة، وطبيعي مع كل ما يحمله، هذا الجزء من الدم، من أكسجين وغذاء وغيره. وتسريب الدم إلى الأذين الأيمن يضع مزيدا من العبء على القلب. وهو ما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإعياء حال بذل المجهود البدني، وضيق التنفس واللهاث آنذاك.

والعلاج الدوائي، وحفظ ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، يسهمان في إزالة تلك التبعات وتخفيفها. وبالتالي تقليل معاناتك منه.

حاول أن تستفهم من طبيبك عن سبب وجود هذا التسريب. وخاصة، هل له علاقة بتدفق الدم خلال شرايين القلب التاجية. لأن نتيجة الأشعة الصوتية لا تظهر وجود تمزق في أوتار هذا الصمام، ولا ارتخاء في إحدى ورقتي الصمام، ولا أيضا أي علامات لروماتزم الصمامات. ولا يزال هناك احتمال أن يكون التسريب ذا علاقة بارتفاع ضغط الدم، حتى على الرغم من أن عضلة القلب سليمة من ناحية القوة والحجم والسمك.

وفي غالب الحالات، لا يتطلب هذا التسريب سوى تناول أدوية معينة، والاستمرار في متابعة الصمام وبقية أجزاء القلب بالأشعة فوق الصوتية. وذلك طالما لا توجد لديك أعراض مثل ضيق التنفس مع بذل المجهود المتوسط أو البسيط، ولا ضيق التنفس حال الاستلقاء على الظهر في السرير، ولا تورم في الأقدام، أو غيرها من الأعراض التي يذكر لك الطبيب بأنها «علامات عدم انضباط تأثير تسريب الصمام على جسمك».

ولذا لا تستبق الأحداث، ولا تتوقع الأسوأ، بل تفاءل بالخير وتابع مع طبيبك باهتمام. وأعني بذلك ما ذكرت تحديدا حول مدى حاجتك للعملية الجراحية لتغيير الصمام، وخاصة أن طبيبك لم يذكر لك حاجتك إليها في هذه المرحلة.

ارتفاع الهيموغلوبين

* لاحظ الطبيب أن لدي ارتفاعا في هيموغلوبين الدم. ما تنصح؟

ع. أحمد ـ السعودية.

ـ لم يتضح لي من سؤالك كثير من المعلومات المهمة حول ارتفاع هيموغلوبين الدم. ولذا يصعب إبداء أي نصيحة، ما عدا العودة إلى الطبيب ومتابعة الفحوصات لديه للوصول إلى السبب ومعالجة الوضع.

وعليك ملاحظة الآتي: ترتفع نسبة الهيموغلوبين في الدم نتيجة لعدد من الأسباب الصحية. وهي التي إما أن يكون تأثيرها إجبار نخاع العظم لإنتاج مزيد من كميات الهيموغلوبين غير الضرورية. ونخاع العظم ينتج الهيموغلوبين، إما عند استجابته تحت تأثير هرمون معين تفرزه الكلى، وتحت تأثير طلب الجسم، لرفع قدرات الدم على حمل مزيد من الأكسجين. أو أن نخاع العظم بذاته، ومن نفسه، ينتج الهيوغلوبين دون انضباط، أي نتيجة لاضطرابات في عمل نخاع العظم. ولذا فالأسباب كثيرة، منها وجود مرض مزمن بالرئة، أو أمراض في القلب، أو نتيجة للوجود في مناطق جبلية مرتفعة، أو تناول أدوية بناء العضلات التي تحتوي على هرمونات ومواد كرتزونية، أو التدخين أو غير ذلك.

والطبيب هو من سيعرف ذلك عبر فحصك وإجراء التحاليل والفحوصات المختلفة لك. وحينها يكون العلاج بحسب السبب، وبحسب نسبة الارتفاع في الهيموغلوبين لديك.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض