السمنة.. تزيد مخاطر الإصابة بخرف الشيخوخة

ضمور أنسجة المخ تتناسب طرديا مع زيادة الوزن

TT

أشارت دراسة علمية حديثة لباحثين في جامعتي كاليفورنيا في لوس أنجليس، وبيتسبرغ في بنسلفانيا الأميركيتين، إلى وجود روابط قوية بين السمنة وتزايد احتمالات الإصابة بمرض الزهايمر (خرف الشيخوخة). ونشرت نتائج الدراسة في النسخة الإلكترونية الحالية لدورية «تخطيط الدماغ الإنساني» (Human Brain Mapping).

ومن المعروف أن منظمة الصحة العالمية تقدر نسبة الأشخاص المصابين بالسمنة بحوالي 300 مليون شخص حول العالم، ناهيك عن أكثر من مليار شخص يعانون من زيادة الوزن. ويعد هؤلاء الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، أكثر من غيرهم من ذوي الأوزان الطبيعية. وقد قارن البروفسور بول تومسون، أستاذ الأمراض العصبية بجامعة كاليفورنيا، والدكتور سيرس راجي، الدارس بكلية الطب بجامعة بنسلفانيا، وزملاؤهم الذين أشرفوا على البحث، بين «أمخاخ» 94 شخصا، في السبعينات من العمر، خضعوا للدراسة عن طريق إجراء الأشعة المقطعية، مع دراسة أوزانهم عن طريق مؤشر كتلة الجسم، أحد أفضل المعادلات الطبية لقياس الوزن. وقد ثبت وجود تغيرات تتمثل في فقدان نسبة من نسيج المخ تتراوح بين 8 في المائة لدى المصابين بالسمنة، و4 في المائة لدى من يعانون من زيادة في الوزن، مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، مما جعل أمخاخهم تبدو أكبر سنا من أقرانهم بما يوازي 8 إلى 16 عاما، الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، وما يعد ضمورا حادا في الأنسجة العصبية للمخ ((degeneration كما يري البروفسور تومسون.

وحسب معادلات مؤشر كتلة الجسم Body Mass Index، فإن الشخص الطبيعي يكون مؤشره بين 20 و25، ويعتبر الوزن زائدا عندما يكون المؤشر بين 25 و30، أما ما فوق 30 فيعتبر سمنة مفرطة. ويتم حساب المؤشر بقسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر.

وبدراسة مناطق المخ، وجد أن الفصين الأمامي والصدغي للمخ كانا الأكثر تأثرا، وهما المناطق المسؤولة عن التخطيط والذاكرة، بالإضافة إلى مناطق أخرى أقل تأثرا مسؤولة عن الإحساس والحركة. ويري البروفسور تومسون والدكتور راجي أنه على الرغم من الإحباط الذي قد تسببه نتائج الدراسة للمصابين بالسمنة، فإن الأمر من زاوية أخرى، يعطي أملا أكبر في أن اتباع نظام حياتي أكثر اعتدالا في جوانب الحمية الغذائية والحفاظ على الوزن في حدود المعدلات الطبيعية مع التمارين الرياضية المعتدلة، يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بمرض الزهايمر لدى كبار السن.