عيادة طبية

TT

* تنجم عن انسداد الغدد الزيتية التهابات جفن العين.. لماذا تحدث؟

* كمبريدج (ولاية ماساشوستس الأميركية): هارفي ب. سايمون* لا أعاني من أي حساسية، إلا أني غالبا ما أشعر بالحرقة والحكّة في عيني. نظري جيد، إلا أن عينيّ تصبحان في بعض الأحيان محمرتين، كما تظهر عندي دملة الجفن stye مرتين أو ثلاث مرات كل سنة. لا أرغب في زيارة الطبيب بسبب هذه المشكلة الطفيفة، ولذلك أسالك النصح.

إن من الخطير جدا المخاطرة بتشخيص حالة مريض من دون معاينته. ومع هذا، فإن الأعراض التي ذكرتها تفترض أن مشكلتك هي حدوث التهابات جفن العين blepharitis. لكن عليك ألا تفزع إذ إن هذا الاسم هو أكثر ترهيبا من حقيقة المرض.

لماذا تلتهب جفون عينيك؟ إنها تلتهب في أغلب الأحوال عندما تنسد الغدد الزيتية التي تفرز الدهون التي تزيت المنطقة، وبالنتيجة يزداد سمك حافات الجفن وتصاب بالاحمرار، وتأخذ في التراكم على رموش العين نثائر صغيرة. ومع انعدام الدهون، تنشف الدموع بسرعة، ولذلك يشعر الإنسان بجفاف العينين وتهيجهما.

ورغم أن هذه المشكلة «طفيفة» فإن عليك عرضها على طبيب للعيون حينما تذهب لفحص عينيك. وسوف توجه لك على الأغلب نصيحة لاستخدام كمادات دافئة، و«فاركات» لفرك الجفون تحتوي على قطرات من شامبو الأطفال مخفف التركيز، وكذلك الدموع الصناعية. أما إذا كان الالتهاب لديك شديدا فإن من المحتمل أن توصف لك مراهم من الدهون الحاوية للمضادات الحيوية، بل وحتى حبوب المضادات الحيوية.

وبمعنى ما، فإن دمل الجفن ليس سوى غدة في الجفن يحدث فيها التهاب. والكمادات الدافئة والمضادات الحيوية ستكافحها. وتساعد فاركات الجفن اليومية، التي تؤمن نظافة جيدة للجفن، على تقليل تكرار ظهور التهابات الجفن. إلا أن هذه الالتهابات تظل مشكلة مزمنة تتطلب رعاية مستمرة.

وأخيرا أقول لك إنه لا توجد مشكلة طفيفة في ما يتعلق بالصحة. وعليك استشارة الطبيب دوما.

* طبيب، رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا»

* فحوصات للكشف عن سرطان البنكرياس

* كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): روبرت جيه. ماير*

* توجد فحوصات للكشف عن أنواع من السرطانات. ماذا، إذن، عن سرطان البنكرياس؟

* فحوصات الكشف المسبق تعتبر من أكثر الاختبارات كفاءة ـ وعملية ـ إن كانت تدقق في حالات شائعة بهذه الدرجة أو تلك. وسرطان البنكرياس مرض قاتل، إلا أنه، ومقارنة بأنواع السرطان الأخرى التي يقوم الأطباء بإجراء فحوصات الكشف المسبق عليها، هو سرطان نادر نسبيا.

ولهذا السبب، وفي الوقت الراهن على الأقل، فإن الباحثين، وبدلا من تركيزهم على التوصل إلى فحص شامل للكشف (عن كل حالات هذا السرطان ـ المحرر)، يوحدون جهودهم لإيجاد فحص واحد منها يوجه لاختبار مجموعات السكان الأكثر تعرضا لخطر الإصابة بهذا السرطان، وهذا يشمل الأشخاص المصابين بحالات التهاب البنكرياس المزمن، أو الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض، أو بسرطان البنكرياس، أو الذين يوجد لديهم تشوه في جين «سرطان الثدي رقم 2» (بي آر سي إيه 2) BRCA2.

وكانت تشوهات جين «BRCA2» قد ربطت في البداية بظهور سرطاني الثدي والمبيض، إلا أنه أصبح واضحا أن تلك التشوهات فيه ترتبط أيضا بسرطان البنكرياس.

تطوير الفحوصات وكانت مجموعة من الباحثين يطلق عليها «كونسورتيوم فحوصات الكشف عن سرطان البنكرياس» قد أجرت عددا من الدراسات الصغيرة لاختبارات الكشف.

وأحد التوجهات هو فحص البنكرياس بتقنيات الفحص بناظور الموجات فوق الصوتية (endoscopic ultrasound) الذي يشمل إدخال أنبوبة رقيقة مرنة ـ الناظور endoscope ـ عبر فم المريض نحو قناته الهضمية. وينفذ مولد صغير للموجات فوق الصوتية يوضع على رأس الناظور تلك الموجات لرسم صورة للبنكرياس وما جاوره من الأنسجة.

كما اختبر الباحثون أيضا طريقة الفحص بناظور الموجات فوق الصوتية بالترافق مع التصوير بالأشعة المقطعية، ثم وحديثا مع الترفق بالأشعة المقطعية إضافة إلى التصوير بجهاز المرنان المغناطيسي، وهي الطريقة التي أظهرت صورا للأوعية الدموية في منطقة وسط البطن. وحتى الآن فإن أحدا من هذه المنطلقات لم يقدم أي نتائج واعدة. وتعكف مجموعات علمية أخرى على دراسة جينات سرطان البنكرياس وإمكانات التعرف عليها في عينات الدم. ويدعم المعهد الوطني للسرطان الجهود لرصد أي آثار صغيرة لـ«البصمات» الجينية للسرطان، التي يمكن بواسطتها التنبؤ بحدوث سرطان البنكرياس.

إلا أن الخلاصة تتمثل في أننا لا نملك أي فحص حتى الآن. وهناك الكثير من الأبحاث الواعدة الجارية حاليا. وآمل أن نتمكن قريبا من التوصل إلى فحص موثوق، يخصص، على أكثر الاحتمالات، للمجموعات الأكثر خطرا للتعرض لهذا النوع من السرطان.

* طبيب، معهد دانا ـ فاربر للسرطان خدمات «تريبيون ميديا»