إستشارات طببية

د. حسن محمد صندقجي

TT

* شحوم الكبد

*عندي شحوم في الكبد، وأنا أتناول أدوية خفض الكولسترول كما أشار علي الطبيب. هل هناك أضرار لشحوم الكبد؟

ماجد ـ اليونان ـ تُوجد بشكل طبيعي كميات قليلة من الشحوم في الكبد، لأن الكبد يلعب دورا مهما في إنتاج الكولسترول والدهون الثلاثية. ولكن زيادة وجود الشحوم في الكبد، إلى الحد الذي يتجاوز 10 في المائة من كتلة الكبد، لا تعتبر شيئا طبيعيا. ويظهر ذلك بالتالي خلال إجراء التصوير بالأشعة الصوتية أو المقطعية للكبد. أو في فحص عينة من أنسجة الكبد.

وصحيح أن زيادة تراكم الشحوم بالكبد لا تتسبب في أي أعراض مرضية واضحة لدى الإنسان، إلا أن الآثار المستقبلية تتطلب العمل على تخفيف تراكم الشحوم هذا. وهناك مؤشرات على أن تراكم الشحوم في الكبد قد يتسبب بحالات من عمليات الالتهابات داخل الكبد، مما قد يُؤدي على المدى البعيد إلى إتلاف أنسجة الكبد. ولذا فإن تشخيص الطبيب وجود تراكم الشحوم بالكبد يتطلب معالجة هذا الأمر، ومتابعة ذلك.

وعليك ملاحظة أن هناك نوعين من تراكم الشحوم بالكبد. الأول له علاقة بتناول أي كمية من الكحول. والآخر لا علاقة له بالكحول، بل له علاقة بالسمنة أو بمرض السكري أو اضطرابات الكولسترول والدهون الثلاثية.

وعلى الطبيب معرفة ما إذا كان هناك بالأصل مرض بالكبد، وما مدى سلامة وظائف الكبد. وبالتالي تكون المعالجة حسب السبب. والمهم، هو ضرورة الاهتمام بهذا التغير في الكبد ومتابعة نصائح الطبيب المعالج.

حمية الفواكه

*قرأت عن حمية تناول الفواكه فقط لتنقية الجسم من السموم، هل هذا صحيح؟

* عبد الرحمن خ. ـ جدة

* ـ هذا ملخص سؤالك حول رؤية البعض أن الإنسان إذا ما تناول عصير الفواكه فقط لبضعة أيام أو بضعة أسابيع، فإن جسمه سيتخلص من السموم التي تراكمت فيه، وأن أمعاءه الغليظة ستنظف. وأساس هذا الكلام افتراض أن السبب وراء الإجهاد والتعب البدني والتوتر النفسي والصداع وغيرها من الأعراض، إنما هو نتيجة لتراكم السموم وغيرها من المواد الكيميائية الموجودة في الأطعمة المختلفة التي نتناولها عادة. وأن تناول الفواكه أو عصيرها فقط سيُنقي الجسم من تلك المواد.

وعليك ملاحظة أن الجسم لديه أجهزة متخصصة في عمليات التخلص من المواد الضارة التي قد تدخل فيه. وهذا التخلص قد يكون بإخراجها عبر البراز أو البول أو العرق أو هواء الزفير، أو يكون بالعمل على تغيير تركيبها الكيمائي لتصبح غير ضارة ويسهل إخراجها، وهو ما يتم غالبا في الكبد.

وعمل هذه الأجهزة يحتاج إلى تناول الأغذية المفيدة، التي تعطي للجسم مزيجا من المعادن والفيتامينات والأملاح اللازمة لصحة أجهزة الجسم واللازمة لنشاطها وعملها بكفاءة. والتغذية المفيدة تشمل تناول الخضار والفواكه الطازجة والبقول والحبوب والحليب ومشتقات الألبان والزيوت النباتية الطبيعية والأسماك وقليل من اللحوم الحمراء.

أما الموضات المختلفة من أنواع الحمية المحددة بأطعمة معينة فقط، كحمية الفواكه، فهي لا تستطيع أن تُعطي الجسم ما يحتاجه من كل أنواع العناصر الغذائية اللازمة.

صحيح أن البعض يشعر بنوع من الراحة المؤقتة عند تناول حمية الفواكه فقط، لكن السبب وراء هذه الراحة هو تخفيف العبء على الجهاز الهضمي عند المقارنة بين تناول الفواكه فقط وبين العشوائية والفوضى في تناول أنواع مختلفة من المنتجات الغذائية طوال اليوم.

وما يُنصح به طبيا هو الاعتدال والتنويع في تناول المنتجات الغذائية الطازجة أو المطبوخة بطرق صحية، وتوزيع الوجبات على ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين في ما بينها.

علاج الغازات

*ما أفضل علاج لغازات البطن؟

* وئام ـ لبنان ـ من الطبيعي جدا أن تتكون غازات في القولون نتيجة لتناول الأطعمة الصحية والمفيدة. وإخراج الغازات لا يُعتبر طبيا علامة لأي أمراض عضوية في الجهاز الهضمي، بخلاف ألم البطن أو تغير لون البراز أو غيرها من الأعراض المرضية. ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، قد يصل عدد مرات إخراج الإنسان الطبيعي للغازات إلى حد 20 مرة في اليوم.

وعليك أن تلاحظ أن الغازات لا تأتي من البروتينات ولا من الدهون، بل مصدرها هو أنواع معينة من السكريات المعقدة أو الكبيرة الحجم في تركيبها الكيميائي. وهذه الأنواع من السكريات لا يستطيع الجهاز الهضمي لدى الإنسان القيام بعملية هضمها وتفكيكها إلى سكريات بسيطة كي تمتصها الأمعاء الدقيقة. وما يحصل هو أن هذه الأنواع من السكريات غير المهضومة تصل إلى القولون. وفي القولون تُوجد مستعمرات من البكتيريا الصديقة. وتقوم هذه البكتيريا الصديقة بهضم وتفتيت هذه السكريات المعقدة، ومن ثم يخرج الغاز خلال عملية الهضم في القولون بالذات. وفي بداية تكون الغازات لا تكون لها رائحة. وما يُعطي للغازات رائحة كريهة هو تناول أطعمة بها مركبات تحتوي على عنصر الكبريت، أي مثل البيض أو القرنبيط أو غيرهما.

وبخلاف عدم قدرة البعض على هضم سكريات الحليب ومشتقات الألبان، ومعاناتهم بالتالي من الغازات عند تناولها، فإن المنتجات النباتية بالعموم هي التي قد تتسبب بالغازات لغالبية الناس. وهناك مصدران أساسيان لهذه السكريات المعقدة التي لا يُمكن للأمعاء هضمها. الأول، الألياف النباتية الموجودة في الخضار أو الفواكه أو البقول أو الحبوب. والثاني أنواع معينة من السكريات الموجودة في البقول، كالفول أو الفاصوليا أو غيرهما.

وبالنسبة للذين يتسبب الحليب بحدوث الغازات لديهم، فإن تناول لبن الزبادي هو الحل لإمداد الجسم بالكالسيوم وفيتامين دي. والسبب أن البكتيريا الصديقة المُستخدمة في إعداد لبن الزبادي تقوم بتحليل سكريات الحليب، ما يسهل على جسم الإنسان هضمه وامتصاص سكرياته دون ظهور الغازات. وبالعموم، لا توجد جدوى عالية من تناول أدوية معالجة الغازات، بل المفيد هو مراقبة المرء لما يتناوله من الأطعمة، وتقليل تناول ما يتسبب في الغازات منها.