أستشارات طبية

TT

ارتفاع الضغط والكلى

*عمري 47 سنة، ولدي ارتفاع في ضغط الدم، وأتناول أدوية لخفضه، والمشكلة أن الطبيب أخبرني بأن لدي ضعفا في الكلى. بماذا تنصح؟ و. زهير ـ بريطانيا ـ هذا ملخص رسالتك والمعلومات الطبية التي احتوت عليها. وهناك عدة أمور غير واضحة حول ارتفاع ضغط الدم ومدة إصابتك به، وحول الأدوية التي تتناولها لعلاجه، وحول نوع ضعف الكلى الذي أخبرك الطبيب بوجوده لديك. وبالرغم من هذا، عليك ملاحظة أن هناك علاقة ذات اتجاهين بين مرض ارتفاع ضغط الدم وبين أمراض الكلى. وبداية، يُؤدي الإخفاق في ضبط ارتفاع ضغط الدم إلى نشوء عدة أنواع من أمراض الكلى، كما أن هناك عدة أنواع من أمراض الكلى التي قد يُؤدي أحدها إلى نشوء ارتفاع في ضغط الدم داخل شرايين الجسم. والمهم هو تذكر أن على مريض ضغط الدم أن لا ينسى أن أحد الأهداف الرئيسية لمعالجة ارتفاع ضغط الدم هو منع حصول تدهور في الحالة الصحية للكلى، أو الحد من تسارع وتيرة تدهور عمل الكلى.

كما أن لبعض أنواع أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، تأثيرات جانبية سلبية على عمل الكلى، مما يُوجب متابعة وظائف عمل الكلى.

الإشكالية في ضعف الكلى، أن حصوله لا يُؤدي إلى شعور الشخص بأي أعراض، أسوة بمرض ارتفاع ضغط الدم الذي لا يتسبب في البداية بأي أعراض تدل الإنسان على ارتفاعه. وكثير من الناس الذين لديهم ضعف في عمل الكلى، لا يتمكنون من معرفة وجود هذا الأمر لديهم. ولذا قد تتدنى، إلى حد متقدم، قدرات عمل الكلى على تنقية الدم وتصفيته من السموم والمواد الضارة، دون أن يتنبه لها المُصاب. ولا يُمكن معرفة هذا إلا بإجراء تحاليل معينة للدم. كما أن ارتفاع ضغط الدم قد يتسبب بتلف في تراكيب الأجزاء الداخلية للكلى. وبالتالي لا تتمكن الكلى من حفظ المواد البروتينية الموجودة عادة بالدم، مما يُؤدي إلى تسريبها وفقدها مع البول. وهذا الخلل لا يُمكن معرفته إلا بتحليل كمية البروتينات الموجودة في البول. ويُسمي البعض هذا بـ «زلال» في البول. والذي أنصح به أولا أن تأخذ ملاحظة الطبيب على محمل الاهتمام الجاد، وأن تتابع معه كي يتمكن من إجراء الفحوصات اللازمة لك ليعرف مدى تأثر الكلى ووظائفها، وأن يُحدد ما هو السبب وما هي النتيجة في ما بين ضعف الكلى وارتفاع ضغط الدم، وهل هناك علاقة للأدوية التي تتناولها بالأمر، وما الوسيلة لضبط الارتفاع في ضغط الدم. وهذه الأمور مهمة، لأن معرفة السبب يُؤدي إلى حُسن التدبير في كيفية المعالجة، ولأن أحد أهم ما يُمكن به حفظ الكلى من التضرر هو العمل الجاد على خفض الارتفاع في مقدار قراءات قياس ضغط الدم. أي جعل مقدار ضغط الدم أقل من 130/80 ملم زئبق تحديدا. فتق الحجاب الحاجز

* والدتي لديها فتق بالحجاب الحاجز. هل العملية الجراحية هي الحل؟

عماد ج. ـ لبنان ـ الجواب باختصار هو: ليس بالضرورة. وتفصيلا، عليك ملاحظة أن وجود فتق في الحجاب الحاجز قد يتسبب بأعراض مزعجة، وأيضا بتداعيات مُؤثرة على الجهاز الهضمي والتنفسي، وقد لا يتسبب بأي من ذلك. وما تشير إليه المصادر الطبية هو أن غالبية الناس الذين ثبت أن لديهم فتقا في الحجاب الحاجز، لا يُعانون بالفعل من أي أعراض مزعجة، وليس من المتوقع أن تحصل لديهم أي مضاعفات صحية مُؤثرة. وخاصة إذا كان الفتق صغيرا، كما في غالب الحالات. وحينما يكون الفتق كبيرا، قد ينزلق جزء من المعدة إلى داخل التجويف الصدري، أي إلى ما فوق الحجاب الحاجز. ومعلوم أن إحدى مهام عضلة الحجاب الحاجز فيما بين البطن والصدر هو منع دخول أجزاء من المعدة إلى الصدر، وإبقاء المعدة كاملة في داخل تجويف البطن، وبالتالي منع محتويات المعدة من التسرب إلى المريء. ولذا حينما تتسرب أحماض المعدة إلى المريء، تظهر أعراض حرقة الفؤاد في أعلى البطن، والتجشؤ وألم الصدر والغثيان. وخاصة عند الانحناء إلى الأمام أو حمل أشياء ثقيلة أو الاستلقاء على الظهر.

وهنا لا يلجأ الأطباء إلى العملية الجراحية، بل إلى النصح بسلوكيات حياتية تتعلق بأوقات تناول وجبات الطعام وكمياتها، وتقليل تناول الدهون، وخفض وزن الجسم، والامتناع عن التدخين وغيرها. كما يُفيد لتخفيف تلك الأعراض، تناول أحد أنواع أدوية خفض حموضة المعدة وغيرها. والقليل جدا من حالات فتق الحجاب الحاجز يحتاج إلى العملية الجراحية، وذلك حينما لا تتغلب الأدوية على أعراض تسريب محتويات المعدة. أو حينما يكون الفتق كبيرا وتتأثر به وظائف الجهاز التنفسي، كصعوبات التنفس أو ضيق التنفس مع بذل المجهود، أو حصول صعوبات في البلع، أو نزيف، أو اختناق جزء من المعدة داخل الصدر، أو غيرها من المضاعفات المُؤثرة والنادرة. وغالبا ما يتم إجراء العملية اليوم بالمنظار من خلال جلد البطن. ولكن لا تُوجد ضمانة بعد العملية لعدم عودة حصول الفتق. الهواتف الجوالة والسرطان

* هل صحيح أن استخدام الهاتف الجوال يتسبب بسرطان الدماغ أو غيره؟

مستعجل ـ الرياض ـ بالنسبة لما سألت عنه تحديدا، لا تُوجد حتى اليوم أي براهين علمية على أن استخدام الهاتف الجوال سبب في الإصابة بسرطان الدماغ. وصحيح أن هناك شكوكا في بعض الأوساط العلمية وغير العلمية حول احتمالات وجود علاقة بينهما، إلا أن ما هو متوفر من الدراسات العلمية، لم يتوصل إلى إثبات أن استخدام الهاتف الجوال يرفع بشكل ملحوظ من الإصابة بالسرطان. وهذا لا يعني أنه لا تُوجد محاذير طبية من استخدام الهاتف الجوال بشكل مفرط، أو في أعمار مختلفة، أو تحت ظروف صحية محددة. وأعدك أن «صحتك» في «الشرق الأوسط» سوف تطرح في المستقبل القريب عرضا حول حقيقة التأثيرات الصحية للهاتف الجوال.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض