بين الخطأ والصواب

TT

* لا تدع الألم يؤثر على قدراتك

* يتعايش كثير من الناس مع الألم في صمت لسنوات كثيرة، ويتعاطون من وقت لآخر مسكنات مختلفة لتخفيف حدة ذلك الألم. ويعتبرون، خطأ، أن تأثيرات الألم لا تتعدى العضو الذي يصدر منه الألم.

إلا أن دراسات حديثة كشفت عن أن الألم المزمن يمكنه أن يتسبب في إضعاف الجسم ووضعه في خطر متزايد من الإصابة بالاكتئاب والقلق. لا، بل كشفت دراسات أخرى أن الناس الذين يعيشون بألم مزمن في منطقة الظهر مثلا، قلّت عندهم كثافة خلايا المخ (المادة السنجابية من نسيج المخ «gray matter» المسؤولة عن القدرات والمهارات) بمقدار 5-11 في المائة عن نظائرهم الخالين من الألم. وكان لهذا تأثير على نشاط الأجهزة الحيوية بالجسم، وبالتالي حدوث الشيخوخة المبكرة للدماغ، حيث كانوا يفقدون جزءا بسيطا من هذه المادة السنجابية من كل سنتيمتر مكعب واحد في كل سنة عانوا فيها من الألم المزمن. ولم يكن السبب الذي أدى إلى هذا النقص في المادة السنجابية واضحا. (مجلة «علم الأعصاب»، نوفمبر «تشرين الثاني» 2004).

على أي حال فإن معالجة مصدر الألم مبكرا وخلال أسبوعين من الشعور به يمكنه، في الغالب، أن يقلل من فرصة استمرار الألم وتحوله إلى ألم مزمن، كما يساعد في تفادي أي مضاعفات متعلقة بالألم المزمن الذي يؤثر على القدرة للمشاركة في النشاطات اليومية.

* إشارات تحذيرية تسبق نوبة الربو عند الأطفال

* من الأخطاء الشائعة عند كثير من الآباء والأمهات عدم إلمامهم بالعلامات غير الطبيعية التي تظهر عادة على الطفل المريض بمرض مزمن وكأنها تحذر من قرب حدوث نوبة شديدة من المرض الذي يعاني منه الطفل بشكل مزمن. وتنطبق هذه الحقيقة العلمية على مرض الربو الشعبي الذي يصيب نسبة كبيرة من الأطفال ويتسبب في تنويمهم في المستشفيات بشكل متكرر، ودخولهم أقسام العناية المركزة في بعض الأحيان.

تؤكد الجمعية الأميركية لأمراض الرئة أن هناك إشارات تحذيرية تسبق حدوث نوبة الربو الشديدة، تظهر عند الأطفال وتدل على وقوع وشيك لنوبة ربوية، وتدعو الجمعية إلى قيام حملات توعوية للآباء والأمهات تعرفهم بالعلامات الحمراء لقرب حدوث نوبة الربو التي يجب عليهم مراقبتها لتجنيب أطفالهم التعرض لنوبات شديدة ومميتة، ومن تلك العلامات ما يلي:

ـ أن تبدو تعابير وجه الطفل وحركاته مخيفة، مما يشير إلى أن الطفل قلق وأنه في حالة أزمة قادمة ولا يستطيع التمتع بالراحة.

ـ النوم، يخلد الطفل إلى النوم بعد أن ينال منه التعب، إلا أنه لا يلبث أن يصحو فزعا ويصبح نومه متقطعا يثير القلق.

ـ السعال، يكون مستمرا، خصوصا في الليل.

ـ الجلد، شاحب ومتعرق.

ـ التنفس سريع ويكون مصحوبا بحركة فتحات الأنف وتبدو الشفاه مزمومة.

ـ تقيؤ وإعياء.

إن ملاحظة أهل الطفل ظهور هذه العلامات أو بعضها تمكنهم من إعطاء الطفل الإسعافات الأولية المناسبة التي تتمثل في البخاخات الوقائية، ومن ثم استشارة الطبيب المعالج، ونقل الطفل إلى قسم الطوارئ بأحد المستشفيات إذا ما فوجئ الطفل بنوبة شديدة وخطيرة.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة