إستشارات طبية

TT

* المثانة النشطة

* تتكرر لديّ الرغبة المفاجئة في التبول، وأحيانا لا يوجد بول لإخراجه. وأجريت فحوصات وتحاليل، والنتيجة ـ كما قال الطبيب ـ أن لدي مثانة نشيطة جدا. بمَ تنصح؟

ع. الجابر ـ الرياض.

ـ ليس من النادر أن يعاني البعض من حالة زيادة نشاط المثانة، ولست وحدك الذي تعاني منها، والمصادر الطبية تشير إلى أن رجلا من بين كل ستة رجال تجاوزوا سن الأربعين يعاني بالفعل من هذه الحالة، فيشعر برغبة مفاجئة في التبول.

ولاحظ معي أن المثانة عبارة عن وعاء لتجميع البول القادم من الكليتين. ويأتي البول إلى المثانة من كل كلية عبر أنبوب يسمى الحالب. وفي الحالات الطبيعية لعمل مثانة الرجل، يحصل انقباض للعضلات الصغيرة التي في عنق المثانة عندما يمتلئ أكثر من ثلاثة أرباع المثانة بالبول. وهذا الانقباض يذكّر الإنسان بأن مثانته بها كمية من البول، ويجب عليه إخراجها. والذي يحصل في حالات زيادة نشاط المثانة، أن انقباض عضلة عنق المثانة تحصل بشكل مبكر، أي حينما يمتلئ بالبول نصف المثانة أو حتى أقل من هذا بكثير. وبالتالي يثير هذا الانقباض الرغبة في التبول. وحينها لا تخرج إلا كمية قليلة من البول، أو حتى لا يخرج أي بول. وقد يحصل أيضا سلس أو تسريب للبول قبل الوصول إلى دورة المياه. ولحصول هذه الحالة أسباب متعددة، منها ما له علاقة بأمراض في الجهاز العصبي أو الجهاز البولي. ومنها ما ليس له علاقة بذلك، وقد لا يتنبه له البعض، مثل كثرة تناول الكافيين الموجود بالشاي والقهوة، ووجود حالة القولون العصبي، أو القلق والتوتر.

والمهم هو إجراء الفحوصات اللازمة لتتأكد من عدم وجود التهاب ميكروبي في البول، والتأكد من سلامة طريقة تدفق البول، وعدم وجود أمراض في مجاري البول أو البروستاتا، وعدم وجود أمراض بالجهاز العصبي.

والمشكلة ليست مما لا حل له، بل هناك عدة علاجات طبية. والمهم هو المتابعة مع طبيبك واتباع نصائحه.

* النيكوتين والإمساك والخمول

* هل التوقف عن التدخين سبب في الإمساك والخمول البدني والذهني؟

م. الحارثي ـ جدة.

* ـ هذا ملخص سؤالك. وبداية، هناك عدة تأثيرات جانبية للنجاح في التوقف عن التدخين. وبعض هذه الآثار الجانبية المزعجة ناتج عن توقف تزويد الجسم بمادة النيكوتين، وبعضها له علاقة بأمور أخرى.

والنيكوتين إحدى المواد المثيرة لتنشيط عمل الدماغ، كما أنه مادة مثيرة للنشاط في عمليات الأيض (التمثيل الغذائي) المتعلقة بحصول التفاعلات الكيميائية الحيوية بالجسم. وهي أيضا مادة مثيرة لنشاط عمل أجزاء من الجهاز الهضمي، ومنها بالذات القولون.

ولذا يلاحظ أن نسبة واضحة من المدخنين لا يعانون من مشكلات الإمساك، وتنتظم لديهم عمليات إخراج الفضلات. والسبب أن النيكوتين هو مادة مليّنة ومسهلة لإخراج الفضلات. ولذا حينما يتوقفون عن التدخين عليهم توقع احتمال حصول الإمساك أو عدم حصول سهولة وانتظام في الإخراج كما في السابق.

ولكن هذا التأثير السلبي للتوقف عن التدخين هو تأثير وقتي. ويزول غالبا في غضون بضعة أسابيع من بعد الامتناع التام عن التدخين.

وبالإمكان التغلب على هذا العرَض الجانبي من خلال الاهتمام بالإكثار من شرب الماء، وتناول الكميات اللازمة من الألياف النباتية، أي الألياف التي تتوفر في الخضراوات، والفواكه، وحبوب القمح الكاملة وغير المقشَّرة، والمكسرات، والبقول، إضافة إلى الاهتمام بممارسة الرياضة البدنية، وخصوصا المشي المفيد في تنشيط حركة الأمعاء.

وكذلك للتوقف عن تزويد الجسم بالنيكوتين تأثير سلبي لجهة إبطاء نشاط العمليات الكيميائية الحيوية بالجسم، وبالتالي الشعور بالتعب والخمول والإجهاد. ولكن أيضا هذا التأثير السلبي مؤقت، ويزول بعد بضعة أسابيع من الصبر على التوقف عن التدخين. وخلال هذه الفترة، يمكن تخفيف هذا العرَض من خلال الحرص على تزويد الجسم بالماء، لأن الماء أحد أهم العوامل المنشطة لتلك العمليات الكيميائية الحيوية. وكذلك الحرص على توزيع وجبات الطعام إلى ثلاث وجبات رئيسية متوسطة المحتوى في كمية الطعام، ووجبتين خفيفتين، أو «سناك»، مكونة من المكسرات أو الفواكه. مع تجنب تناول السكريات المحتوية على سكريات بسيطة سهلة الهضم والامتصاص، كما في السكر العادي، لأن تناول هذه السكريات يزيد من الشعور بالتعب والخمول في الجسم. وهنا أيضا تفيد ممارسة الرياضة البدنية في التغلب على هذا التعب المؤقت.

وعموما، فإن أي تأثيرات جانبية سلبية للتوقف عن التدخين يجب أن لا تكون حائلا دون الاستمرار في التوقف عنه.

* أدوية خفض الكولسترول

* عمري 39 سنة، ولدي ارتفاع في نسبة سكر الغلوكوز بالدم، والتحليل يدل على وجود ارتفاع في الكولسترول. هل من الضروري تناول أدوية لخفض نسبة الكولسترول في الدم؟

زاهر ـ الإمارات.

* هذا ملخص سؤالك المهم. وبمراجعة رسالتك، فإن معدلات نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية لديك مرتفعة. وتصرُّف طبيبك صحيح في النصيحة بتناول نوع «ليبيتور» لخفض نسبة الكولسترول.

لاحظ معي أن ارتفاع نسبة الكولسترول أحد العوامل التي ترفع من احتمالات نشوء تضيُّقات في شرايين الجسم. وتحديدا بالأهمية، في شرايين القلب والدماغ والأطراف. ولذا من المفيد صحيا، على المدى المتوسط والبعيد، إعادة ضبط نسبة الكولسترول لتبقى ضمن المعدلات الطبيعية. والمعدلات الطبيعية لمن لديه ارتفاع في نسبة سكر الدم، هي أقل من الطبيعية لمن لا يوجد لديه ارتفاع في السكر، بمعنى أن مرض السكري يفرض صرامة أكبر في خفض نسبة الكولسترول.

هذا جانب. والجانب الآخر الذي علينا ملاحظته، هو أن ممارسة الرياضة البدنية وخفض وزن الجسم وتقليل تناول الكولسترول والدهون المشبعة، كلها وسائل مفيدة، ولكنها تؤدي في أفضل الأحوال إلى خفض كمية الكولسترول في الدم بنسبة تتراوح ما بين 10 و15 في المائة. وإذا ما التزمت فقط بهذه الأمور، ولو بشكل دقيق، فإن نسبة كولسترول الدم لديك ستظل دون المستوى المطلوب صحيا للوقاية من تداعيات هذا الاضطراب في الكولسترول.

وعليه، فإن الحاجة تستدعي عمل شيء أفضل للوصول إلى معدلات طبيعية لنسبة كولسترول الدم. وهذا الشيء الأفضل هو ما قام طبيبك به، أي النصح بتناول ما يعرف بأدوية «ستاتين» لخفض الكولسترول، والتي منها دواء «ليبيتور».

والمتوقع، حال تناول الكمية اللازمة من هذا الدواء، أن تنخفض كمية الكولسترول لديك بنسبة تصل إلى أكثر من 40 في المائة. ويقوم الطبيب بضبط مقدار الجرعة الكافية من هذا الدواء، عبر إعطائك كمية يومية من هذا الدواء، ولفترة نحو شهرين أو ثلاثة أشهر، ثم إعادة التحليل لمعرفة مدى قدرة هذه الجرعة من الدواء على خفض الكولسترول. وحسب النتيجة يكون تصرف الطبيب في نصيحته حول مقدار جرعة الدواء.

كما يتابع الطبيب معك، ملاحظة أي آثار جانبية لهذه الأدوية، عبر سؤالك وعبر إجراء تحاليل معينة للكبد وغيرة.

* الحساسية والجنس

* لدي حساسية بالأنف، وأتناول أدوية لتسكينها. هل يؤثر هذا على قدراتي الجنسية؟

م.م القاهرة.

* لا تذكر المصادر الطبية علاقة مباشرة بين الحساسية والأداء الجنسي للرجال، وتحديدا في جوانب ضعف الانتصاب أو القذف المبكر. ولكن هناك ملاحظات علمية، من خلال مجموعة من الدراسات الطبية، تشير إلى أن هناك نسبة مهمة من المصابين والمصابات بالحساسية، لديهم تدنٍّ في الرغبة بممارسة العملية الجنسية في أوقات تهيج الحساسية. كما تشير إلى أن هذا الأمر يخف كثيرا عند النجاح في معالجة نوبات الحساسية. وغالبية أدوية معالجة الحساسية، لا تأثيرات سلبية واضحة لها على الأداء الجنسي.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض