استشارات

د. حسن محمد صندقجي

TT

الربو والدورة الشهرية

* هل من علاقة بين الربو والدورة الشهرية؟

ر. الأبيض ـ الإمارات.

ـ هذا ملخص سؤالك. والإجابة باختصار هي: نعم، هناك علاقة واضحة وقوية بين نوبات الربو لدى كثير من النساء المُصابات بهذا المرض الرئوي، وتغيرات نسبة الهرمونات الأنثوية لديهن. وتشير المصادر الطبية إلى أن أكثر من نصف النسوة المُصابات بالربو، يلحظن زيادة في قوة وسوء أعراض الجهاز التنفسي المُصاحبة لنوبات الربو، خلال فترة الحيض ونزيف الدم. ويُعلل الأطباء ذلك بأن نسبة هرمونات البروجيستيرون والاستروجين تنخفض في الفترة التي تسبق خروج دم الحيض. كما تشير تلك المصادر إلى أن أي اضطرابات في نسبة الهرمونات الأنثوية، قد تُنذر بإمكانية أن تكون نوبات الربو أشد، متى ما حصلت. ولذا، يُلاحظ بالعموم أن النساء اللواتي لديهن اضطرابات في مواعيد الدورة الشهرية، أو اضطرابات في طول فترة الحيض خلالها، هن عُرضة لنوبات ربو أسوأ من نوبات الربو لدى النساء اللواتي دورتهن الشهرية منتظمة.

كما أن لجوء المرأة إلى تناول حبوب منع الحمل، كوسيلة لتنظيم الدورة الشهرية ومواعيدها، قد يُفيد بعض المُصابات بالربو في تخفيف شدة أعراض نوباته عليهن.

وهناك إشارات طبية أيضا إلى أن نوبات الربو قد تكون أشد على بعض مريضات الربو إذا ما وصلن إلى مرحلة اليأس من المحيض وانقطاع الدورة الشهرية، وأن هؤلاء النسوة قد يجدن شيئا من الراحة بتناول الهرمونات الأنثوية التعويضية. ولذا لو كانت أعراض الربو تسوء لديك خلال فترة الحيض من مراحل الدورة الشهرية، فقد يلجأ الطبيب إلى نصيحتك بزيادة كمية جرعات الأدوية المخففة لتهييج نوبات الربو قبل بدء حيض الدورة، أو أن يُضيف أنواعا أخرى من الأدوية لمعالجتك. ولكن هذا بعد تأكد الطبيب من أنه لا تُوجد أسباب أخرى أثارت لديك نوبة الربو وبأعراض تنفسية أقوى، أي مثل التهابات الجهاز التنفسي الميكروبية أو التعرض للمواد الكيميائية المُهيجة لنوبات الربو.

بين الرائحة والعرق

* ما أفضل وقت لوضع مزيل العرق؟

ماهر ـ الأردن.

ـ هناك مستحضرات لإزالة الرائحة الكريهة المُصاحبة للعرق لدى البعض، وهناك مستحضرات أخرى تحتوي مواد لتقليل إفراز العرق من الغدد العرقية. وهناك مستحضرات تحتوي على هذين النوعين من المواد. والأفضل استخدام تلك التي تحتوي على النوعين. وعليك ملاحظة أن الزيادة والكثرة في كمية سائل العرق لها أسباب مختلفة تماما عن أسباب تغير رائحة العرق إلى روائح غير محببة أو كريهة. وفي حيت تلعب عوامل مثل نوعية الأطعمة المُتناولة والجينات الوراثية وكمية الميكروبات على طبقة الجلد وغيرها، دورا في نوعية رائحة العرق، تلعب عوامل أخرى دورا في زيادة أو قلة إفراز كمية سائل العرق نفسه. كما علينا ملاحظة أن العرق الذي تُفرزه الغدد العرقية في جميع مناطق الجسم هو بالأصل من نوعية واحدة في تركيبها الكيميائي. ولكن هناك اختلاف في مادة واحدة في ما بين العرق الذي يُفرز في منطقة الإبط ومنطقة الأعضاء التناسلية، وبين العرق الذي يُفرز على الوجه أو الأطراف العلوية أو السفلية أو على جلد الصدر. وعرق الإبطين والأعضاء التناسلية يحتوي على مركبات دهنية، بخلاف عرق بقية مناطق الجسم. ولأن منطقة الإبط والأعضاء التناسلية قد تستوطن فيها مجموعات من البكتيريا، فإن البكتيريا تتفاعل مع هذه الدهون، وتُنتج بالتالي مواد لها رائحة غير محببة. ولذا فإن أولى وأهم خطوات إزالة رائحة عرق الإبطين والمناطق التناسلية هو تحقيق مستوى جيد من النظافة فيهما، بدرجة تزيل تلك الميكروبات ولا تدع لها فرصة للتفاعل مع المواد الدهنية الخارجة مع عرق تلك المنطقتين. وأفضل وقت لوضع المواد التي تُقلل إفراز العرق هو ليلا، أي بعد الاستحمام في الليل. وذلك لكي تُعطى هذه المواد وقتا كافيا كي تتغلغل تحت الجلد وتصل إلى داخل تركيب الغدد العرقية كي تمنعها في الفترات التالية بالنهار، من إفراز كميات كبيرة من العرق.

السائل المنوي والحمل

* كم تستطيع الحيوانات المنوية العيش داخل المهبل؟ وهل القذف خارج المهبل يمنع الحمل؟ وما هي المدة الزمنية التي تستطيع المرأة فيها تناول حبوب منع الحمل؟

أم رأفت ـ القاهرة.

ـ هذه مجموعة من الأسئلة التي وردت في رسالتك. وبداية، يُمكن أن يحصل الحمل إذا ما حصل الجماع وقذف الرجل في أواخر العملية خارج المهبل. والسبب أن الإفرازات السائلة الشفافة للرجل، والسابقة لقذف السائل المنوي، قد تحتوي على حيوانات منوية، ولذا قد تكون فيها احتمالات حصول حمل حتى لو قذف الرجل خارج المهبل. والحقيقة أن هذه الطريقة، والتي تُسمى في اللغة العربية «طريقة العزل» غير مضمونة تماما في منع حصول الحمل، ولا يجب الاعتماد عليها في حال الرغبة بعدم الحمل.

وبعد قذف الحيوانات المنوية إلى داخل المهبل، فإن هناك عدة عوامل تتحكم في احتمالات بقائها حية، وبالتالي في قدرتها على تخصيب البويضة متى ما تم اللقاء بين الحيوان المنوي والبويضة.

وعليك ملاحظة أن الحيوانات المنوية، الممتزجة بداخل السائل المنوي، قد تستطيع العيش لبضع ساعات متى ما قُذفت خارج جسم المرأة وبقيت في أجواء معتدلة الحرارة والرطوبة وعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس. أما إذا تم القذف داخل المهبل، فإن الحيوانات المنوية تستطيع العيش في البيئة المخاطية لمنطقة عنق الرحم، لفترة قد تصل إلى ما بين 3 أو 5 أيام. أي إن هناك احتمالا واقعيا قائما بأن تنجح عملية تلقيح البويضة حتى 5 أيام بعد إجراء العملية الجنسية. أما بالنسبة للمدة الزمنية لاستخدام حبوب منع الحمل، فإنه لا يُوجد اتفاق طبي على تحديدها بسنوات معينة. وعليه، بإمكان المرأة تناولها لسنوات، طالت أم قصرت، طالما كانت محتاجة إليها في منع الحمل، وطالما تم ذلك تحت الإشراف الطبي في متابعة الحالة الصحية للمرأة ومتابعة استمرارية وجود دواعي الرغبة في عدم الحمل، أي في ما يتعلق بصحة المرأة وعدم احتمال وجود مخاطر لحبوب منع الحمل على أوعيتها الدموية ونشاط نظام تجلط الدم ومقدار ضغط الدم وغيرها من الجوانب الطبية التي تتفاعل بشكل عكسي مع مكونات تلك الحبوب الهرمونية.

ومع وجود هذا «التسامح» الطبي في طول فترة إمكانية تناول الحبوب المانعة للحمل، فإن هناك مؤشرات طبية تُفيد باحتمالات ارتفاع الإصابة بسرطان الكبد أو عنق الرحم جراء الاستمرار لسنوات طويلة على تناولها. وبالمقابل هناك مؤشرات علمية على أن تناولها لفترات طويلة يحمي ويقي من الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم.

كما أن الرأي الطبي القوي، يُفيد بأن المرأة التي تجاوزت سن 35 سنة، التي تُمارس عادة التدخين، عليها عدم تناول حبوب منع الحمل، لأن ذلك قد يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض القلب. بخلاف ما لو كانت لا تُدخن، فإن لها أن تتناول حبوب منع الحمل ما بعد عمر 35 سنة وحتى بلوغ سن اليأس من المحيض وانقطاع الدورة.

ولهذه الأسباب وغيرها، فإن من المفيد حصول المناقشة المباشرة بين المرأة والطبيب، واستشارته بشكل مباشر حول مدى مناسبة الاستمرار في تناولها.

* استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]