محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

الإسهال والطفل

* الإسهال (Diarrhea) يعني إخراج براز رخو أو سائل، أكثر من ثلاث مرات خلال اليوم الواحد. ولذا فإن إخراج براز سائل مرة واحدة لا يعني الإصابة بالإسهال، بل إن تكرار ذلك، ضروري لتأكيد الأمر.

ولا يبدو أن هناك فارقا بين الأعراض الأخرى المصاحبة للإسهال لدى الكبار والمراهقين، عن تلك المصاحبة لإسهال الأطفال الصغار أو الرضع.

وقد يصاحب الإسهال حصول: ألم في البطن، وانتفاخ بالبطن، وعدم القدرة على التحكم في حبس خروج البراز.

وهناك عدة أسباب للإصابة بالإسهال، مثل:

ـ حصول التهابات ميكروبية في الجهاز الهضمي، إما بأحد أنواع البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات.

ـ كما أن الإسهال ربما يكون نتيجة تناول أحد أنواع الأدوية، كالمضادات الحيوية أو غيرها. ـ ثمة أشخاص يصابون بالإسهال نتيجة وجود حالة «عدم تقبل» جهازهم الهضمي لأحد أنواع الأطعمة (food intolerances).

ـ هناك مجموعة من أمراض الجهاز الهضمي، في الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة، التي أحد أعراضها حصول الإسهال، مثل القولون العصبي أو سرطان القولون أو مرض «سيليك» بالأمعاء الدقيقة.

بالإضافة إلى الكثير من الأسباب الأخرى.

ولا تدوم غالبية حالات الإسهال لدى الأطفال لفترة زمنية طويلة، وخصوصا أن أكثر تلك الحالات ناجمة عن التهابات فيروسية تزول بنفسها خلال بضعة أيام. ولكن الإشكالية هي حينما يصاب بالإسهال الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات، والذين تكون أجسامهم صغيرة الحجم، لأنهم عرضة آنذاك للمعاناة من حالة الجفاف، نتيجة لفقد الجسم كميات من السوائل. ولذا يجدر بالأمهات مراقبة أطفالهن حينئذ، وعن كثب. وعليهن مراجعة الطبيب، أو الاستفسار منه عبر الهاتف، حينا يصيب الإسهال الطفل في مثل هذه الأعمار الصغيرة، أو إذا استمر الإسهال ليومين أو أكثر، أو أن يكون براز الإسهال مصحوبا بالدم.

وعلى الأم أن تتأكد من تناول طفلها كميات كافية من السوائل، كالماء. وربما ينصح الطبيب بإعطاء الطفل ماء ممزوجا بالأملاح، وخصوصا عند ظهور علامات الجفاف على الطفل.

وتشمل علامات الجفاف بدرجة متوسطة لدى الطفل الصغير:

* جفاف العينين، وإفراز العينين دموعا قليلة عند البكاء، أو ربما البكاء من دون دموع. وربما تغور العينان ولا تبدوان بارزتين بالشكل الطبيعي لهما.

* جفاف قليل أو متوسط في الفم. أي تدني كمية اللعاب المعتاد في الفم.

* احتياج الأم إلى تغيير عدد أقل من حفّاظات الطفل المبتلة بالبول، أي أقل من المعتاد لتبول الطفل.

* خمول الطفل عن الحركة والنشاط المعتاد. أو إصابة الطفل بالتوتر وسهولة التهيج والبكاء.

وفي الحالات الشديدة من الجفاف، قد تصل الأمور إلى حد:

* عدم تبول الطفل لأكثر من 6 ساعات.

* انكماش الفتحة الطبيعية الرخوة في أعلى جمجمة رأس الطفل.

* جفاف الجلد لدرجة عدم عودة الجلد إلى شكله الطبيعي بعد شده برفق بين الأصابع.

* إعياء وخمول الطفل لدرجة فقدان الوعي.

ما بعد العملية القيصرية

* الولادة القيصرية (Cesarean section) هي عملية جراحية يتم عبرها إخراج الطفل عبر فتح في جدار البطن. وتلقى هذه الوسيلة للولادة رواجا عالميا في السنوات القليلة الماضية، إذ زادت نسبة لجوء الأمهات، أو الأطباء، إلى استخدام هذه الطريقة للولادة، لدرجة أن الإحصائيات الحديثة بالولايات المتحدة تشير إلى أن نحو ربع الحوامل يفضلن إجراءها، ويخضعن لذلك بالفعل.

ومن الناحية الطبية، يلجأ الأطباء إلى إجراء العملية القيصرية لتوليد الأطفال الذين يحصل لدى أمهاتهم مشكلات غير متوقعة خلال عملية الولادة، أو حينما تكون هناك أمور ترجح احتمالات خطورة الولادة الطبيعية على صحة الأم أو الجنين. ومن أمثلتها:

* أن تكون هناك حالات مرضية لدى الأم لا تجعلها مناسبة للمرور بمراحل الولادة الطبيعية عبر المهبل.

* أن تكون وضعية الجنين داخل الرحم، وضعية غير طبيعية وغير مسهلة لخروجه بشكل طبيعي عند حصول انقباضات الرحم.

* حينما لا يكون ثمة متسع في مجرى المهبل، لسهولة خروج الجنين. سواء كان بسبب كبر حجم أجزاء جسم الجنين، أو حجم مخرج حوض الأم.

* ظهور علامات حصول حالة الإعياء لدى الجنين، ما يحول دون قدرته على بذل الجهد للخروج إلى الدنيا من خلال الولادة الطبيعية.

كما يكثر إجراء العملية القيصرية لتوليد الأمهات اللاتي يحملن بأكثر من جنين.

وتعتبر عملية الولادة القيصرية، إحدى العمليات الجراحية الآمنة، على الجنين وعلى الأم. ومع هذا لا تزال عملية «كبيرة» وفق التصنيف الطبي لأنواع العمليات الجراحية. ولا تزال تحمل احتمالات حصول بعض المخاطر الصحية. هذا بالإضافة إلى أن مرحلة «استعادة العافية»، أو النقاهة (recovery period) بعد العملية القيصرية، أطول من مرحلة «استعادة العافية» بعد الولادة الطبيعية. كما أن التئام الجرح الخارجي لجلد البطن قد لا يعني بالضرورة عودة المتانة والقوة لكل طبقات جدار البطن، ما قد يجعلها منطقة ضعيفة في جدار البطن، وبالتالي قابلة لحصول فتق فيها إذا ما لم تتنبه الأم لذلك.

ولذا فإن على الأم أن تراعي عدة أمور خلال مرحلة «استعادة العافية» بعيد العملية القيصرية. والكونغرس الأميركي لطب النساء والتوليد يقدم قائمة ببعض الأمور التي على الأم أن تتوقعها بعد الولادة القيصرية، وتشمل:

ـ وجود شق جراحي لكل طبقات جدار البطن، قد يتسبب في الشعور بالألم لبضعة أسابيع، إلى حين التئام الجرح في كل الطبقات. وقد يصف الطبيب بعض الأدوية المخففة للألم، التي يجب على الأم أن تتناولها حال الحاجة إليها للتغلب على الألم.

ـ تحتاج المرأة، في غالب الحالات، أن تبقى في المستشفى ما بين يومين إلى أربعة أيام بعد هذه العملية الجراحية. وقد تبقى لأيام أخرى إذا ما كانت ثمة ضرورة طبية لذلك.

ـ بعد مغادرة المستشفى والوصول إلى المنزل، على الأم أن تأخذ الأمور بروية، أي أن تدرك أنها خرجت للتو من عملية جراحية «كبيرة، ما يعني تقليل قيامها بالمجهود البدني وبأداء الواجبات المنزلية. وأن تسترشد في هذا بنصيحة الطبيب مباشرة.

ـ قد تشعر الأم بآلام في البطن حال إرضاعها طفلها من ثديها، أو في غير ذلك من الظروف أو التفاعلات النفسية أو الحركية البدنية.

ـ قد يستمر إلى ستة أسابيع، خروج إفرازات أو دم عبر فتحة المهبل، أي فترة «النفاس».

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]