الكآبة.. تزيد من درجة الشعور بالألم

في دراسة لتصوير الدماغ وظيفيا

TT

المرضى المصابون بالكآبة، يشعرون في بعض الأحيان، وبكل ما في الكلمة من معنى، وكأنهم يعانون من الآلام. وتقدم دراسة صغيرة للمسح والتصوير نشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2008 افتراضات حول أسباب تضخيم الكآبة، لدرجة الإحساس بالألم.

وكان باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو قد أجروا دراستهم على 15 من البالغين الشباب المصابين بمرض الاضطراب الاكتئابي من الدرجة الأولى، من الذين لم يتناولوا أدوية مضادة للاكتئاب أو أي أدوية أخرى، إضافة إلى 15 من المتطوعين الآخرين المماثلين لهم من مستوى التأهيل التعليمي نفسه، لكن غير المصابين بالكآبة، وضعوا في مجموعة للمراقبة. وأجاب المصابون بالكآبة عن أسئلة استبيان لتقييم أوضاعهم النفسية عند إحساسهم بالألم (مثل شعورهم بالعجز التام عندما يحسون بالألم، أو تفكيرهم المتواصل في كل أوضاعهم المؤلمة). وخضع كل المشاركين للمسح بواسطة المرنان المغناطيسي الوظيفي (fMRI) حينما وضع على ذراع كل منهم جهاز تم تسخينه إلى مستويات مؤلمة (46 إلى 47 درجة مئوية). وأتيح للباحثين تحذير المشاركين لإعلامهم بلحظة بدء تلك المحفزات الحرارية.

وأظهرت النتائج أنه مقارنة بأفراد مجموعة المراقبة، فإن المصابين بالكآبة أظهروا نشاطا متزايدا في الدماغ، خصوصا في اللوزة amygdale (وهي جزء الدماغ المرتبط بالمشاعر)، عندما أخذوا يتوقعون حدوث الألم. وحينما تم البدء فعلا بعمل محفزات الألم، واصل المصابون بالكآبة إظهار نشاط كبير في اللوزة، ونشاط أقل في الأجزاء الأخرى من الدماغ المسؤولة عن ضبط وتنظيم الحساسية تجاه الألم. وعلى الرغم من صغر الدراسة، فإنها تفترض أن المرضى المصابين بالكآبة، ربما لا يكونون حساسين للألم فحسب، بل إنهم قد يكونون حساسين أكثر، من ناحية المشاعر، للألم، كما أنهم يكونون أيضا أقل قدرة على تعديل إحساسهم بالألم بعد ظهوره.

* «رسالة هارفارد للصحة النفسية»، خدمات «تريبيون ميديا»