إستشارات طبية

د. حسن محمد صندقجي

TT

* أصيب ابني وعمره 3 سنوات بمرض لين العظام، على الرغم من تناوله الحليب حتى الآن، فما السبب وما هو الحل؟

أم هاني - البحرين - على الرغم من تراجع نسبة الإصابة بمرض لين العظام بين الأطفال بشكل ملحوظ، فإنه لا تزال تظهر بعض الحالات، التي تصحبها علامات من الدهشة والتساؤل من الأمهات، بسبب استمرارية إرضاع الطفل الحليب الطبيعي أو الصناعي.

وهنا أقول لك إن هناك مصدرين أساسيين للحصول على فيتامين «دي» وهما منتجات الألبان وأشعة الشمس. وفي الحقيقة أن الغالبية من الناس يأخذون كفايتهم من الفيتامين عبر هاتين الوسيلتين، وفي حال عدم الحصول على الكمية الكافية من فيتامين «دي» تبدأ أعراض المرض في الظهور، التي لا تظهر إلا بعد نقص فيتامين «دي» لعدة أشهر. ويعد هذا النقص السبب الرئيسي في ظهور المرض الذي يؤدي إلى نقص امتصاص الكالسيوم والفسفور من الطعام، ما يؤثر بالتالي على قدرة الجسم على بناء العظام وتقويتها فيصاب الطفل بالهزال ولين العظام. وقد تسبب إصابة الطفل ببعض الأمراض المزمنة وجراحات الجهاز الهضمي وتناول المضادات الحيوية لفترات طويلة، إصابته بلين العظام.

وتشمل الأعراض الشعور بالألم في عظام الساقين والذراعين وعظام الحوض والعمود الفقري. وتحدث هذه الآلام أثناء الحركة والراحة أيضا، ثم يبدأ الطفل بالشعور بالإرهاق العام في جسده، ثم يظهر التيبس والهزال إلى درجة عدم القدرة على الوقوف بسهولة، وتصاب العظام بالتشوهات كتقوس الأرجل وانحناء العمود الفقري. وتؤدي تلك التشوهات إلى قصر قامة الطفل وعدم القدرة على السير بثبات، وفي الحالات الشديدة تصاب العظام بالكسور.

أما عن العلاج، وهو الفحوى الرئيسية لسؤالك، فإن كان السبب هو نقص فيتامين «دي» بسبب سوء التغذية أو نقص التعرض لأشعة الشمس، فيكون العلاج بتعويض هذا النقص بإعطاء الطفل فيتامين «دي» عن طريق الفم لعدة أسابيع. أما الحالات الشديدة التي تسبب تشوهات في العظام فتعالج تحت إشراف طبي دقيق مستمر بالتعويض الدائم للنقص في الكالسيوم والفسفور وعلاج المضاعفات الأخرى للمرض.

الألم المزمن

* أبلغ من العمر 57 عاما وأعاني من آلام مزمنة في عضلات الجسم، ولم يظهر أي سبب لهذه الآلام في الفحوصات المرفقة. أرجو الإفادة؟

محمد عبد الرحمن - مكة المكرمة - هذا ملخص سؤالك. بعد اطلاعي على جميع فحوصاتك الطبية والأشعات المرفقة، أولا: أطمئنك بعدم وجود أي من الأمراض الروماتيزمية المزمنة التي ذكرتها في رسالتك. ثانيا: من وصفك التفصيلي للأعراض وسلبية التحاليل الطبية والأشعات، في الغالب أنك تعاني من متلازمة الألم المزمن، وهي عبارة عن آلام عضلية مزمنة لفترة تتعدى الثلاثة أشهر إلى ستة أشهر وأكثر، مع عدم اختفاء الألم بشكل كامل حال تناول المسكنات الدوائية، وعدم وجود أي ضرر واضح في الجسم، كما هو الحال معك.

على ضوء ذلك، يعتبر الألم المزمن مرضا وليس عرضا ويصيب أي جزء من أجزاء الجسم، وتتراوح شدة الألم من البسيط إلى الشديد الذي يحول دون مزاولة النشاط اليومي الاعتيادي، ولم يعرف حتى الآن سبب واضح للإصابة بهذا المرض، كما أنه لا يعتبر أحد أمراض الشيخوخة، لكنه قد يصاحب بعض الأمراض المزمنة كمرض السكري والتهاب المفاصل أو الأمراض العضال.

أما عن العلاج فهناك عدة سبل للعلاج تعتمد كلها على محاولة السيطرة على الألم سواء كان بسيطا أو شديدا. لكن في حالات الألم المزمن الشديد قد تطول فترة العلاج للتخلص التام من الألم فتحتاج إلى صبر وتعاون مع الطبيب. ومن العلاجات المعروفة لهذه الحالة المسكنات الخفيفة كالأسبرين ومضادات الالتهاب اللاستيرودية والقوية التي تعمل على التقليل من إشارات الألم إلى الحبل الشوكي كالمورفين. كما أن هناك العقاقير المضادة للتشنج والعقاقير المخدرة ومضادات الاكتئاب، وكلها لا تؤخذ إلا تحت إشراف طبي. أما طرق العلاج الأخرى فتشمل العلاج السلوكي والنفسي والاسترخائي، وأفضل اللجوء إلى إحداها بجانب العقاقير الطبية، وفي حال فشل تلك السبل من الممكن اللجوء إلى الوخز بالإبر أو التدخل الجراحي للقضاء على الألم بشكل تام.

* أصوات البطن

* هل الأصوات المزعجة للبطن علامة لأي مرض؟

أحمد ع - الرياض.

- هذا ملخص السؤال الذي سبقت الإجابة عنه في أعداد سابقة من «صحتك». وبداية، من الطبيعي أن تنشأ أصوات في المعدة أو الأمعاء لدى كل الناس دون أي استثناء. وقد يُحرَج أو ينزعج البعض من ذلك، نتيجة لمقدار الصوت أو وقت ظهوره، وقد لا يتسبب الأمر في أي إزعاج. ويختلف تكرار حصول هذه الأصوات لدى مختلف الناس، كما تختلف نوعية وشدة تلك الأصوات. كما أن علينا ملاحظة أن الأصوات تلك تصدر بشكل طبيعي نتيجة لانقباض عضلات أجزاء الجهاز الهضمي المختلفة، وبخاصة في المعدة والأمعاء الدقيقة. كما أن علينا ملاحظة أنه في الحالات الطبيعية، لا يكون انقباض عضلات القولون، أو الأمعاء الغليظة، هو السبب في ظهور أصوات البطن.

ومن الطبيعي أن تصدر أصوات من البطن خلال عمليات هضم ومزج الطعام مع السوائل التي نشربها وسوائل العصارات التي تفرزها الأجزاء المختلفة للجهاز الهضمي. ولأن تحريك الطعام ومزجه وهضمه يتم بتلك الحركات الانقباضية العاصرة للمعدة والأمعاء الدقيقة، فإن أصوات قرقرة البطن تصدر. كما أن تلك الأصوات قد تصدر نتيجة لعدم الأكل، أي كعلامة على الجوع وشكوى البطن منه.

وفي المقابل، هناك حالات غير طبيعية تصدر فيها أصوات من البطن، حينما تكون هناك عوائق تمنع سهولة حركة الطعام وهضمه داخل مجاري القناة الهضمية، مثلا. وهنا في الغالب تكون تلك الأصوات مصحوبة بألم في البطن أو انتفاخ البطن أو ظهور الغازات أو غيرها من الأعراض التي تدل على أن أمرا ما غير طبيعي في البطن، وبخاصة عندما يبدأ المرء بملاحظة زيادة في صدور الأصوات تلك مقارنة بما هو معتاد عليه.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض