إستشارات طبية

TT

* القهوة والسكري

* هل صحيح أن شرب القهوة يحمي من الإصابة بمرض السكري؟

* د. ع. الزهراني - جدة

* نعم، هذا الكلام صحيح، وهناك أدلة علمية تؤكد ملاحظة الأطباء أن تناول القهوة الطبيعية أو تناول القهوة الخالية من الكافيين، وحتى تناول الشاي، له علاقة إيجابية بمنع الإصابة بمرض السكري، وخصوصا لدى الأشخاص الذين يصنفون طبيا أنهم «أكثر عرضة لاحتمال الإصابة بمرض السكري»، وهم الذين لديهم تاريخ عائلي لإصابة أحد أقاربهم بهذا المرض، وذوي الوزن الزائد الذين لديهم ارتفاع في نسبة سكر الدم لكن لم يصل بعد إلى حد تشخيص إصابتهم بمرض السكري.

وقبل بضعة أسابيع نشرت مجلة «أرشيفات الطب الباطني» الأميركية نتائج مراجعة الأطباء من أستراليا وفرنسا وهولندا لأكثر من 18 دراسة طبية، شملت جميعها نحو نصف مليون شخص، حول علاقة تناول القهوة والشاي باحتمالات الإصابة بمرض السكري، وتوصل الباحثون في محصلة مراجعتهم العلمية إلى أن «الإكثار من شرب القهوة العادية أو منزوعة الكافيين أو الشاي بأنواعه، مرتبط بشكل واضح بتقليل الإصابة بمرض السكري». وهو ما جعلهم يضعون نصيحة بالحرص على تناول القهوة أو الشاي لمن لديهم احتمالات أكبر للإصابة بهذا المرض.

ولكن علينا ملاحظة أن الحديث العلمي في هذا الشأن موجه نحو تناول القهوة والشاي فقط دون إضافة السكر، أو على الأقل تقليل كميته، إلى تلك المشروبات كما تعود الكثيرون، وهذان المشروبان الطبيعيان اللذان لهما فوائد صحية عدة، إنما تتحقق الاستفادة منهما عند تناولهما خاليين من إضافة السكر، أما إذا ما أضيف السكر، مع اختلاف أمزجة البعض في كميته فإن النظرة الطبية لا تكون نحو القهوة أو الشاي، بل بالدرجة الأولى نحو أضرار كميات السكر التي تدخل إلى جسم أحدنا، وهناك الكثير من الناس الذين بدأوا التعود على تناول هذه المشروبات من دون إضافة السكر، وتعودوا على ذلك بعد فترة وجيزة وأصبحوا لا يفضلون تناولهما إلا خاليين من السكر، وبالتالي هم أكثر احتمالا للاستفادة الصحية منهما.

* السرعة الطبيعية للمشي

* أمارس رياضة المشي، وسؤالي: ما الطبيعي في سرعة المشي والمسافة التي أقطعها؟

* هند عبد السلام - القاهرة

* هذا ملخص سؤالك، ولم يتضح لي عمرك ولا وزنك ولا حالتك الصحية، لكن على كل حال، تختلف بين الناس السرعة الطبيعية المطلوبة صحيا للمشي، وذلك باختلاف العمر والجنس، كما أن هناك عدة عوامل صحية تؤثر سلبيا على سرعة المشي والتبعات الصحية لذلك، مثل اضطرابات وأمراض المفاصل أو العضلات أو القلب أو الأوعية الدموية أو الرئة أو الجهاز العصبي، إضافة إلى الاضطرابات النفسية.

وبداية فإن سرعة مشي الشخص تعتبر لدى كثير من الأطباء إحدى العلامات الحيوية التي يجب معرفتها من قبل الطبيب عند تقييمه للحالة الصحية لإنسان ما، أي أسوة بمقدار درجة حرارة الجسم وعدد نبضات القلب في الدقيقة الواحدة ورقم قياس ضغط الدم ووزن الجسم وعدد مرات التنفس في الدقيقة الواحدة، وسبب هذا الاهتمام الطبي وخصوصا عند تقييم صحة القلب والشرايين أو تقييم حالة المصابين بأي أمراض، هو أن هناك علاقة وثيقة بين سرعة مشي الشخص وكثير من التوقعات الطبية لحالته الصحية المستقبلية، وأيضا بينها وبين اكتمال الصورة في التقييم الطبي لحالته الصحية الحالية، على سبيل المثال فإن بطء سرعة مشي الشخص البالغ أو المتقدم في العمر له ارتباط باحتمالات تأثر القلب والأوعية الدموية والسلامة من الإصابات في المفاصل والعظام.

وعموما، بالنسبة للإنسان العادي متوسط العمر، فإن معدل سرعة المشي 3 أميال في الساعة الواحدة، أي 4.8 كيلومتر تقريبا في الساعة، أو نحو 80 مترا في الدقيقة بالنسبة للرجل، و78 مترا في الدقيقة للمرأة.

أما بالتحديد عند النظر لصغار السن من البالغين، فإن سرعة مشي الشاب أو الفتاة نحو 90 مترا في الدقيقة، أو 5.4 كيلومتر في الساعة.

وبالنسبة لمن تجاوزوا الستين من العمر، فإن من الطبيعي أن تقل السرعة، ولكن في حدود مقبولة طبيا، وهي نحو 70 مترا في الدقيقة، أو 4.5 كيلومتر في الساعة.

هذا كله بالنسبة لسرعة المشي العادي في الحياة اليومية والتنقل من مكان إلى آخر، أما بالنسبة لما ينصح به من المشي الرياضي لدواعي الفائدة الصحية، فإن هذا النشاط الرياضي اليومي من الثابت أنه يقلل من نسبة الكولسترول الخفيف الضار في الدم، كما أنه إحدى الوسائل المفيدة في رفع نسبة الكولسترول الثقيل المفيد للجسم، ويخفض بلا شك مقدار ضغط الدم، إضافة إلى خفض وزن الجسم وتقليل احتمالات الإصابة بمرض السكري، ويؤدي إلى تحسين الحالة النفسية للمرء.

وممارسة رياضة المشي الصحي تتطلب من أحدنا بداية ارتداء حذاء رياضي مناسب، واتخاذ الوضعية المفيدة خلال المشي، أي رفع الرأس والنظر إلى الأمام باستقامة، وتحريك اليدين والكتفين بحرية خلال حركة الجسم، وتثبيت القدمين على الأرض باستقامة عند كل خطوة.

وخلال فترة المشي اليومي عليك البدء في التدرج بسرعة المشي وصولا إلى الشعور بحصول إجهاد معتدل للجسم، وعلامات ذلك أن يحس الإنسان أن وتيرة تنفسه ازدادت، وأن جسمه بدأ يعرق شيئا قليلا، وأن عضلاته تستخدم بشيء من التعب الخفيف، إضافة إلى زيادة متوسطة في نبض القلب.

والمطلوب منك هو قضاء نحو نصف ساعة أو ساعة في ممارسة هذا المشي اليومي الرياضي الصحي.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض