إستشارات طبية

TT

* العلاج بهرمون الذكورة

* عمري 57 سنة. أتلقى علاج هرمون الذكورة، وأنا أشعر أنني أفضل به، مع العلم أن هرمون الذكورة لدي طبيعي، هل من ضرر لذلك؟

و. و.- الرياض - هذا ملخص سؤالك في رسالتك. ونتائج التحليل التي أرسلتها تشير إلى أن نسبة الهرمون الذكوري طبيعية، وكذلك الفحوصات والأشعة الصوتية للبروستاتا، وتحليل السائل المنوي. ولم يتضح لي حقيقة الداعي لديك لتلقي هرمون الذكورة وليس لديك نقص فيه. ولكن على العموم، هناك بعض الرجال الذين لديهم رغبة في تلقي هذا الهرمون مع أن نسبة هرمون الذكورة لديهم طبيعية.

وبداية، تُفرز الخصية في جسم الرجل هرمون «تيستوستيرون» الذكوري لغايات تتعلق بتحسين قوة العظم، وتوزيع الشحوم في أرجاء الجسم، والحفاظ على حجم طبيعي وقوة طبيعية لعضلات الجسم، ولإنتاج كميات كافية من خلايا الدم الحمراء، إضافة إلى تنشيط الرغبة في ممارسة العملية الجنسية ولإنتاج نوعيات أفضل من الحيوانات المنوية.

ومن الطبيعي أن تبدأ نسبة هرمون الذكورة في النقص بمقدار طبيعي يتناسب مع تقدم الرجل في العمر. والنقص الطبيعي في نسبة الهرمون ليس سببا في أي أعراض لدى الرجل عند تجاوزه سن الخمسين. وإذا ما حصل نقص واضح وغير طبيعي في نسبة الهرمون، فإن الطبيب ينصح بتلقي علاج الهرمون هذا لتعويض النقص وتخفيف آثاره على الجسم. إما على هيئة حُقن أو لصقة أو جِلّ يُدهن على الجلد. ولكن لا تزال هناك اختلافات طبية حول جدوى تلقي هذا الهرمون من الأشخاص الطبيعيين الذين يتجاوزون سن الخمسين والذين لديهم نسبة طبيعية لهرمون الذكورة. وهناك من الرجال من يشعر بأن تلقيه للهرمون يجعله يشعر بأنه أصغر سنا وأكثر حيوية وشبابا، ويزيد من حجم عضلات الجسم ويرفع من حدة التنبه الذهني والذكاء، ويزيد في الرغبة الجنسية، ولكن لا توجد إثباتات علمية على صحة هذا. وبالمقابل أيضا، قولا للحقيقة الطبية، لا تُوجد معلومات طبية كافية ومؤكدة على أن تلقي هرمون الذكورة لهؤلاء الأشخاص الطبيعيين سيتسبب في أضرار واضحة على صحتهم. إلى ذلك، مع أن بعض المصادر الطبية تُحذر من احتمالات نظرية لتسبب العلاج بهرمونات الذكورة، بسرطان البروستاتا أو اضطرابات في النوم، ولكنها ليست ثابتة علميا. والذي أنصحك به هو ما سبق أن ذكرته حول مراجعتك للطبيب ومناقشة الأمر معه بوضوح، ومتابعته لحالتك الصحية ومدى التغيرات الإيجابية التي تحصل لديك، هذا إن كان القرار تلقيك للهرمون الذكوري.

* الغذاء والتهاب الرتوج بالقولون

* لدي حويصلات جيوب القولون. وتلتهب لدي من آن لآخر. وأتناول حينذاك العلاج. ما الأطعمة المفيدة والأطعمة المهيجة للحالة لدي؟ س. عبد السلام- بريطانيا. - هذا ملخص سؤالك. والمرض الذي ذكرت اسمه بالإنجليزية في التقارير والتحاليل التي أرسلتها diverticulitis، ويُسمى بالعربية مرض التهاب الرتوج. وهو جيوب تتكون في جدران القولون. وكما تعلم فإن هناك حلقات دائرية من العضلات التي تُحيط بمجرى القولون، أي ضمن مكونات جدار القولون. ونتيجة للعوامل الوراثية أو نتيجة لارتفاع الضغط داخل القولون، فإن جدار القولون يتفتق، وبالتالي تتكون جيوب في جدار القولون. وهذه الجيوب مبطنة بنفس نسيج بطانة القولون. وغالبا فإن وجود هذه الجيوب أو الرتوج لا يتسبب في أي أعراض تدل الإنسان أو الطبيب على وجودها. وتُكتشف بالصدفة خلال منظار القولون، أو حينما يحصل فيها التهاب. وحينئذ تظهر أعراض ألم في البطن وارتفاع حرارة الجسم وارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء في الدم، مع إمساك أو إسهال. والسبب في نشوء الرتوج، أو حصول التهابات ميكروبية فيها، هو عدم الحرص على تناول الأطعمة المحتوية على الألياف النباتية، ومن أهمها الخضار والفواكه وحبوب القمح الكاملة غير المقشرة ونخالة القمح والبقول والمكسرات. وإضافة إلى دور الوراثة، هناك التقدم في العمر ونوعية الغذاء ونمط الحياة. وفي المجتمعات الغربية، التي لا تحتوي أطعمتها غالبا على كميات جيدة من الألياف، تشير إحصائيات الولايات المتحدة إلى أن 5 في المائة من الناس الذين في عمر الأربعينات لديهم رتوج الجيوب بالقولون، وترتفع النسبة إلى 65 في المائة لدى أولئك الذين بلغوا سن الثمانين من العمر. ولكن ليس كل الأشخاص الذين لديهم رتوج الجيوب بالقولون سيُصابون بالتهابات تلك الرتوج، بل إن أقل من 25 في المائة منهم ستُصيبهم الالتهابات الميكروبية فيها. ولذا فإن الوقاية مهمة ومفيدة. وكان هناك في السابق ظن لدى الأطباء بأن تناول المكسرات أو البذور، كبذور السمسم أو بذور الطماطم أو غيرها، هو أحد عوامل زيادة حصول التهابات رتوج جيوب القولون، لأنها أشياء صغيرة قد تعلق في بوابات تلك الجيوب، مما قد يُؤدي إلى التهابها. ولكن المراجعات العلمية لم تُبِتّ في صحة هذا الظن، بل ترى المصادر الطبية في الولايات المتحدة وأوروبا أن تناول الأطعمة الغنية بالألياف، كالبذور أو المكسرات، هو أحد وسائل الوقاية التي يجب الحرص عليها لمنع حصول الالتهابات في تلك الجيوب القولونية. أما الفلفل الحار أو غيره من البهارات، فلا تُوجد في الأصل أدلة علمية على ضررها بالقولون. والنصيحة الطبية هي تناول الفلفل الحار، الأخضر أو الأحمر، والطازج أو المطحون، بعد إزالة البذور البيضاء الصلبة الموجودة داخل قرونه. والسبب أن المواد الصحية الموجودة في الفلفل مفيدة لاحتوائها على كميات عالية من فيتامين سي الطبيعي، إضافة إلى المواد الأخرى المضادة للأكسدة والمخففة للالتهابات في المفاصل وغيرها. أما البذور فإن الأمعاء لا تهضمها، وتبقى على هيئتها إلى حين وصولها إلى القولون، وهناك غالبا ما تعمل على تهييج بطانة القولون والتسبب في اضطرابات الهضم التي يُعانيها البعض بعد تناول الفلفل الحار، بنوعيه الطازج أو المطحون.

* تناول حبوب منع الحمل

* عمري 28 سنة، وأتناول بشكل متواصل حبوب منع الحمل منذ أربع سنوات. ما المدة الآمنة لتناول حبوب منع الحمل؟

البندري- الدمام. - هذا ملخص سؤالك. وفي الأصل، لا تُوجد مدة زمنية محددة لإمكانية تناول حبوب منع الحمل. بمعنى أنه لا يُوجد حد زمني أقصى للأمر. وللمرأة الراغبة في منع حصول الحمل، أن تتناول تلك الحبوب ما شاءت من عدد السنوات، حتى الوصول إلى سن اليأس إن رغبت في ذلك. وإذا كانت الرغبة هي عدم الحمل بالمطلق، فإن الاستمرار في تناولها ربما أفضل من الانقطاع لفترات زمنية ثم العودة إليها، لأن الحمل قد يحصل في أثناء الانقطاع. ولكن المهم في الأمر هو أن تكون الحالة الصحية للمرأة جيدة، وألا تكون تُعاني أمراضا في القلب أو الأوعية الدموية، أي ارتفاع ضغط الدم أو تجلطات الأوردة. وألا تكون ممن يُمارسن عادة التدخين. وبالذات، تُحذر المصادر الطبية بالولايات المتحدة من أضرار تناول حبوب منع الحمل على المرأة التي تُدخن وقد تجاوزت عمر 35 سنة. وإن كان قصدك هو: هل طول مدة تناول حبوب منع الحمل سبب في عدم الحمل بعد التوقف عنها؟ فإن هذا غير صحيح. والمرأة يُمكنها الحمل في الغالب بعد التوقف عن تناول تلك الحبوب وعند حصول إنتاج البويضة في المبيض بصفة طبيعية. ومن جانب آخر، لا تبدو بوضوح تأثيرات طول أمد تناول حبوب منع الحمل على احتمالات الإصابة بالأمراض السرطانية. وبشكل خاص في الإصابة بسرطان الثدي.

وهذا الكلام الطبي هو كله بالعموم. أما في حالة امرأة معينة وبالنظر إلى حالتها الصحية الخاصة، فإن النصيحة هي مراجعة طبيبة النساء والتوليد ومناقشة الأمر معها، والمتابعة لديها من آن لأخر طوال مدة تناول الحبوب تلك وبعد الانقطاع عنها.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]