خلاصة فول الصويا.. لا تعزز قوة العظام لدى النساء

لم تثبت فوائدها على المسنّات

TT

في وقت ما كان ينظر إلى فول الصويا على أنه بديل خفيف ولطيف عن العلاج بالهرمونات موجه لتخفيف الأعراض، التي تظهر بعد وصول النساء إلى سن اليأس من المحيض، وأخطارها. وقد افترض الكثير من الدراسات التي أجريت على السكان أن النساء اللاتي تناولن منتجات الصويا باستمرار لم يظهر لديهن إلا القليل من الهبّات الساخنة، بل وأكثر من ذلك فقد قلّ لديهن خطر ظهور أمراض القلب وهشاشة العظام. وبدا أن قوة الصويا هذه ناجمة عن تأثيرات مشابهة لتأثيرات الإستروجين.

وقد نجح العلماء الذين توجهوا إلى عزل عناصر الصويا المسؤولة عن الفوائد الظاهرة له، واستخلصوا بروتين الصويا ومركبات «إيزوفلافونات» (isoflavones) منه. وتفترض الدراسات على مركبات «إيزوفلافونات» أنها تؤثر بشكل متفاوت على العظام. فلم يُظهِر سوى دراسات قليلة أن مركبات «إيزوفلافونات» تزيد من كثافة المعادن في العظام لدى النساء اللاتي وصلن إلى سن اليأس. إلا أن نتائج تلك الدراسات لم تكن متماثلة دائما أو أنها لم تشمل النساء الأكبر سنا، وخصوصا أولئك اللاتي مرت 10 سنوات عليهن منذ تخطين سن اليأس من المحيض، وهو العمر الذي تزداد فيه حوادث تكسر العظام بحدة.

وقد أجرى باحثون في جامعة كنيكتكات دراسة حول تأثير مركبات «إيزوفلافونات» على فقدان كتلة العظام لدى النساء في سن تزيد على 60 سنة، وفي الدراسة قسم الباحثون 97 امرأة سليمة على أربع مجموعات وخصصوا لكل منها، على مدار عام كامل، نظاما غذائيا محددا، وهذه الأنظمة هي:

- 18 غراما من بروتين الصويا (نحو كوب من التوفو، وهو أحد منتجات فول الصويا)، بالإضافة إلى 105 مليغرامات من مركبات «إيزوفلافونات».

- 18 غراما من البروتين الحيواني (نحو 90 غراما من سمك السالمون). بالإضافة إلى 105 غرامات من مركبات «إيزوفلافونات».

- 18 غراما من بروتين الصويا، بالإضافة إلى الحبوب الوهمية.

- وأخيرا 18 غراما من البروتين الحيواني بالإضافة إلى الحبوب الوهمية. وتم إعطاء البروتينات (من الصويا، أو الأنواع الحيوانية) على شكل مسحوق وُضع في الطعام والشراب. أما مركبات «إيزوفلافونات» أو الحبوب الوهمية فقد قُدمت على شكل 3 حبات بجرعة 35 ملغم يوميا. وطُلب من جميع النساء تناول ما بين 1200 و1500 ملغم من الكالسيوم على الأقل، يوميا.

في بداية الدراسة تم إخضاع النساء إلى فحص بأشعة إكس لفحص كثافة العظام «dual-energy x-ray absorptiometry» (DXA)، وفحوصات لتحليل الدم لرصد الإنزيمات التي تشير إلى نشاطات إعادة تشكيل العظام. كما تم تحليل دم النساء خلال الدراسة لرصد مركبات «إيزوفلافونات» للتأكد من تناولهن لها.

وبعد مرور عام كامل، تناقصت كثافة المعادن في العظام بشكل متساو لدى النساء في كل المجموعات الأربع، وكانت إنزيمات إعادة تشكيل العظام نشطة بالتساوي في كل المجموعات. وتوصل الباحثون إلى استنتاج مفاده أن إضافة بروتين الصويا أو مركبات «إيزوفلافونات» إلى الغذاء لا تؤدي إلى بناء العظام أو تمنع فقدان العظام لكتلتها لدى النساء اللاتي تَعدّين سن اليأس من المحيض. ونشرت الدراسة في «المجلة الأميركية للتغذية الإكلينيكية في يوليو/تموز 2009)، ان فول الصويا مصدر جيد للبروتينات، إلا أن على النساء فوق سن 60 سنة من المصابات بهشاشة العظام استشارة الطبيب حول الخيارات الأخرى ومنها «البيفوسفونات» (bisphosphonates) وهرمون الغدة الجار الدرقية المركب صناعيا («تيريباراتايد» teriparatide، أو «فورتيو» Forteo).

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة» خدمات «تريبيون ميديا»