إستشارات طبية

TT

* تكرار نزلات البرد

* عمري 32 سنة. ألاحظ أنه تصيبني نزلات البرد أكثر من الناس حولي. ما السبب؟

سماح. ج - مصر.

- هذا ملخص رسالتك. وبداية علينا تذكر ثلاثة أمور؛ الأول، أن هناك مئات الفيروسات التي تتسبب في الإصابة بنزلات البرد أو بالإنفلونزا، وأن الجهاز التنفسي مكون من عدة أجزاء، مثل الأنف والحلق والجيوب الأنفية والقصبة الهوائية والشعب الهوائية الأصغر حجما وأنسجة أجزاء الرئتين. الثاني، كما أن كل أنسجة هذه الأجزاء عرضة للإصابة بالالتهابات الميكروبية، فإنها أيضا عرضة للإصابة بالحساسية. ولذا، فإن المظاهر المرضية لنزلات البرد، مثل سيلان الأنف أو العطس أو السعال أو احتقان الأنف أو الصداع، كلها قد تكون بسبب الإصابة بأحد فيروسات نزلات البرد، أو قد تكون بسبب الحساسية في أنسجة الجهاز التنفسي. الثالث، أن الأشخاص الذين يتعرضون للقرب من الأطفال والتعامل معهم، في المنزل أو مكان العمل، هم أكثر عرضة للقرب أيضا من الفيروسات التي تتسبب في نزلات البرد، وبالتالي أكثر عرضة لالتقاطها والإصابة بالالتهاب الميكروبي في أجهزة التنفس لديهم. ومعلوم أن الطفل الطبيعي والسليم من أية أمراض مزمنة، عرضة للإصابة حتى عشر مرات في السنة بنزلات البرد.

هذا أمر، والأمر الآخر هو أن تكرار الشعور بأعراض نزلات البرد قد يكون وراءه ثلاثة أسباب منطقية؛ أولها، هو، وببساطة ولسوء الحظ، كثرة التعرض لأنواع مختلفة من الفيروسات التي تتسبب في نزلات البرد، وبشكل يفوق تعرض الآخرين لها. وهذا السبب هو الأكثر احتمالا في غالب الأحوال. والسبب الثاني المحتمل، هو أن لدى الشخص قابلية أكثر من غيره لالتقاط أحد الفيروسات المتسببة في نزلات البرد. والسبب الثالث، الذي يتطلب الانتباه، هو أن الأعراض التي تتكرر لديك ناجمة عن نوبات من الحساسية في أنسجة أجزاء الجهاز التنفسي، وليست في الأصل ناتجة عن دخول ميكروبات إليها.

والمهم في التعامل مع هذه الملاحظة هو التأكد أولا من أن النوبات التي تشكين من تكرارها ليست نوبات حساسية. ومن النادر أن تكون المشكلة بسبب تدني مناعة الجسم، وعلى الرغم من تدني هذا الاحتمال، فإن مراجعة الطبيب تساعد في الاطمئنان على عدم وجود هذا الاحتمال.

* المشروبات الغازية والعظم

* هل شرب أحد أنواع المشروبات الغازية سبب في الإصابة بهشاشة العظم؟

عزام. ف - الكويت.

- هذا ملخص أهم ما ورد في سؤالك. أما بالنسبة لنتائج الفحوصات ومراجعتك للطبيب، فأنصحك بالاستمرار معه وتناول الأدوية التي نصحك بها.

وبالنسبة للمشروبات الغازية، فنحتاج إلى دقة في ذكر الكلام العلمي حول تأثيرات تناولها، ذلك أن لبعضها بلا شك فوائد للهضم، وللإسراف في تناولها أضرار صحية محتملة. كما أن منها أنواعا خالية من الكافيين، وأنواعا أخرى خالية من السكر، وأنواعا ذات درجات متفاوتة في درجة الحموضة. ولذا، لا يمكن إطلاق الكلام بأن تناولها ضار في المطلق.

ومن أفضل الدراسات الطبية التي تتبعت تأثيرات تناول أنواع من المشروبات الغازية، تلك التي صدرت عام 2006 في الولايات المتحدة. وفيها لاحظ الباحثون أن تناول أكثر من ثلاث عبوات يوميا من المشروبات الغازية المحتوية على الكولا، كان السبب وراء ملاحظة أن عظم أولئك الأشخاص أقل كثافة بالمقارنة مع من يتناولون أقل من ثلاث عبوات من المشروبات الغازية الخالية من الكولا ومن الكافيين. والمهم في نتائج دراستهم أيضا، هو ملاحظتهم أنه لا توجد علاقة بين صحة وسلامة العظم لدى الرجال، خاصة، وبين تناول أي نوع من المشروبات الغازية.

وكان الباحثون من جامعة هارفارد قد راجعوا الدراسات الحديثة التي لاحظت أن تناول المراهقين للمشروبات الغازية في العموم مرتبط بتدني كثافة بنية العظم لديهم. ولكنهم أيضا طرحوا تساؤلات علمية حول مدى وجود علاقة من نوع «السبب والنتيجة» بينهما. ومن بين الملاحظات أن من يكثرون من شرب المشروبات الغازية هم أقل ممارسة للحركة البدنية والرياضية. وهم كذلك أقل حرصا على تناول الحليب الغني بالكالسيوم وفيتامين دي، وأقل حرصا على تناول الخضراوات والفواكه الطازجة والأطعمة الصحية في اللحوم قليلة الدسم والمقليات بأنواعها.

ومن المهم ملاحظة أمرين آخرين؛ الأول يتعلق بمن يثبت طبيا، ونتيجة للفحوصات الدقيقة، أن لديهم هشاشة في بنية أنسجة العظم، أو سبقت إصابتهم بالكسور. ولهؤلاء من المهم الحرص على تناول الكالسيوم عبر تناول المنتجات الغذائية الغنية به، وكذلك فيتامين دي، وبكميات كافية. وكذلك عليهم اتباع نصيحة الطبيب إذا ما رأى الطبيب المعالج ضرورة تناول دواء فيتامين دي أو حبوب الكالسيوم. مع الحرص على الامتناع عن التدخين وتجنب تناول المشروبات الكحولية والحرص على ممارسة الرياضة البدنية.

والثاني يتعلق بكيفية الاهتمام بسلامة العظم، إذ إن على الإنسان، قبل إلقاء الملامة على المشروبات الغازية أو غيرها، التنبه إلى كيفية توفير الظروف اللازمة لبناء عظم قوي، التي من أهمها التغذية الجيدة المحتوية على كميات كافية من الكالسيوم ومن فيتامين دي، والحرص على تعريض الجلد للشمس، مدة نحو ربع ساعة، ثلاث مرات في الأسبوع، في فترة أواخر ما بعد الظهر. وممارسة الرياضة البدنية.

هذا مع تذكر أن المشروبات الغازية ليست مصدرا غذائيا مهما، بل هي لكثيرين وسيلة للمتعة في تناول شيء ذي طعم لذيذ. ولذا، لو أمكن تناول مشروبات ثابتة الفائدة الصحية لكان أفضل بلا شك، مثل الشاي والقهوة الخاليين من السكر، أو أحد أنواع عصير الفواكه الطازجة.

وللباحثين في شأن التغذية بـ«مايو كلينك» بالولايات المتحدة كلام حول إمكانية أن يتناول الشخص البالغ عبوتين يوميا من أحد أنواع المشروبات الغازية «الدايت» والخالية من الكولا والكافيين، وأنه لا يعرف علميا بشكل ثابت أن لذلك ضررا محتملا على الصحة.

* الشوكولاته والحساسية

* هل يتسبب تناول الشوكولاته في الحساسية في الجلد أو لدى مرضى الربو؟

أسماء علي - الإمارات.

- الشوكولاته كلمة فضفاضة، ذلك أننا لا نتناول فقط مادة الشوكولاته الأصلية، أي المسحوق المر الطعم لثمار شجرة الكوكا المحمصة، بل يضاف إلى حلويات الشوكولاته مواد أخرى. مثل الحليب والزبد والمكسرات وأنواع من رقائق البسكويت وغيرها.

ومادة مسحوق الشوكولاته يمكنها التسبب في ارتخاء العضلة العاصرة في فوهة المعدة، أي زيادة احتمالات تسريب أحماض المعدة إلى المريء. وبالتالي قد يتسبب تناولها في وصول أحماض المعدة إلى الحلق، ومن ثم تهييج حالات الربو. وعلينا ملاحظة أن سيناريو تسرب أحماض المعدة، من الأسباب الشائعة لإثارة نوبات الربو والسعال الليلي.

أما البروتينات الموجودة في الحليب أو في المكسرات أو القمح، فهي من المعلوم أنها سبب للحساسية لدى البعض.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض