إستشارات طبية

TT

* هالات العين السوداء

* طفلي عمره تسع سنوات. ما سبب وجود دوائر سوداء تحت عينيه؟

عزة ح. - جدة.

- بداية يخطئ الكثيرون حينما يفسرون ظهور هالات أو دوائر غامقة اللون، أو سوداء، أو شبيهة بالكدمات، تحت العين بأنها ناتجة عن السهر وقلة النوم، أو ناتجة عن سوء الحالة الصحية، أو ناتجة عن التعب والإرهاق. والحقيقة أن هذه الأمور لا تتسبب بالضرورة في ظهور تلك التغيرات في لون جلد المنطقة التي توجد تحت العينين.

والسبب الرئيسي لظهور تلك الهالات الغامقة اللون هو وجود حالات الحساسية لدى الطفل. ولاحظي معي أن وجود حساسية في أغشية بطانة تجويف الأنف يؤدي إلى حصول عملية الالتهاب. وأحد عناصر عملية الالتهاب هو زيادة تدفق الدم إلى الأوعية الدموية الموجودة في المنطقة الملتهبة، ولذا في الكتابات الطبية نجد أن بعض الأطباء يسمي تلك الهالات بعبارة صريحة وهي «هالات العين نتيجة للحساسية». هذا دون أن ننسى دور عامل الوراثة.

وللتوضيح، يختلف الناس في سمك طبقة الجلد في المنطقة المحيطة بالعين، ولذا ربما يلحظ البعض أن الأطفال، الابن أو البنت البالغين، الذين لديهم هالات غامقة تحت العين، يكون غالبا أحد الوالدين لديه نفس الشيء. ومن الأسباب الأخرى لهذا التغير في اللون وجود التهابات مزمنة في الجيوب الأنفية، أو ضيق مجرى الهواء في تجويف الأنف نتيجة لتضخم ما يعرف بـ«الزوائد اللحمية» في الأنف، أو تكرار الإصابة بنزلات البرد. أو وجود حالات من الأكزيما أو الحساسية في جلد المنطقة التي تحيط بالعين، ما يؤدي إلى رقة سمك الجلد هناك.

وإذا ما تم استثناء وجود هذه الاضطرابات، فلا داعي للقلق من وجود تلك الهالات الغامقة.

انخفاض عدد نبضات القلب

* والدتي عمرها 57 سنة. ويتراوح معدل نبض القلب لديها ما بين 50 و58 نبضة في الدقيقة، قد ولاحظت هذا في نتيجة قراءة ضغط الدم حينما أقيسه لها بالجهاز في المنزل. هل هذا طبيعي، وبمَ تنصح؟

المهندس رأفت - القاهرة.

- هذا ملخص سؤالك. والطبيعي هو أن يكون عدد نبضات القلب بين 60 إلى 100 نبضة للأشخاص البالغين. ومن المهم الحفاظ على نبض القلب ضمن هذا النطاق، وذلك لضمان عمل آلية تتابع انتظام توليد نبضات القلب، ومن ثم استمرارية ضخ القلب للدم بانتظام، وبالتالي تزويد أعضاء الجسم بالدم بانتظام.

وحينما يحصل أن ينخفض معدل النبض لدى شخص ما، فإن الطبيب يبحث عن أمرين، وهما: ما تأثير هذا الانخفاض على الشخص؟ أي هل ثمة أعراض تظهر على الشخص؟ والثاني: ما سبب حصول هذا الأمر غير الطبيعي في معدل النبض خلال الدقيقة الواحدة؟ وبناء على إجابات هذين السؤالين تظهر للطبيب أهمية الأمر، وبالتالي مدى الحاجة إلى المعالجة ووسيلة ذلك.

والسؤال الأول للشخص هو: هل تشعر بأي أعراض، مثل أي ألم في الصدر، أو ضيق في التنفس، وخصوصا حال بذل مجهود المشي أو غيره، أو الدوار أو الدوخة؟ أو هل حصلت أي نوبة من الإغماء وفقد الوعي؟ وحصول أي من هذه الأعراض يتطلب مراجعة الطبيب بصفة مباشرة ودون تأخير.

والسؤال الثاني هو: هل تشعر بأي خفقان في القلب؟ أي شعور الشخص بنبضات قلبه وهي تخفق. وهل يشعر بأن ثمة عدم انتظام في تتابع النبض في الصدر أو عند لمس نبض الشريان الذي في المعصم؟ وهذا لا يطلب من كل الناس لأن كثيرين لا يستطيعون الحكم بانتظام نبض المعصم، ولكن هناك مَن لديهم قدرة على ذلك. وبالنسبة للشعور بالخفقان فإن الإنسان الطبيعي لا يشعر بنبض قلبه حينما ينقبض القلب، وحصول الشعور بالخفقان هو أمر غير طبيعي. ولكن تجب ملاحظة أن كون هذا الشعور غير طبيعي لا يعني بالضرورة أن الأمر خطير. وحصول أي من هذه الأمور يتطلب مراجعة الطبيب، الذي سيفحص النبض والقلب، وسيجري رسم تخطيط كهرباء القلب، وربما غيره من الفحوصات.

والسؤال الثالث هو: هل يتناول الشخص أي أدوية تتسبب في بطء نبض القلب؟ وهنا علينا ملاحظة أن بعض أدوية علاج ارتفاع نبض القلب أو علاج أمراض شرايين القلب، تتسبب في بطء نبض القلب. وهذا البطء قد يكون مطلوبا طبيا لمعالجة الحالة المرضية لدى قلب الشخص، ولكن ضمن حدود المعدل الطبيعي. وإذا ما كان السبب هو الدواء، يكون قرار الطبيب إما خفض كمية جرعة الدواء المتسبب في خفض نبض القلب، أو وقفه، أو الإبقاء عليه إذا لم يكن مقدار الانخفاض شديدا ولا يتسبب في أي أعراض أو تغيرات مهمة في عمل القلب.

والسؤال الرابع هو: هل هناك اضطرابات هرمونية تسببت في خفض نبض القلب؟ وتحديدا هل هناك كسل في الغدة الدرقية؟

والذي أنصح به هو فهم هذه النقاط المتقدمة الذكر، ومراجعة الوالدة للطبيب، ومن ثم سيتم تقييم حالتها وستتم معرفة السبب وسيتخذ القرار الطبي المناسب لحالتها.

* تكرار الإجهاض

* عمري 25 سنة. وتكرر لدي الإجهاض للمرة الثانية العام الماضي. وأنا قلقة من عدم القدرة على الحمل والإنجاب. لماذا يتكرر لدي الإجهاض؟ وبمَ تنصح؟ وهل هناك فحوصات يجب إجراؤها؟

ليلى - الكويت.

- هذا ملخص رسالتك. والإجابة باختصار: لا داعي للقلق من عدم إنجاب الأطفال في المستقبل.

ودعينا نتذكر بعض المعلومات الأساسية عن سقوط الجنين أو الإجهاض. وهو بالتعريف الطبي سقوط الجنين في خلال فترة الأسابيع العشرين الأولى من بداية الحمل. وهذا الإجهاض شائع، والإحصائيات الطبية العالمية تقول لنا: الإجهاض متوقع الحصول بشكل طبيعي في ما بين 10 إلى 20% من بين كل حالات الحمل، بمعنى لو أن 100 امرأة حملن اليوم مثلا، فإن من المتوقع أن 20 منهن سيجهضن في فترة الأشهر الخمسة المقبلة.

واحتمالات أن يتكرر هذا الأمر لامرأة ما هو 3% في حملين متتالين، وبالصدفة وحدها دون أن يكون هناك أي أمراض لديها أو لدى الجنين نفسه.

وغالبية الأطباء يرون أن وصف «تكرار فقد الحمل» ينطبق على مَن يحصل لديها الإجهاض ثلاث مرات متتالية، وبالتالي فإن هناك فحوصات بسيطة وفحوصات متقدمة لهذه الحالات. وتجرى الفحوصات البسيطة حينما يحصل فقد الحمل مرتين متتاليتين، وتجرى الفحوصات المتقدمة عن حصول الأمر ثلاث مرات متتالية. ومع هذا فإن في 50% من الحالات لا يوجد سبب لتكرار الإجهاض لدى المرأة، ولدى بقية النسوة اللواتي يتكرر الإجهاض لهن، لأن السبب يكون متعلقا إما بشكل الرحم غير الطبيعي، وإما بعوامل متعلقة باضطرابات جينية، أو اضطرابات هرمونية في إحدى الغدد الصماء بالجسم، أو وجود التهابات ميكروبية بالجسم، أو اضطرابات في تفاعلات جهاز مناعة الجسم.

كما تشير الإحصائيات الطبية إلى أن 70% من النساء اللواتي تكرر لديهن الإجهاض مرتين، ينجحن في الحمل عند الحمل التالي، حتى لو لم تجرَ لهن أي فحوصات أو تحليلات، وحتى لو لم يتلقين أي معالجات طبية. واللواتي من المحتمل أن يتكرر الإجهاض لديهن للمرة الثالثة هن مَن كن فوق سن الخامسة والثلاثين حينما حصل لديهن تكرار الإجهاض لمرتين، أو مَن لديهن أسباب تتعلق بشكل الرحم أو المناعة أو الهرمونات، أو اللواتي حصل لديهن الإجهاض في الفترة ما بين ثلاثة أو خمسة أشهر من عمر الحمل.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض