دواء جديد لعلاج النقرس

كميات فائضة من حمض اليوريك تتسبب في حدوث المرض

TT

لقد عانيت من النقرس لسنوات طويلة، وقد اعتدت تناول دواء «زيلوبريم» من دون أي مشكلات، إلا أني أُصبت حديثا بحساسية شديدة منه، ولذا فقد طلب مني الطبيب التحول إلى دواء «بينيميد». وضعي جيد، إلا أن هذا الدواء يثير أحيانا بعض الاضطراب في معدتي. هل لديك أي مقترحات للعلاج؟

كما تعرف، فإن النقرس هو مشكلة شائعة تنجم عن وجود كميات فائضة من حمض اليوريك uric acid، وهو أحد نواتج تحلل مجموعة من المواد الكيميائية (المسماة «مواد البيورين» purines) الموجودة في كل أنسجة الجسم، وفي الكثير من الأغذية.

* حمض اليوريك

* وفي العادة فإن الجسم يتخلص من الفائض من حمض اليوريك هذا بعد لفظه لإخراجه مع البول. إلا أن الكثير من الرجال لديهم خلل وراثي في التمثيل الغذائي يمنع الكلى لديهم من لفظ حمض اليوريك كما ينبغي. أما الآخرون من الرجال فإن أجسامهم تصنع الكثير جدا من هذا الحمض. ومهما يكن الخلل، فإن النتيجة تكون ازدياد مستويات هذه المادة الكيميائية في الدم. وبعد مرور فترة ما، يمكن أن يختزن حمض اليوريك الفائض هذا في المفاصل، الأمر الذي يسبب الآلام والالتهابات فيها. كما أن حمض اليوريك قد يتسبب في حصول حصى الكلى، كما أنه يتراكم أحيانا في مخزونات كبيرة ذات شكل مخيف من الأنسجة تسمى ترسبات tophi.

أما بالنسبة إلى دواء «بروبينيسيد» probenecid («بينيميد» Benemid) الذي تتناوله الآن فهو يحفز على لفظ حمض اليوريك، الأمر الذي يخفض من مستوياته في الدم ويقي المفاصل، إلا أن الفائض من حمض اليوريك في البول قد يزيد من خطر تكوين حصى الكلى. وهذا هو أحد الأسباب التي حدت إلى أن يكون دواء «ألوبيورينول» allopurinol («زيلوبريم» Zyloprim) الدواء النموذجي لدرء حدوث النقرس. فهو يقف عمل مادة أوكسيدايز الزانثين xanthine oxidase وهو إنزيم يحول مواد «البيورين» إلى حمض اليوريك. وبالنتيجة فإن مستويات حمض اليوريك في الدم، تنخفض. وهذا الدواء فعال جدا إلا أن ظهور الحساسية الشديدة بسببه، شائع إلى حد ما.

* دواء جديد

* عام 2009 المنصرم أجازت وكالة الغذاء والدواء الأميركية دواء «فيباكسوستات» febuxostat («يولوريك» Uloric) لدرء النقرس. وهو مثل دواء «ألوبيورينول» يقف عمل أوكسيدايز الزانثين، أي يقلل من إنتاج حمض اليوريك. وهذا الدواء جديد إلا أنه يبدو فعالا مثل دواء «ألوبيورينول»، رغم أنه أغلى كثيرا.

وهذا الدواء هو أحدث دواء لعلاج النقرس منذ 40 عاما. ورغم أن «فيباكسوستات» يمنع عمل نفس الإنزيم مثل دواء «ألوبيورينول»، فإن هذين الدواءين يختلفان اختلافا كبيرا في هيكل تركيبهما، ولذا فإن الأشخاص الذين لديهم حساسية من أي منهما، يمكنهم تناول الدواء الآخر.

كما أنه وللأشخاص الذين أغفلوا علاج النقرس لديهم وظهرت لديهم ترسبات tophi المزمنة، فإن دواء جديدا يظهر في الأفق، وهو «بيغلوتيكيس» pegloticase (كريستيكزا (Krystexxa الذي يقوم بتحليل حمض اليوريك، ويذيب المخزونات طويلة الأمد منه، لكنه سيتطلب موافقة الوكالة عليه أولا.

* طبيب، رئيس تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات تريبيون ميديا