إستشارات طبية

TT

* أدوية التخسيس

* هل هناك أدوية ثبتت فائدتها في خفض الوزن؟

الدكتور عامر محمد - القاهرة.

- هذا ملخص رسالتك التي طلبت فيها إجابة مفصلة بشكل علمي عن الأدوية التي ثبتت جدواها في خفض وزن الجسم، وثبت أيضا أمان تناولها. وهذا من الموضوعات المهمة جدا، لاعتبارات تتعلق بشيوع مشكلة زيادة الوزن، وظهور وسائل علاجية جراحية يتم تطبيقها على بعض الذين يحتاجون إليها، وأيضا على كثير جدا من الذين لا يحتاجون إليها ولا تنطبق عليهم شروط إجرائها، بكل ما لهذا من مضاعفات وتداعيات سلبية لا يتحدث عنها بعض الجراحين للأسف مع مرضاهم قبل خضوعهم لها. وأيضا امتلاء أرفف محلات بيع وتسويق «الأوهام» بـ«حبوب دوائية» يُقال إنها مستخلصة من أعشاب وتؤدي إلى نتائج سحرية وخارقة للمعهود في خفض الوزن.

وقد أجازت وكالة الغذاء والدواء الأميركية استخدام خمسة أنواع من الأدوية لهدف خفض وزن الجسم، هي دواء «زينيكال» المحتوي على مادة «أورليستات»، ودواء «أدبيكس» المحتوي على مادة «فينترمين»، ودواء «ميريديا» المحتوي على مادة «سيبيترامين»، ودواء «تنيويت» المحتوي على مادة «داي إيثايلبروبين»، وعقّار «بونتريل» المحتوي على مادة «فينديميترازين».

ولكل دواء منها آلية عمل مختلفة، وعموما يؤدي تناول هذه الأدوية إلى خفض قصير المدى في وزن الجسم. ولا يُمكن اعتبار أي واحد منها آمنا للتناول بشكل مطلق. ويتمنى الأطباء أن يتوفر علاج آمن وخال من الآثار الجانبية، وفعال في خفض الوزن، ولكن هذا لا يوجد، وما هو متوفر منها في كثير من الأحيان لا يستحق عناء التناول. وقلة من الأطباء تلجأ إلى وصف تلك الأدوية بغية تحقيق خفض واضح ومستمر في وزن الجسم.

وسبق بالتفصيل عرض دواء «زينيكال» قبل سنتين في ملحق الصحة في «الشرق الأوسط». وربما هو أكثرها أمانا من بين هذه الأدوية، ولكنه ذو جدوى قصيرة المدى في خفض وزن الجسم. ويعمل في الأصل على خفض قدرة الأمعاء على امتصاص الدهون فقط، أي دون السكريات والبروتينات. ويتسبب في تكرار عملية الإخراج، وإخراج براز مختلط بالدهون، وكثرة الغازات. ويتطلب تناوله العمل على تناول وجبات غذائية قليلة الدهون والدسم. ويؤدي طول أمد استخدامه إلى نقص في فيتامينات مهمة بالجسم وهي فيتامينات «إيه» (A) و«دي» (D) و«إي» (E) و«كيه» (K).

أما دواء «فينترمين» فيقلل من الشهية للأكل في أول بضعة أسابيع من بدء تناوله. ولذا يجب استخدامه فقط خطوةً أولى ضمن برنامج لحمية خفض وزن الجسم. وهو يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وزيادة نبضات القلب والقلق والإسهال.

دواء «سيبيترامين» خافض أيضا للشهية، ولكن يجب عدم تناوله من قِبل الذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم أو أمراض شرايين القلب أو ضعف في القلب أو سبقت إصابتهم بجلطة دماغية، صغيرة أو كبيرة. ومن آثاره الجانبية الأرق وصعوبة النوم، إضافة إلى الصداع وجفاف الفم والإمساك. وهذا الدواء مشابه جدا لعقّار آخر يُدعى «فينفلورامين» تسبب من قبل لمتناوليه في اضطرابات في القلب وتم سحبه من الأسواق ومنع تناوله.

وكذلك لا يجب تناول كل من دواء «داي إيثايلبروبين» ودواء «فينديميترازين»، اللذين يعملان على خفض الشهية، إلا لفترة قصيرة قبل البدء ببرنامج للحمية الغذائية.

وكانت المجلة الطبية البريطانية «BMJ»، قد نشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 دراسة مراجعة لتأثيرات تناول هذه الأدوية على وزن الجسم. وهي دراسة مهمة تستحق منك عناء الاطلاع عليها. ومن الأمور التي ذكرتها الدراسة أن تناول هذه الأدوية لمدة تتراوح بين سنة وأربع سنوات ليس فعالا بشكل كافٍ في خفض مقدار واضح لوزن الجسم.

ويتوفر دواء سادس في الأسواق الأوروبية، وليس في الأميركية، يُدعى «ريمونابانت»، يؤدي إلى اضطرابات عصبية ونفسية لدى نحو 25% من متناوليه.

ويظل الأفضل والأكثر جدوى وأمنا، اتباع برنامج واضح لتقليل تناول الأطعمة المتسببة في زيادة الوزن وممارسة الرياضة البدنية.

* الإمساك والتخلص منه

* عمري 34 سنة. ومشكلتي هي الإمساك. ما تنصح؟

أم رامي - الإمارات.

- هذا ملخص سؤالك. الإمساك أحد أكثر مشكلات الجهاز الهضمي شيوعا لدى البالغين والأطفال، ولدى الذكور والإناث. والنساء والأطفال أكثر عُرضة للإصابة من الرجال أو عموم البالغين. ومظاهره إما نقص عدد مرات الذهاب إلى دورة المياه والنجاح في التخلص من الفضلات، أي أقل من ثلاث مرات في الأسبوع أو أقل مما هو معتاد لدى الشخص، وإما عدم الراحة خلال الإخراج الطبيعي للفضلات، أو صلابة قوام الفضلات التي تخرج خلال عملية التبرز.

ويتطلب الأمر مراجعة الطبيب إذا كان الإمساك مصحوبا بألم شديد في البطن، أو إخراج دم مع البراز، أو عدم النجاح في التبرز لمدة ثلاثة أيام، أو تعاقب تكرار حصول الإسهال والإمساك، أو وجود ألم في منطقة الشرج، أو حصول نقص غير مبرَّر في وزن الجسم، أو أن يستمر الإمساك لمدة تزيد على ثلاثة أسابيع.

والطبيعي أن يُخرِج الإنسان البالغ كمية من البراز اليومي بوزن 200 غرام.

وللإصابة بالإمساك عدة أساب، أهمها عدم تناول كميات كافية من الماء مع نشاط عمليات امتصاص الماء من الفضلات في القولون، وقلة تناول الألياف، مما يؤدي إلى عدم وجود كميات كافية من المواد التي بطبعها لديها قدرة على الاحتفاظ بالماء ومنع القولون من استخراجه منها بسهولة. وعدم ممارسة النشاط البدني، وبخاصة المشي. وهناك في المقابل أسباب مرضية أو لها علاقة باضطرابات في الجسم، مثل الإمساك المصاحب لحالات القولون العصبي، أو الحمل، أو السفر، أو جلطة الدماغ، أو مرض السكري، أو كسل الغدة الدرقية، أو وجود البواسير، أو شرخ فتحة الشرج، أو سرطان القولون. أو كآثار جانبية لمجموعات من الأدوية، كتلك الموجهة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو لتسهيل النوم أو لمعالجة نزلات البرد أو لتخفيف الألم في الأمعاء أو لعلاج الاكتئاب أو حبوب الحديد لعلاج فقر الدم أو أنواع من حبوب الفيتامينات والمعادن أو غيرهم من أنواع الأدوية.

وتشمل عناصر الأكل المفيد خلال نوبات الإمساك، تناول وجبات ذات كمية قليلة من الطعام، مع الحرص على تناول الوجبات اليومية الثلاث في مواعيدها المعتادة، والأهم تجنب تناول الأطعمة السريعة أو المصنَّعة، مثل الخبز الأبيض والـ«دونات» (الكعك الصغير المقلي المحلى) وشرائح البطاطا المقلية أو رقائقها في المقرمشات ونقانق اللحوم والهمبرغر. هذا مع الحرص على تناول كميات وافرة من الماء، أو أي سوائل أخرى لا تحتوي على الكافيين.

وهناك أطعمة مليّنة تساعد على تسهيل الإخراج وتخفيف الإمساك، وأطعمة أخرى تتسبب بالإمساك أو تزيد مشكلته تعقيدا. ومن الأطعمة المليّنة، حبوب القمح الكاملة غير المقشرة، مثل التي في خبز البُرّ الأسمر والمعجنات المصنوعة منه، والذرة المسلوقة أو الفشار، والعدس والبازلاء، والفاصولياء البيضاء الجافة أو الخضراء، ومطحون بذور الكتان، وفواكه الخوخ الطازج، أو المجفف، أو العصير، والمشمش الطازج أو المجفف أو عصير قمر الدين، والتين الطازج أو المجفف، وأيضا فواكه العنب والزبيب والكُمّثرى والجوافة والبطيخ والبرتقال والمانغو. ومن المكسرات، الفستق واللوز والجوز (عين الجمل) والكاجو والفول السوداني. ومن الخضار الخس والجرجير والجزر والملوخية والباميا والكوسا والفلفل الأخضر، بنوعيه الحار والبارد.

وفي المقابل، هناك أطعمة تتسبب بالإمساك، مثل الرمان والبرشومي (التين الشوكي) والنبق (العبْري)، والأجبان الصفراء. والأطعمة المقلية بأنواعها، مثل البطاطا المقلية، والسمْبوسك المقلية، والمأكولات البحرية المقلية. والخبز الأبيض المصنوع من حبوب القمح المقشَّرة، أو أي أنواع من المعجنات والمكرونة والحلويات المصنوعة منه. واللحوم الحمراء، بأي طريقة تم طهيها، تتسبب في الإمساك.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]