حملة توعية لبنانية.. لضبط مرض الربو

غالبية المرضى يعانون من نقص المعلومات عنه.. وربعهم يفرطون في استخدام الأدوية

TT

نظمت وزارة الصحة اللبنانية بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية وشركة الأدوية العالمية «غلاكسو سميث كلاين» حملة وطنية لزيادة الوعي حول الوقائع الخاصة بداء الربو، الذي أعلن 97 في المائة من المصابين به في لبنان عن حاجتهم إلى «التعرف على هذا الداء بشكل أفضل»! ويتسبب داء الربو بأكثر من 250 ألف حالة وفاة سنويا في العالم، في حين يؤكد أصحاب الحملة أنه يمكن خفض عدد الوفيات إن تم التركيز على ضبط هذا الداء بشكل مناسب، عوضا عن علاج أعراضه، وهو ما شدد عليه الدكتور نديم كنج، رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض.

وأوضحت الدكتورة رشا حمرا، المسؤولة عن العلاقات العامة والتثقيف الصحي في وزارة الصحة العامة، أن الحملة تهدف بشكل رئيسي إلى مساعدة المصابين بالربو على تعلم كيفية ضبط مرضهم، بعد أن أجمع 97% من مرضى الربو في لبنان في دراسة وطنية أنهم لا تتوافر لديهم سوى معلومات قليلة عن هذا الموضوع. وأشارت إلى أن «هناك حاجة ماسة لأن يدرك الناس بشكل عام ومرضى الربو بشكل خاص، ضرورة إدارة هذا الداء عند ظهوره، وليس حين تبدأ الأعراض الحادة بمنع المرضى بشكل متزايد من العيش بشكل طبيعي من دون التعرض لوعكات صحية تعوق حياتهم اليومية أو تتسبب في إصابة المجاري الهوائية بأذى طويل الأمد».

وكانت نتائج دراسة «داء الربو: حقيقة وانطباعات» التي نشرت في خريف العام الماضي، قد حذرت من أن مرضى الربو في لبنان يعتمدون بشكل مفرط على الأدوية المسكنة التي تخفف من حدة أعراض المرض، في حين تتجاهل الأغلبية الساحقة الحاجة الماسة على المدى البعيد لضبط داء الربو عند ظهوره الأول وذلك بهدف تجنب احتمال الإصابة بمضاعفات خطيرة وتحسين نوعية عيش المريض. وقد صرح 91% من مرضى الربو في لبنان بأنهم لا يحصلون على المعلومات المرتبطة بالمرض سوى من طبيبهم المعالج.

وفي حين تؤكد الدراسات الحديثة أن نسبة الوفيات الناجمة عن داء الربو تشهد ارتفاعا حين يستخدم المريض في الشهر الواحد ما يزيد على 1.4 عبوة دواء مسكن للتخفيف من حدة أعراض هذا الداء، لأن ذلك يؤشر إلى أن داء الربو قد بلغ مرحلة خطيرة قد تهدد حياة المريض، يبدي المنظمون قلقهم إزاء ما أوضحته الدراسة المذكورة من أن 24 في المائة من المرضى في لبنان يستخدمون نحو 15 عبوة دواء مسكن في السنة.

في المقابل، وبفضل استخدام أكثر من 6 عبوات سنويا من الأدوية التي تعمل على ضبط داء الربو عوضا عن علاج أعراضه، انخفض عدد الوفيات بنسبة 50%. كما كشفت دراسة في السعودية أن أدوية ضبط داء الربو تشكل نحو 3 في المائة فقط من النفقات التي يتكبدها مريض الربو، مما «يشدد على الفوائد المادية التي يحققها المريض بفضل ضبط داء الربو عوضا عن أعراضه لتجنب حالات الاستشفاء، والعلاجات، والتغيب عن العمل أو المدرسة بشكل غير ضروري»، بحسب الدكتورة حمرا.

وأظهرت دراسة «داء الربو: حقيقة وانطباعات» في لبنان أن مستوى ضبط داء الربو في لبنان أدنى بكثير من المعدل العالمي. إذ أفاد 80% من المشاركين في الدراسة بأنهم يعانون أعراض الربو خلال النهار، في حين أشار 72% إلى أن داء الربو أوقظهم من النوم خلال الليل في الأسابيع الأربعة الماضية. وأظهرت الدراسة أيضا أن مرضى الربو في لبنان قد لجأوا بشكل مكثف للخدمات الصحية خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، إذ دخل 22% منهم إلى المستشفيات، في حين قصد 21% قسم الطوارئ. وفي السنة الماضية بلغت نسبة التغيب عن المدارس 69% لدى الأطفال وعن العمل 31% لدى الراشدين.

وتسعى النشاطات التي ستنظمها الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية، ووزارة الصحة العامة، و«غلاكسو سميث كلاين»، إلى التركيز على تحسين تغطية المواضيع المرتبطة بداء الربو في وسائل الإعلام، وتوزيع المنشورات في الأماكن العامة بالإضافة إلى عدد من النشاطات الأخرى <