إجازة لقاح لعلاج سرطان البروستاتا

يعزز من قوة الجهاز المناعي لدى المريض

TT

وافقت الحكومة، يوم الخميس الماضي، على أول علاج لمرض السرطان يعزز من قوة الجهاز المناعي لدى المريض في التصدي للأورام، وقد أثنى علماء ونشطاء في تنظيمات تهتم بشؤون المرضى على هذه الخطوة ويرون أنها قد تمثل بداية لعصر جديد في علاجات السرطان. وأجازت دائرة الدواء والغذاء الأميركية العقار «بروفينج»، الذي يطلق عليه في بعض الأحيان «لقاح السرطان»؛ لأنه يستحث الأجهزة المناعية في الرجال الذين لديهم سرطان بروستاتا متقدم من أجل مهاجمة الأورام الخبيثة التي لديهم. وعلى الرغم من أن الفائدة التي تعود من هذا الاتجاه متواضعة، حيث إنها تمد حياة المرضى لأشهر قليلة، فقد رحب بها باحثون ونشطاء مهتمون بشؤون المرضى سعوا على مدى أعوام من أجل إجازة هذا العقار. وقالت كارن ميدثون، القائمة بأعمال مدير مركز الأبحاث والتقييم البيولوجي التابع لدائرة الدواء والغذاء الأميركية، خلال الإعلان عن إجازة العقار: «يطرح إتاحة بروفينج علاجا جديدا للرجال الذين لديهم سرطان بروستاتا متقدم، والذين لديهم خيارات محدودة حاليا».

ويقول باحثون إنهم يأملون أن تكون هذه الخطوة الأولى ضمن سلسلة من العلاجات المشابهة لأورام أخرى. وعلى عكس اللقاح المعتاد، الذي يعطى قبل أن يمرض الشخص، لحث الجهاز المناعي لديه على مكافحة العدوى، يمثل «بروفينج» نموذجا على «اللقاح العلاجي» المعد من أجل مهاجمة خلايا السرطان داخل جسم الشخص. وتعطى لقاحات مشابهة أملا في محاربة عدد من السرطانات الأخرى من بينها سرطان الصدر وسرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الغدد الليمفاوية. ويقول فيليب كانتو، وهو متخصص بالأورام داخل معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن وأستاذ الدواء في كلية الطب بهارفارد أجرى دراسات متعمقة حول «بروفينج»: «إنها أخبار سارة، فهذا دليل مبدئي على أنه في مقدورنا تعزيز الجهاز المناعي ومحاربة السرطان. وهذا شيء يعمل عليه العالم منذ عقود».

ويصاب 19200 رجل داخل الولايات المتحدة كل عام بسرطان البروستاتا ويؤدي إلى مقتل نحو 27 ألف شخص، ولذا فإنه ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعا بعد سرطان الجلد. وفي الوقت الحالي، نجد أن العلاجات المتاحة هي الجراحة والإشعاع والهرمونات وعقار كيميائي يطلق عليه «تاكسوتر»، وهي تمد حياة المرضى الذين لديهم سرطان متقدم بمتوسط شهرين. ولإنتاج لقاح «بروفينج»، يقوم الأطباء بإزالة خلايا دم بيضاء من المرضى، وتعريض الخلايا داخل المعمل إلى بروتين وجد في معظم خلايا سرطان البروستاتا ومادة أخرى، وإعادة وضع الخلايا في جسد المريض. وخلال دراسة شملت 512 مريضا لديهم سرطان بروستاتا متقدم، ساعدهم العقار «بروفينج» على الحياة لأربعة أشهر، ومن ثم رفع مستوى البقاء على قيد الحياة من 21.7 شهر إلى 25.8 شهر. وكانت «ديندرون»، وهي الشركة المنتجة للعقار، تسعى إلى الحصول على إجازة دائرة الدواء والغذاء الأميركية منذ عدة أعوام. ويقول منتقدون إن التأخير أكد على الحاجة إلى تمرير تشريع يفرض على الدائرة جعل العلاجات التجريبية متاحة في وقت أسرع. ولكن دافعت متحدثة باسم الدائرة عنها، وقالت إن الإرجاء كان ضروريا بسبب «قصور» في التطبيق الأولي للشركة «حال دون» الموافقة. وكانت هناك حاجة إلى المزيد من الدراسة من أجل التأكيد على فعالية اللقاح.

وقالت شيلي بورجي، المتحدث باسم دائرة الدواء والغذاء الأميركية، عبر البريد الإلكتروني: «من دون هذه المعلومات، لم يكن في استطاعة دائرة الدواء والغذاء الأميركية إصدار قرار بالإجازة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»