استشارات

TT

زيادة عرق الكفين

* عمري 23 سنة. ومشكلتي هي زيادة العرق في اليدين، لدرجة أن سطح الكفّ يكون مبتلا في بعض الأحيان. ما السبب، وماذا تقترح للعلاج؟

فدوى عبد الجليل - القاهرة - بداية، هناك عدة أسباب لزيادة إفراز جلد الجسم، أو مناطق منه، للعرق، مثل ممارسة الرياضة البدنية أو بذل المجهود البدني في الحركة والتنقل، ووجود الشخص في أجواء مناخية حارة ورطبة، ومعايشة ظروف من التوتر والانفعال النفسي والعاطفي. كما أن هناك عدة حالات صحية يصحبها زيادة في إفراز العرق، وبعض أنواع الأدوية التي تزيد من نشاط إفراز العرق.

والأصل أن الجسم يلجأ إلى إفراز العرق على سطح الجلد كي يضبط ويحفظ درجة حرارة الجسم ضمن نطاق معين. والذي يحصل أن الأعصاب المغذية للغدد العرقية تقوم بتحفيزها على عملية التبريد تلك. وفي بعض الأحيان تنشط الأعصاب تلك في تحفيزها إفراز العرق. كما أن الغدد العرقية تتركز في مناطق من الجسم بشكل أكبر من مناطق أخرى فيه. وباطن القدم وراحة الكف والإبط، هي من المناطق التي توجد فيها الغدد العرقية. والإشكالية هي في تسبب عرق الكفين في إعاقة القدرة على الإمساك بالأشياء، إضافة إلى الحرج الذي يشعر به المرء جراء بلل اليدين بالعرق.

وهناك عدة وسائل علاجية محتملة الفائدة للتخلص من زيادة عرق اليدين. منها استخدام أنواع قوية من «مزيلات العرق». وهنا تجدر ملاحظة أن أنواع «مُزيلات العرق» التي تُوضع على جلد الإبطين، قد تحتوي على نوعين من المواد. الأول هو المواد العطرية المزيلة أو المخففة من رائحة العرق. والثاني هو مواد كيميائية ذات تأثيرات مباشرة على الغدد العرقية لخفض إفرازها لسائل العرق نفسه. وهذا النوع الثاني هو المقصود بالاستخدام على راحة الكفّ.

وهناك أدوية تعمل على خفض إفراز الغدد العرقية للعرق. ولكنها قد تتسبب ببعض الآثار الجانبية لدى البعض، مثل جفاف الفم وزغللة الإبصار وغيرها.

ويُمكن للطبيب الجراح أن يقوم بعملية جراحية يستأصل من خلالها الغدد العرقية، أو يُتلف الأعصاب المغذية لها. كما أن لحقن البوتكس تأثيرات على تخفيف إفراز الغدد العرقية لسائل العرق، وهو ما يُمكن في حالات الإبط وباطن القدم وراحة الكف.

والذي أنصح به للتغلب على المشكلة، هو مراجعة الطبيب للبحث عن الأسباب المحتملة التي يُمكن التغلب عليها وعلاجها، مثل اضطرابات الغدد، وخاصة الغدة الدرقية، ومثل الأدوية التي قد يتناولها المرء وتكون زيادة إفراز العرق أحد آثارها الجانبية. كما أن الطبيب سيستعرض معك الوسائل العلاجية المتقدمة ويتفق معك على اللجوء إلى أي منها ومتابعة استفادتك منها.

تكرار بكاء البالغين

* يتكرر لدى والدي البكاء من أسباب بسيطة لم تكن في السابق تدفعه للبكاء. وهو في سن 74 سنة، وهو مصاب بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم. وسبق أن أُصيب بالجلطة القلبية قبل بضع سنوات، التي تركت لديه ضعفا متوسطا في عضلة القلب. سؤالي: هل للأمر علاقة بهذه الأمراض، أم لديه اكتئاب، أم ماذا؟

وفاء- الرياض - هذا ملخص رسالتك. والبكاء من أسباب بسيطة، أو تافهة كما ورد في رسالتك، قد يكون إحدى علامات وجود حالة الاكتئاب. ولكن عليك ملاحظة أن «سهولة البكاء» أحد «الأعراض المرضية»، أي مثل ارتفاع حرارة الجسم أو الصداع أو ألم البطن. و«الأعراض المرضية» لها عدة أسباب مرضية تشترك في التسبب بظهور هذا العرض.

وكما أن لارتفاع حرارة الجسم عدة أسباب، فإن «سهولة البكاء» لها عدة أسباب نفسية وعضوية، وخاصة الأمراض العضوية في الدماغ، كالجلطات الدماغية في عدة مناطق معينة بالدماغ، أو غيرها. وهناك تحديدا حالة مرضية تُدعى «تناوب حصول نوبات البكاء والضحك». وهذا من المواضيع الطبية التي سأتحدث عنها في أعداد مقبلة من مجلة «صحتك» في «الشرق الأوسط». وسبق لي في عدد 28 ديسمبر (كانون الأول) لعام 2008 أن عرضت جوانب تتعلق ببكاء البالغين تحت عنوان «البكاء راحة وشفاء للنفس»، ربما يُفيدك الاطلاع عليه.

والبكاء لدى البالغين، بغض النظر عن السبب العضوي أو النفسي وراءه، يستحق الاهتمام الطبي إذا وصل إلى حد «البكاء بدموع واضحة وغزيرة». ومن الصعب وضع حد وواضح وفاصل بين «حالة الحزن العادية» و«حالة الاكتئاب المرضية» بالتعريف الطبي. ولكن هناك عناصر لتشخيص وجود «حالة الاكتئاب المرضية»، وهي ما يُميزها الطبيب النفسي أو طبيب الأسرة والمجتمع عند مقابلته للشخص في العيادة، مثل استمرار انخفاض مستوى المزاج، والتغيرات الواضحة في شهية الأكل والنوم، وتدني مستوى الطاقة للقيام بالأنشطة اليومية، وصعوبات التركيز، والشعور بعدم الأهمية والفائدة، وكثرة ورود الخواطر المتعلقة بالموت أو الانتحار.

ولذا، فإن الخطوة الأولى والأهم، في سعيك للعناية بوالدك وصحته، تتمثل في عرضه على الطبيب النفسي. وللأسف لا يزال الكثيرون يُحجمون عن اللجوء إلى هذه الفئة العالية الفائدة من الأطباء نتيجة اعتقادات خاطئة حول تبعات وتداعيات المتابعة لديهم. وهو ما أرجو أن لا يُعيقك عن تقديم خدمة مفيدة لوالدك.

عضلات الجسم بعد الخمسين

* عمري 56 سنة. وأعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وأنا أمارس الرياضة بشكل متوسط ومن آن لآخر. هل من وسيلة للحفاظ على عضلات الجسم وحجمها وقوتها في هذه السن وما بعدها؟

مهندس خالد عز الدين- الإمارات - هذا ملخص ما ورد في رسالتك. وبداية علينا أن نتفق على ما يذكره المثل الطبي، وهو أن «العضلة إما أن تستخدمها أو أن تفقدها». وهذا ينطبق على كافة عضلات الجسم. والسبب أن العضلات عبارة عن نسيج من الخلايا العضلية الغنية بالألياف العضلية المصفوفة بطريقة مُحكمة في داخل تلك الخلايا. وحركة العضلات، بالانقباض والانبساط، تعتمد على آليات معقدة من التيارات الكهربائية، والتغيرات في تركيز المعادن، والحركات الانزلاقية، في داخل وخارج صفوف تلك الألياف العضلية الموجودة داخل الخلايا العضلية. وهذا النسيج الفريد يحتاج أن يُستخدم كي يُحافظ على قوامه، ويحتاج إلى تمرين كي يزداد في الحجم.

تجاوز سن الخمسين، بحد ذاته، قد يكون سببا في فقد كتلة وحجم العضلات في أماكن معينة من الجسم. وأسباب ذلك متعددة، ومن أهمها تدني القيام بالتمارين الرياضية أو النشاط البدني الحركي، ومنها ضمور بعض الأعصاب التي تغذي العضلات وتثير الحركة فيها.

وهناك أسباب أخرى، يجب التنبه لها والاهتمام بها، ومنها نقص فيتامين «دي»، نتيجة لنقص تناول هذا الفيتامين من منتجات مشتقات الألبان، ونقص تعريض الجلد لأشعة الشمس. ومنها أيضا نقص تزويد الجسم بالأطعمة المحتوية على البروتينات، كاللحوم ومشتقات الألبان والبقول.

ومنها كذلك عدم انضباط نسبة سكر الدم لدى مرضى السكري، نتيجة لتدني نسبة هرمون الأنسولين في الجسم. والأنسولين مهم في تسهيل استخدام الجسم للسكريات كمصدر لإنتاج الطاقة. وحينما لا يستخدم الجسم السكريات، فإنه يلجأ إلى استهلاك البروتينات. ومعلوم أن البروتينات هي أحد المكونات الأساسية لكتلة وحجم العضلات.

وهناك اضطرابات هرمونية قد تُصاحب مرض السكري، وقد تتسبب في فقد كتلة العضلات وحجمها، مثل اضطرابات الغدة الدرقية. إضافة إلى اضطرابات هرمونية قد تُصاحب تجاوز سن الخمسين، مثل تدني نسبة هرمون الذكورة أو هرمون النمو.

وإذا ما كنت تُمارس الرياضة البدنية، وتُحافظ على انضباط نسبة السكر في الدم، ومع ذلك لديك هزال في العضلات، فعليك مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود أحد الاضطرابات المتقدمة الذكر.

وعليك عدم نسيان أن الرجل بحاجة للعضلات وقوتها للحفاظ على توازن الجسم وأداء المهام وغيرها من الأسباب الحيوية.

* استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]