بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

ابدأ يومك بوجبة فطور صحية جيدة

* من الأخطاء الاجتماعية الشائعة العزوف عن تناول وجبة الفطور وخاصة بالنسبة للأطفال والاكتفاء بما يتناولونه في منتصف اليوم الدراسي بالمدرسة، وهذا سلوك خاطئ له سلبيات على مستوى تحصيل الطفل وقدرته على التركيز وتمتعه بحالة نفسية مستقرة.

ومن البديهي أن تؤمن كل أم بأن وجبة الفطور هي من أهم وجبات اليوم بالنسبة لكافة أفراد الأسرة وخاصة الأطفال منهم. وهو سلوك صحي صائب مبني على حقائق علمية.

إلا أن وجبة الفطور تأتي في وقت ضيق من الصباح بالنسبة لمعظم الناس مما يجعل البعض يقوم بإلغاء هذه الوجبة والبعض الآخر يكتفي بتناول جزء منها وهو على عجل والأقلية منهم مَنْ يلتزمون بتناول وجبة الفطور بطريقة صحيحة وصحية.

اختصاصيو علم التغذية يقدمون بعض المقترحات من أجل الحصول على فطور صحي سريع ويمكن الالتزام به في كل صباح، ومن ذلك:

* لتكن مائدة الفطور محتوية على الكثير من الخيارات الصحية التي تلبي مختلف أذواق أفراد الأسرة.

* نظرا لضيق الوقت المتاح لإعداد وجبة الفطور صباحا، يُقترح تحضير العناصر المطلوبة من الليل في محاولة للحصول على أكبر قدر ممكن من الاستعداد لتناول جميع أفراد الأسرة وجبة الفطور، فيتم وضع الأطباق خارجا وكذلك تقطيع الفواكه..الخ.

* يوقظ الجميع في وقت مبكر عن الموعد المعتاد للتأكد من أن هناك متسع من الوقت لتناول الطعام.

* تشجيع الأطفال، بشكل خاص، على المشاركة في الاختيار والتخطيط وصنع وتحضير وجبة الفطور.

* الحرص على أن تكون الوجبة صحية ومنوعة مع التركيز على الزبادي والفاكهة والحبوب.

خطوات للوقاية من تصلب الشرايين

* من الأخطاء الشائعة في هذا العصر إقبال الكثيرين على تناول ما يسمى بالأكلات السريعة التي تتميز بمحتواها العالي من الدهون، إضافة إلى تمضيتهم حياة الكسل والخمول وعدم الحركة وعدم ممارسة الرياضة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن وما يتبع ذلك من مضاعفات خطيرة على أجهزة الجسم الحيوية وفي مقدمتها جهاز القلب والأوعية الدموية، فيصاب الكثيرون بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم في مرحلة مبكرة من العمر.

تصاب الأوعية الدموية وخاصة الشرايين الدقيقة بالتصلب نتيجة ترسب بعض الشوائب على جدارها الداخلي مثل الكولسترول والكالسيوم والدهون. وكنتيجة لهذه المواد المترسبة يقل تدفق الدم خلال الأوعية المصابة، وفي هذه الحالة يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، وكنتيجة لقلة المرونة في جدار نفس الأوعية الدموية يرتفع ضغط الدم عند المريض.

مركز النظم الصحية بجامعة فرجينيا الأميركية وضع مجموعة خطوات يمكن اتباعها بسهولة بهدف المساعدة على خفض خطر تصلب الشرايين وما يتبعه من مضاعفات، نذكر منها ما يلي:

* يجب التعود على تناول الأطعمة التي تحتوي على كمية منخفضة من الكولسترول والدهون المشبعة.

* يجب الإكثار من أكل الحبوب الكاملة والخضراوات والفاكهة.

* إعطاء وقت كاف لممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

* عدم التدخين، والإقلاع للمدخنين.

* يجب فقد الكيلوغرامات الزائدة عن الوزن الطبيعي فور ملاحظتها وقبل أن تتطور إلى سمنة قد يصعب علاجها.

* يجب المحافظة على مستوى سكر الدم في حدوده الطبيعية وأن يكون تحت السيطرة على الدوام.

* المتابعة المنتظمة مع الطبيب المعالج في حالة تشخيص «ضغط دم مرتفع».

* الانتظام في أخذ الأدوية الخاصة بخفض كولسترول الدم إذا ثبت أنه مرتفع.

* إجراء الفحص الدوري بانتظام لعمل الفحوص الخاصة بأمراض الشرايين التاجية خاصة إذا كان لدى الشخص أحد عوامل الخطر.

مضادات الحموضة.. وضرورة استشارة الطبيب

* من الأخطاء الشائعة أن يلجأ البعض لعلاج ما يعتريهم من أمراض طارئة معتمدين على تجارب الآخرين الذين أصيبوا بأعراض مرضية مشابهة، وقد يكون الأمر مقبولا فترة محددة من المرض، لكن الاستمرار فيه وعدم طلب المشورة الطبية ووصف العلاج المناسب المبني على التشخيص المحدد، سوف يؤدي إلى تفاقم الحالة وحدوث ما لا يحمد عقباه في بعض الحالات.

والأمثلة في هذا المجال متعددة ومختلفة، ومن أكثرها شيوعا حدوث النوبات العَرَضِيّة من حرقة المعدة والتي تعالج عادة بتناول شراب أو أقراص من مضادات الحموضة، وتكون النتيجة إيجابية في غالبية الحالات. لكن استخدام مضادات الحموضة يوميا وبشكل دائم، تصرف غير صحي وقد يحمل بعدا طبيا خطيرا يتم تشخيصه بعد فوات الأوان.

ووفقا لنصائح الأطباء المتخصصين في أمراض الجهاز الهضمي، فإنهم لا يحبذون الاعتماد على مضادات الحموضة عند تكرار الحالة أو تحولها إلى مرض مزمن، ويؤكدون على ضرورة مراجعة الطبيب خاصة إذا وُجدت بعض كل الملاحظات والعلامات التحذيرية التالية:

* عدم الشعور بتحسن حرقة المعدة بعد أخذ مضادات الحموضة.

* الشكوى من أعراض عسر الهضم بعد تناول أي وجبة غذائية وبشكل يومي.

* الشعور بالغثيان أو القيء.

* إذا لاحظ المريض وجود براز دموي أو براز داكن اللون.

* وجود تقلصات وانتفاخ في البطن.

* وجود ألم في الظهر، أو في أحد الجانبين أو أسفل منطقة البطن.

* إذا أصبح وجع المعدة مصحوبا بحمى.

* ضيق في التنفس أو ألم في الصدر.

إن مراجعة الطبيب المختص في هذه الحالة وعمل منظار للمعدة والاثنى عشر أو عمل أشعة ملونة للجهاز الهضمي سوف يتيح الوصول إلى التشخيص الدقيق واستبعاد احتمال الإصابة بأحد الأمراض الخطيرة وهو سرطان المعدة.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة