إستشارات طبية

د. حسن صندقجي

TT

* الكحول ومرض السكّري

* هل يتسبب تناول الكحول في اضطرابات في مرض السكّري؟

خ. خ. - بريطانيا.

- هذا ملخص سؤالك. والمصابون بمرض السكّري، الذين يتناولون المشروبات الكحولية، عليهم إدراك عدة جوانب صحية تتعلق بهذا الأمر. وهي الجوانب التي تدفع الهيئات الصحية المعنية بعلاج مرض السكّري، مثل رابطة السكّري الأميركية، نحو النصيحة بالحذر من تناول الكحول لأولئك المصابين.

الجانب الأول يتعلق بكمية السعرات الحرارية (كالوري) في الأنواع المختلفة من تلك المشروبات. والجانب الثاني يتعلق بتسبب المشروبات الكحولية في انخفاض نسبة سكّر الدم، فيما يتعلق الجانب الثالث بالتفاعلات السلبية بين الكحول من جهة وبين علاجات السكّري من جهة أخرى، أي إما الأنسولين وإما الحبوب الدوائية الخافضة لنسبة سكّر الدم.

وكل كأس من البيرة بوزن نحو 350 غراما، تحتوي على نحو 150 سعرة حرارية، أي ما يعادل نحو شريحة وثلث من خبز التوست (الخبز المحمّص). وكل كأس بوزن نحو 45 غراما من المشروبات الكحولية المقطرة أو ما يسمى الـ«ليكرز»، مثل الويسكي والجن والفودكا والرام، تحتوي على نحو 110 سعرات حرارية. أما كأس نبيذ بوزن 150 غراما فتحتوي على نحو 130 سعرة حرارية.

وهذه الكمية من السعرات الحرارية تزداد عند تناول مشروبات «الكوكتيل» الكحولية، أي بإضافة الكحول إلى المشروبات الغازية أو عصير أحد أنواع الفواكه. وغالبية تلك الأنواع يتم إعدادها بإضافة نحو 45 غراما من أحد أنواع الـ«ليكرز» إلى نحو 240 غراما من العصير أو المشروبات الغازية. ولذا كأس بينا كولادا به نحو 300 سعرة حرارية، وكأس من مزيج الفودكا مع عصير التوت أو البرتقال به نحو 250 سعرة حرارية.

وهذه كميات ليست قليلة أو متوسطة بالنسبة إلى كمية السعرات الحرارية التي على مريض السكّري تناولها خلال اليوم الواحد.

هذا جانب، والجانب الآخر هو علاقة الكحول عموما بحصول حالات انخفاض نسبة سكّر الدم، التي تحصل عادة عند شرب الكحول على معدة خالية أو معدة بها قليل من الطعام. وما يزيد الطين بلّة هو تسبب الكحول في تفاعلات سلبية متعددة الآليات مع أدوية علاج السكّري، ما يرفع من احتمالات حصول انخفاض شديد في نسبة سكّر الدم.

إضافة إلى هذه العلاقة المباشرة بين الكحول ومرض السكّري، هناك تأثيرات غير مباشرة بين الكحول ومضاعفات السكّري أو العوامل المرضية الأخرى التي تتسبب في زيادة احتمالات مضاعفات مرض السكّري. ومن أهمها زيادة وزن الجسم، وارتفاع نسبة كل من الكولسترول الخفيف والدهون الثلاثية في الدم، وحصول تلف الأعصاب في الدماغ وأطراف الجسم، وحصول أمراض شرايين القلب، وأمراض ضعف عضلة القلب، وغيرها من الأمور التي تتوسع في طرحها المصادر الطبية.

هذه الأمور تفرض تجنب تناول الكحول من قبل مرضى السكّري.

* القلب والتماس الكهربائي

* تعرّض أخي الصغير لتماسّ كهربائي من قابس (فيش) 110 فولتات. وأخذته للمستشفى، وفحصه الطبيب، وطمأنني على سلامته. كيف أتأكد أن ذلك لم يؤثر على قلبه في المستقبل؟

محمد العتيبي - الرياض.

- هذا ملخص رسالتك. وبالعموم، ما دام الطبيب قد فحص أخاك، وطمأنك على عموم حالته الصحية، فإن الغالب أن لا يكون التماسّ الكهربائي قد أضرّ بقلبه، وإلا لطلب الطبيب إبقاءه في المستشفى لمراقبته وإجراء الفحوصات الخاصة بذلك.

وبالتفصيل، عليك إدراك أن التيار الكهربائي الساري في شبكات الكهرباء المنزلية يكون بفرق جهد كهربائي قيمته إما 110 وإما 220 فولتا، وبالتالي هو من النوعية منخفضة الجهد أو الضغط. وطبيا تقسّم التيارات الكهربائية الناجمة إلى نوعية منخفضة الضغط، أي أقل من 500 فولت، ونوعية عالية الضغط، أي أكثر من 500 فولت. وتعرّض الإنسان البالغ أو الطفل لتيار كهربائي ناجم عن مصدر منخفض الضغط لا يتسبب بالعموم في أضرار صحية خطرة مهددة لسلامة الحياة، بل قد يتسبب في أضرار صحية متوسطة أو خفيفة، مثل الحروق الجلدية. أما التعرّض لتيار ناجم عن مصدر ذي شدة عالية الضغط فقد يؤدي إلى أضرار صحية بالغة، وربما مهددة للحياة، مثل الحروق في الأعضاء الداخلية من الجسم، وتلف أجزاء من الجهاز العصبي والدماغ، واضطرابات كهرباء نبضات القلب، وشلل عملية التنفس.

وإضافة إلى شدة التيار الكهربائي هناك عامل آخر مؤثر، وهو طول مدة سريان التيار الكهربائي عند التماسّ. وكلما طالت المدة زاد الضرر.

وأيضا هناك عامل ثالث مهم، وهو الطريق الذي سلكه التيار الكهربائي خلال مروره في أجزاء الجسم. ومعلوم أن صعق التيار الكهربائي لا يحصل إلا عند مرور الكهرباء من نقطة الدخول إلى نقطة الخروج. وإذا سرى تيار كهربائي من مصدر عالي الضغط، من يد إلى اليد الأخرى، مرورا بالصدر، تحصل أضرار كبيرة نظرا لوصول الكهرباء إلى منطقة القلب والأعصاب المغذية للقلب والجهاز التنفسي. وإذا سرى من الرأس إلى الأرجل، كصواعق البرق، تحصل انقباضات عضلية لعضلات الصدر وشلل في المراكز الدماغية المعنية بالتنفس، ما يؤدي إلى توقف التنفس.

وعند الحديث عن القلب والتيار الكهربائي الخارجي، علينا التفريق بين تأثيرات نوعي التيار الكهربائي. فهناك التيار المتناوب، والتيار المباشر غير المتناوب. والسبب أن الكهرباء المتناوبة تؤثر على انتظام إيقاع النبض، مما يؤدي إلى حصول اضطرابات أو ارتجاف في انقباضات القلب. أما الكهرباء الثابتة غير المتناوبة فإنها تؤدي إلى تشنج انقباض العضلة القلبية، ما يعني حصول انقباض تشنجي للقلب وعدم ضخه الدم كالمعتاد خلال نبض القلب. وحينما يسري تيار كهربائي منزلي عبر الصدر، وبشكل مباشر عبر القلب، ولمدة ثانية واحدة، يتأثر القلب. وتتراوح التأثيرات بين حصول اضطرابات في النبض بشكل مؤقت خلال الثواني والدقائق الأولى، ثم تزول ويعود القلب إلى انتظام نبضاته خلال بضع ساعات. أو يحصل ارتجاف خطير في عضلة القلب، ما يتطلب معالجة مباشرة وسريعة بالصدمات الكهربائية العلاجية. وعادة يجري الطبيب رسما لتخطيط القلب، وتحليلا لأنزيمات عضلة القلب. وإذا ما كان ثمة أي شك في النتائج، يبقي الطبيب المصاب لمراقبته لفترة أطول. ولمزيد من الاطمئنان المستقبلي قد يجرى فحص تصوير القلب بالأشعة الصوتية، ورصد نبضات القلب طوال مدة 24 ساعة.

* إعادة عملية مفصل الركبة

* أجرت والدتي عملية استبدال مفصل الركبة قبل 4 سنوات. كم من المتوقع طبيا أن يستمر المفصل الصناعي بالعمل بكفاءة؟

نسرين ماضي - جدة.

- تعتمد مدة فاعلية عمل مفصل الركبة المزروع على عدة عوامل، وبالعموم يستمر ذلك المفصل في العمل لفترة أطول لدى النساء، مقارنة بالرجال. كما يستمر أطول لدى مَن لديهم وزن طبيعي للجسم، مقارنة بذوي الوزن الزائد، ولدى مَن لا يرهقون المفصل الصناعي بالحركة الكثيرة وثقل وزن الجسم، مقارنة بخلافهم، ولدى كبار السن مقارنة بمن أعمارهم أصغر.

وتتفق المصادر الطبية على أن 10 سنوات هي المدة المتوقعة لاستمرار المفصل الصناعي بالركبة في العمل دون حاجة إلى إعادة إجراء العملية الجراحية، لدى نحو 95% من المرضى. وبعد هذه المدة تزداد بوتيرة متسارعة نسبة المرضى الذين يحتاجون إلى إعادة جراحة زراعة مفصل جديد بدل القديم، وتقريبا بمعدل نحو 20% لكل خمس سنوات قادمة. أي بعد 15 سنة يحتاج 20% من المرضى إلى إعادة العملية. وبعد 20 سنة يحتاج 40% إلى إعادة تلك العملية.

وبالعموم يجري الأطباء متابعة تقييم عمل المفصل المزروع، عبر ملاحظة شكوى المريض ونتائج الفحص السريري، ونتائج فحوصات الأشعة العادية والنووية لكل من مفصل الركبة الصناعي والأنسجة العظمية المحيطة به.