بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* التعامل الأمثل مع فاقدي السمع

* كثيرا ما تؤثر الأمراض المزمنة وخاصة التي تنتهي بمضاعفات مؤلمة كحالات الإعاقة على المريض نفسيا وتعزله اجتماعيا خاصة إن لم تتم معالجتها مبكرا وتأهيل المريض للتأقلم مع نوعية الحياة الجديدة.

ومن أكثر الحالات المرضية تأثيرا على مستقبل المريض، حالات ضعف السمع، التي تكون عادة مصحوبة بعدد كبير من التبعات الاجتماعية والنفسية ذات المدى البعيد، وقد يصحبها في بعض الأحيان تبعات بدنية أيضا.

ضعف أو فقدان السمع حالة ليست بالنادرة فهي تؤثر على فئة كبيرة من الناس، خاصة كبار السن، وتكون متبوعة ببعض الآثار الاجتماعية وصعوبة التواصل، ويختلف الأشخاص في كيفية تفاعلهم مع ضعف السمع.

تقدم كليفلاند كلينيك بعض الاقتراحات للشخص الذي يعاني من فقدان السمع ولذويه من أجل التعامل بلباقة معه:

* يجب أن لا تبقي حالة فقدان السمع أمرا سريا، بل يستحسن التأكد من أن الأهل والأصدقاء والأحباء قد أصبحوا على علم بحالة فقدان السمع التي تعرض لها الشخص.

* يمكن الطلب بصورة ودية من المقربين للمريض التحدث إليه بصوت عال، ولكن ليس بصراخ، وبوضوح أكثر حتى نشجع المريض للخروج من عزلته ومشاركة الآخرين أحاديثهم.

* إيقاف ضجيج الخلفية مثل الراديو أو التلفزيون بقدر الإمكان.

* الانتباه لأماكن مصادر الضجيج في الأماكن العامة كالمطاعم والنوادي، ومن ثم عدم الجلوس بالقرب منها.

* عوامل مثيرة للمرض

* من الأخطاء الشائعة أن لا يهتم المريض بالتعرف على أبعاد مرضه والعوامل التي قد تؤثر سلبا على العلاج والأخرى التي قد تثير وتهيج أعراض المرض الذي يعاني منه، وعليه تجد مثل هذا المريض في وضع متقلب متأرجح بين هدوء المرض وزيادة حدته.

الذئبة هي أحد أمراض المناعة الذاتية التي تتصف بميلها للتأثير على الناس بشكل يختلف من شخص لآخر. وتتضمن الأعراض العامة آلام المفاصل مع التصلب، وألما في العضلات مع حمى من دون وجود سبب واضح، وتعبا وإرهاقا شديدا.

المركز الوطني الأميركي لمعلومات صحة المرأة يؤكد ضرورة الإلمام ببعض وأهم العوامل التي قد تؤدي إلى تفجر أعراض الذئبة، ومنها:

* العمل المتواصل وعدم الحصول على قسط كاف من النوم.

* التعرض لعوامل التوتر باستمرار.

* التعرض لضوء الشمس لفترة طويلة، أو التعرض لضوء الهالوجين أو مصابيح الفلوريسنت.

* في حالة الإصابة بعدوى أو جرح.

* في حالة كون المربض لم يأخذ الجرعة المناسبة من العلاج المقرر للذئبة.

* احتمال أن يكون المريض قد تناول دواء له مفعول مضاد لأدوية الذئبة.

* «أفيون» الأطفال

* لقد تعودت الكثير من الأمهات وخاصة العاملات منهن على إعطاء أطفالهن، خطأ، الرضاعة الصناعية في أوقات غيابهن عن المنزل، ثم يعدن لإرضاع أطفالهن طبيعيا أي من الثدي، بعد عودتهن من العمل، لكنهن يصبن بخيبة الأمل عندما يقابلن بالرفض من الطفل وتفضيله للرضاعة الصناعية. ثم يعانين كثيرا عندما يتعرض طفل إحداهن إلى الأمراض والمشكلات النفسية والاجتماعية، وفي حالات نادرة يصل الوضع فيها لأن ينتهي هذا السيناريو بالوفاة.

يُشبّه د. همام قنديل، استشاري الرضاعة الطبيعية وعضو منظمة إيبفان IBFAN العالمية لحماية الرضاعة الطبيعية، استشاري أطفال وعناية مركزة للأطفال الخدج، الرضاعة الصناعية بالأفيون في إدمان الأطفال عليها. ويضيف أن هناك من يوزع ما هو أكثر ضررا من الأفيون على أطفالنا وتحت أنظارنا، ومن أول لحظات ولادتهم، بل يقومون بإقناع الأمهات وفي بعض الأحيان إرغامهن على إعطائه للأطفال بأنفسهن، ومن هنا يبدأ مسلسل التمويه على الأم بإيهامها بفائدته وحاجة الطفل له، ويدمن المسكين هذا الحليب مدى العمر.

وعندما تحاول الأم أن تفطم طفلها منه يرفض الطفل البديل ويتمنع عن الصحيح.

ويوجه د. قنديل التهمة في ذلك إلى مروجي الحليب الصناعي، واللوم إلى الأسرة التي تسمح لهم بإعطائه. وعندما يدمن الطفل هذه السلعة، يبدأ التجار في بيعها لنا بأغلى الأثمان ما يثقل كاهل الآباء والأمهات. وتبدأ القصة المحزنة حيث يعاني الطفل صحيا ونفسيا واجتماعيا مدى العمر.

والصواب هنا أن لا تتخلى الأم عن الإرضاع الطبيعي لطفلها، وإن كانت عاملة، ويمكنها عمل الآتي:

* على المرأة العاملة أن ترضع طفلها مرات متكررة أثناء وجودها بالمنزل وكذلك خلال فترة الليل.

* على الأم سحب اللبن من الثدي بالشفّاط وتجميعه في إناء نظيف لاستعماله خلال فترة عملها، علما بأن اللبن يبقى طازجا وصالحا لمدة 24 ساعة إذا وضع في الثلاجة ولمدة 4 ساعات في درجة حرارة الغرفة.

* يتم تدفئة اللبن قبل إعطائه للطفل بوضع الإناء في ماء دافئ.

* يبقى الطفل جائعا حتى يقبل على الرضاعة من ثدي أمه بكفاءة وشهية عند عودتها من العمل.

المهم في الأمر أن تحافظ الأم على الاستمرار بإعطاء طفلها لبن الثدي سواء بطريقة مباشرة أو سواها.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة