«حمية الغونادوتروبين المشيمي البشري».. لا دلائل علمية على فوائدها

تعتمد على أخذ حقن من أحد الهرمونات.. مع الحد من السعرات الحرارية

TT

س : لقد حاولت مرارا ولفترة طويلة إنقاص وزني، ولم أنجح في ذلك. ما رأيك في «حمية الغونادوتروبين المشيمي البشري»؟

ج : إن الحمية الغذائية المسماة باسم «حمية الغونادوتروبين المشيمي البشري» تشتمل على أخذ حقن يومية من هرمون «الغونادوتروبين المشيمي البشري» (غ م ب) (human chorionic gonadotropin) HCG))، إضافة إلى اتباع نظام غذائي شديد يحد من تناول السعرات الحرارية - 500 سعرة حرارية يوميا فقط.

«الغوناد» gonad غدة تناسلية، و«الغونادوتروبين» هو منشِّط منسلي، أي له علاقة بالتناسل. أما مادة «الغونادوتروبين المشيمي البشري» فهي هرمون يُفرَز بكميات كبيرة خلال فترة الحمل، ويمكن استخلاصه من بول المرأة الحامل.

* حرق الدهون

* وقد روج الدكتور ألبرت تي. سيميونس، وهو طبيب بريطاني، لهذه الحمية الغذائية لإنقاص الوزن لأول مرة في الخمسينات من القرن الماضي. وادعى أن حمية «غ م ب» هذه، تدفع الجسم إلى القيام بشكل انتقائي مفضل، بحرق الدهون المختزنة، خصوصا في مناطق البطن، والحوض والفخذين.

كما أعلن سيميونس أيضا أن الملتزمين بحمية «الغونادوتروبين المشيمي البشري»، سيفقدون كميات من الدهون أكثر من الكميات التي يفقدونها من العضلات، كما أنهم لن يعانوا من الجوع أو الانزعاج مثلما يعاني الآخرون.

وفي عام 1954 أعلن سيميونس أنه عالج 500 شخص، ووجد أن الذين اتبعوا منهم الحمية الغذائية لحقن «الغونادوتروبين المشيمي البشري» لمدة 40 يوما فقدوا ما بين 20 و30 رطلا (أي بين 9 و13.5 كلغم تقريبا) من دون إحساسهم بالضعف أو شعورهم بالجوع الشديد.

* أبحاث ونتائج

* ومنذ ذلك الحين درس الباحثون «حمية الغونادوتروبين المشيمي البشري» في تجارب عشوائية، مع مجموعة مراقبة تناول أفرادها حقنا من أدوية وهمية (تحتوي على محلول ملحي) بدلا من هرمون «غ م ب». ووجد الباحثون في كل حالة تقريبا، أن أي فقدان للوزن كان يعود كليا إلى الجانب الثاني من هذه الحمية، وهو الالتزام بالحد من تناول السعرات الحرارية.

وقد استنتجت تحليلات مدمجة لـ24 دراسة، نشرت عام 1995 أنه لا توجد أي دلائل علمية على أن هرمون «الغونادوتروبين المشيمي البشري» يقود إلى خفض الوزن، أو يسهم في إعادة توزيع الدهون، أو يخفض الشعور بالجوع، أو يعزز الشعور العام بالصحة.

* حلوى «الغونادوتروبين»

* وقد أكدت وكالة الغذاء والدواء الأميركية أن حمية «الغونادوتروبين المشيمي البشري» ليست لها أي فوائد في علاج السمنة. ومع هذا، فإن الترويج يتواصل لهذه الحمية في الصحافة وفي مواقع الإنترنت. وهذا يعود جزئيا إلى أن هذه الحمية يمكن اتباعها حاليا بسهولة، وذلك بتناول حبة شبيهة بالحلوى الممصوصة في الفم، توضع تحت اللسان، وهذا سيكون مريحا أكثر بكثير من طريقة أخذ الحقن. إلا أنه لم يتم اختبار هذه الحلوى في أي تجارب إكلينيكية.

إني لا أوصيك باتباع حمية «الغونادوتروبين المشيمي البشري»، إذ إن كميات السعرات الحرارية التي يتم تناولها معها، قليلة جدا، ولا توفر تغذية ملائمة. كما أن الأبحاث العلمية أظهرت أن حمية «الغونادوتروبين المشيمي البشري» لا تقود إلى تعزيز عملية إنقاص الوزن، أو إلى تحسين الأحاسيس المرتبطة به.

كما تشير بعض التقارير إلى تأثيرات هذه الحمية المضادة، السيئة - على الأقل بسبب حقن «الغونادوتروبين المشيمي البشري» – ومنها تشكيل خثرات الدم، والصداع، والانزعاج، والكآبة، والدوخة.

وأخيرا فإن هذه الحمية لا تؤدي إلى إحداث أي تأثير يخص الحد من العادات التي تؤدي إلى زيادة الوزن. كما لا توجد أي دلائل على أنها تقود إلى إنقاص الوزن بشكل دائم.

* طبيبة، رئيسة تحرير رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».