أصبت بجلطة الأوردة العميقة في الطائرة.. هل يمكنني السفر مجددا؟

نصائح طبية للمسافرين في رحلات الطيران

TT

س : السنة الماضية، تعرضت إلى جلطة في الأوردة العميقة، إضافة إلى الانسداد الوعائي الرئوي، يبدو أنهما نتجا عن الطيران عبر أجواء الولايات المتحدة من دون التحرك من مقعد الطائرة، أو التمشي في قمرتها. وقد كان وضعي جيدا بعد تناول أدوية مضادة للتخثر، إلا أنني لا أتناول أيا منها حاليا. وسؤالي هو: هل يعتبر الطيران بالنسبة إلي آمنا؟ وإن كان الأمر كذلك، فما هي الاحتياطات التي توصيني بالالتفات إليها؟

ج : نعم، بمقدورك الطيران مرة أخرى، إن اتخذت بعض الاحتياطات. ولكن، وقبل أن أصفها لك أود أن أثير مسألة مهمة حول صحتك وعافيتك عموما.

إن حقيقة أنك أصبت بجلطة الأوردة العميقة deep-vein thrombosis (DVT)، وبالانسداد الوعائي الرئوي pulmonary embolism (PE) تشير إلى أن الدم لديك يملك خصائص التخثر في ظروف الإجهاد عليه، مثل تلك التي تحدث عند الجلوس ساعات طويلة في مقعد الطائرة.

* احتمالات خطيرة

* حادثة حصول واحدة من الخثرات أو الجلطات الدموية، أو حالة الانسداد الوعائي الرئوي بسبب خثرة دموية، يعني أنك تقع ضمن نطاق خطر كبير للتعرض إلى واحدة أخرى مثلها حتى وإن كنت تتجنب الأسفار.

ولذلك، ومن دون استخدام الأدوية المضادة للتخثر لحمايتك من الخثرات الدموية، فإن نسبة احتمالات حدوث جلطة الأوردة العميقة أو الانسداد الوعائي الرئوي لديك تتراوح بين 30 و50 في المائة خلال السنوات العشر المقبلة.

ولذا، ينصح الكثير من الأطباء، وأنا واحد منهم، بتناول مضادات التخثر مثل «وارفارين» على مدى الحياة.

* نصائح طبية

* يؤدي الجلوس فترات طويلة، والجفاف، إلى خلق ظروف داخل الأوردة تشجع على تشكل الخثرات الدموية. ويشيع حدوث هذين الأمرين بين ركاب الطائرات. كما يشيع لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون مغادرة فراشهم، والذين خضعوا إلى تجبير ساقهم، أو المصابين بأي إعاقة حركية أخرى.

وإليك أربعة جوانب يمكن لك أو أي شخص آخر يتوجه إلى ركوب طائرة في رحلة طويلة، الاهتمام بها لتقليل احتمالات حدوث جلطة الأوردة العميقة أو الانسداد الوعائي الرئوي:

* تجنب الجفاف: تناول كميات من المياه أثناء الطيران بحيث يتوجب عليك القيام عدة مرات لقضاء حاجتك. كما أن تناول الماء سيفيدك في تنفيذ النصيحة الثالثة.

* تجنب تناول الكحول: لأنه يؤدي إلى زيادة الجفاف، إضافة إلى أنه يزيد النعاس، الأمر الذي يقلل الحركة.

* حرك عضلاتك: قف ومدد يديك ورجليك مرة كل ساعة على الأقل. تمشى على طول ممشى قمرة الطائرة ذهابا وإيابا. وعند الوقوف أو الجلوس نفذ تمارين بسيطة مثل تعديل وضع ركبتك ومدها كي تصبح مستقيمة، ومد الرجل، وحرك أصابع القدم نحو الأعلى، ثم إلى الأسفل. خذ لنفسك حيزا أكبر للتحرك قرب مقعدك.

* فكر في ارتداء جوارب ضاغطة: الجوارب الطويلة المرنة تساعد على الحفاظ على تدفق الدم، بواسطة ضغطها الرقيق على الساقين، وإرجاعها الدم إلى القلب. وهو ما يمنع من تراكم السوائل على الكاحلين، وهو التراكم الذي يحدث أثناء رحلات الطيران الطويلة.

* بروفسور في الطب بكلية هارفارد للطب..

ـ رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»