التدخين السلبي والصحة النفسية

TT

من المعروف أن المدخنين يعانون من معدلات مرتفعة من الاكتئاب وغيرها من المشكلات المرتبطة بالصحة النفسية، وتشير دراسة حالية إلى أن المعرضين للتدخين السلبي على خطر كبير وأنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض عقلية.

وقامت الدراسة بتحليل بيانات مسح صحي اسكتلندي لعامي 1998 و2003، وهو عبارة عن نظرة دورية على عينة تمثل مختلف المناطق لنحو 5560 من البالغين من غير المدخنين، و2595 مدخنا. واستخدم الباحثون استطلاع رأي من 12 بندا لتقييم الصحة النفسية، ومن بينها مشكلات النوم وأعراض الاكتئاب والقلق. واستخدمت معدلات لعابية من مادة «كوتينين»، وهي مشتق ثانوي من مادة النيكوتين، لتقييم مقدار التعرض للتدخين السلبي.

وتزيد احتمالية معاناة غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي من أعراض اضطراب نفسي بمقدار مرة ونصف المرة عن غير المدخنين من غير المعرضين للتدخين السلبي، وتزداد المخاطر كلما زاد مقدار تعرضهم للتدخين السلبي، حسب ما توصلت إليه الدراسة.

وعلى الرغم من أن التطبيب النفسي داخل المستشفيات نادر في المجمل، فإن احتمالية ذهاب غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي إلى مستشفى نفسي تزيد بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبا، حسب ما ذكرته الدراسة التي نشرت على الإنترنت في 7 يونيو (حزيران) الحالي في دورية «Archives of General Psychiatry».

وعلى الرغم من أن الربط بين التدخين والمشكلات الصحية النفسية معروف منذ وقت طويل، لم يكن الباحثون قادرين على البت فيما إذا كان الذين يعانون من مرض عقلي أكثر احتمالية لممارسة التدخين، أو هل يساعد التدخين فعليا على الإصابة بمرض عقلي؟ حسب ما يقول مارك هامر، المشارك في البحث والزميل البارز في كلية لندن الجامعية. ويضيف الدكتور هامر: «يشير هذا البحث نوعا ما إلى أن مادة النيكوتين يكون لها تأثير على الصحة النفسية، ولكننا في حاجة إلى عمل أكبر».

* خدمة «نيويورك تايمز»