بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

سجل صحي منزلي.. لكل طفل من الأخطاء الشائعة أن يتم إعطاء الطفل أدوية مختلفة عندما يشكو من أحد الأعراض المرضية، وغالبا ما يتم ذلك من دون استشارة طبيب الأطفال. ومن الأخطاء أيضا أن يتم التخلص من علب الأدوية في حين يكون الطفل لا يزال يشكو من الأعراض نفسها، فلا يمكن التعرف على الأدوية التي تم إعطاؤها له، وهو أمر في غاية الأهمية بالنسبة للطبيب المعالج. إن الاحتفاظ بالوصفات الطبية أو علب الأدوية يمكن أن يساعد في إعطاء الطبيب المعالج فكرة بسيطة عن الأدوية التي أخذها الطفل، ولم يستجب لها بالدرجة المطلوبة، كما يمكن أن يوفر معلومات قيمة لطبيب الأطفال المعالج في حالة وجود مشكلة ما مثل حالات ردود الفعل أو الحساسية.

كما أن احتفاظ الوالدين بسجل للأدوية التي تم إعطاؤها للطفل خلال مروره بأزمة صحية معينة يساعد على عدم تكرار الدواء نفسه مرة ثانية أو احتمال إعطاء جرعات كبيرة من الدواء نفسه تزيد عما قرره الطبيب.

الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة تؤكد على ضرورة أن يكون لكل طفل سجل صحي خاص به يتم الاحتفاظ به في المنزل على غرار السجل الصحي الموجود بمركز الرعاية الصحية الأولية.

ويتم تسجيل كل ما يخص الطفل من معلومات سواء الأعراض المرضية أو الأدوية الموصوفة له بشكل واضح، ومنها:

* اسم الطفل واسم ولي أمره (والديه) ورقم هاتف الاتصال بهما.

* معلومات عن وسيلة الاتصال الخاصة بطبيب الأطفال.

* معلومات عن وسيلة الاتصال بأقرب مركز لمكافحة السموم.

* تسجيل نوع أي دواء يتم إعطاؤه للطفل، مع ذكر الوقت والجرعة واليوم، وهذا يشمل جميع الأدوية سواء ما كان بوصفة طبية أو تم شراؤه من الصيدلية من دون وصفة.

* تسجيل ظهور أي علامات أو أعراض غير عادية على الطفل بعد إعطائه الدواء.

* صنف جديد من أدوية السكري ذو آلية عمل فريدة

* يسود اعتقاد بأن أسباب النوع الثاني من داء السكري، أو سكري البالغين، تنحصر فقط في خلل ونقصان إفراز هرمون الأنسولين من خلايا بيتا بالبنكرياس، وكذلك مقاومة عمل الأنسولين في العضلات وعلى مستوى خلايا الجسم.

ويصحح هذه المعلومة د.سعود السفري، استشاري الغدد الصماء والسكري رئيس أقسام الباطنة بمستشفيات القوات المسلحة بالهدا والطائف، ويشير إلى أنه مع بداية هذا العصر وفي السنوات العشر الأخيرة بدأ التفكير في آليات وأسباب أخرى ربما تكون مسؤولة عن هذا النوع من السكري. وكان اكتشاف مجموعة هرمونات ومواد أمينية تفرز من الأمعاء الدقيقة تعمل على السيطرة على ارتفاع سكر الدم بعد الوجبات سميت بالإنكرتين (Incretin)، وتفرز في الدم بعد تناول الأكل عن طريق الفم فقط، وأن مستوى هذه الهرمونات قليل لدى الناس المصابين بالنوع الثاني من السكري.

وبعد دراسات كثيرة تم إنتاج مواد طبية مشابهة لهذه الهرمونات سميت «1-GLP» لكنها لا تستمر في مستواها الطبيعي في الدم إلا لدقائق معدودة فقط نتيجة لتكسرها من قبل إنزيم معين يسمى «4-DPP».

لذلك ركزت كل الدراسات الطبية على نوعين من المواد الطبية المساعدة لرفع مستوى هذه الهرمونات في الدم لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني.

وكانت الأولى تتركز على مشابهات لمادة «1-GLP» تكون مقاومة للتكسر وتستمر في الدم لمدة 24 ساعة. أما النوع الثاني من الأبحاث فتركز على إنتاج أدوية مهبطة لإنزيم «4-DPP».

وكان النجاح في إنتاج أدوية معدلة للإنكرتين في السنوات الثلاث الأخيرة (مشابهات الإنكرتين ومثبطات الـ«4-DPP») لعلاج النوع الثاني من السكري، والتي تعتبر ذات آلية عمل فريدة ومميزة. ومن أهمها دواء «Exentide» أو «Byetta»، يعتبر من مشابهات الـ«1-Glp» والمقاوم للتكسير، ويعطى عن طريق الحقن تحت الجلد يوميا. والآن في طور صناعة النوع طويل المفعول والذي يُؤخذ مرة واحدة في الأسبوع تحت التسجيل لدى وكالة الغذاء والدواء الأميركية ويتوقع الموافقة عليه خلال 6 أشهر من الآن.

كذلك دواء «Sitagliptin» أو «Januvia» وهو من مثبطات الإنزيم «4-DPP»، ويسمح لهرمون «1-GLP» بالوصول للتركيز المناسب لدى المصابين بالنوع الثاني من داء السكري، ويؤخذ مرة واحدة يوميا عن طريق الفم، ويمكن استخدامه منفردا أو مع أدوية السكر الأخرى، وهو من أفضل هذه الأدوية ويتميز بفعالية جيدة في ضبط مستوى السكر في الدم مع مستوى أمان ممتاز.

وأثبتت الدراسات العلمية أن استخدام دواء «Sitagliptin» سوف يساعد نسبة كبيرة من مرضى السكري من النوع الثاني على الوصول للمستوى الطبيعي من السكر من دون زيادة في الوزن، بل ربما يؤدي إلى نقص الوزن وذلك من دون أن يسبب هبوط سكر الدم.

* عوامل أخرى غير الدواء.. مهمة في العلاج

* من الأخطاء التي يقع فيها كثير من المرضى اعتمادهم في علاج ما يعانون منه على الأدوية التي يصفها لهم الطبيب بشكل كامل، وعدم الاكتراث بالعوامل الأخرى التي لا تقل أهمية عن الأدوية في تحقيق العلاج المطلوب.

ومن الحالات التي تحتاج في علاجها مراعاة أمور أخرى كثيرة إلى جانب أخذ العلاج، التهاب المفاصل، الذي يكون في معظم الحالات مزمنا ومؤلما، وتختلف أعراضه وآلامه من وقت لآخر بسبب عوامل أخرى سوى العلاج. من أهم تلك العوامل ما يلي:

* الصحة الجسدية والعاطفية، فأي خلل في الصحة العامة وأي مشكلات عاطفية سوف تلعب دورا كبيرا في تحديد شدة الألم لالتهاب المفاصل، مثلا.

* تشير نتائج دراسات كثيرة متفرقة إلى أن شعور الشخص بالألم يمكن أن يكون أسوأ، تحت تأثير عوامل أخرى على الرغم من تناوله العلاج، مثل تدهور الوضع الصحي العام للشخص، وتفاقم المرض، والإجهاد المفرط، وبذل نشاط بدني كبير جدا، والتعب المستمر، والقلق والاكتئاب.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة