بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* نمط الحياة واضطرابات الجهاز الهضمي

* أخطاء كثيرة في نمط الحياة يرتكبها البعض في حياتهم اليومية دون اكتراث بما قد يترتب عليها من مضاعفات صحية في المستقبل. فزيادة الوزن، والتدخين، وتناول وجبات غذائية كبيرة دسمة عالية الدهن، ومشروبات غازية خاصة قبل النوم مباشرة، إضافة إلى حياة السكون والخمول، كلها عوامل أساسية في الإصابة بالعديد من أمراض العصر.

من أكثر هذه الأمراض انتشارا اضطرابات الجهاز الهضمي، وخاصة ما يسمى «الارتجاع المَعِدي المريئي GERD»، والذي يعاني من أعراضه أكثر من نصف الشعب الأميركي مثلا وفقا لاستبيان أجري بهذا الشأن.

وفي هذه الحالة تحدث عملية مرور محتويات المعدة في عكس اتجاهها الطبيعي أي من المعدة إلى المريء، مما قد يؤدي إلى الإحساس بطعم كريه في الفم والشعور بحرقة في الصدر أو الحلق، تسمى حرقة المعدة heartburn.

«مركز تبادل المعلومات الوطني لأمراض الجهاز الهضمي بالولايات المتحدة» يقترح ضرورة عمل مجموعة من التغييرات في نمط الحياة في سبيل التغلب على أعراض الارتجاع المريئي، نذكر منها:

* الإقلاع عن التدخين.

* عدم تناول أي شيء من المشروبات أو المأكولات التي عرف عنها سابقا أنها تثير أعراض الارتجاع المريئي.

* التخلص من الوزن الزائد الذي تم اكتسابه مؤخرا.

* التعود على تناول وجبات غذائية صغيرة عدة مرات في اليوم.

* عدم الاستلقاء بعد الأكل مباشرة ولمدة ثلاث ساعات على الأقل.

* ارتداء ملابس فضفاضة، خاصة بالنسبة للنساء، بحيث لا تضغط على منطقة المعدة.

* رفع رأس السرير بمقدار 6 - 8 بوصات (15 - 20 سم) بحيث يصبح الرأس، عند الاستلقاء، في وضع أعلى من مستوى القدمين.

* كيف تجعل «لهاية» طفلك.. آمنة؟

* من الأخطاء الشائعة أن تلجأ بعض الأمهات إلى إسكات أطفالهن الرضع بإعطائهم «اللهاية» أو المصاصة بدلا من الحليب الطبيعي والحضن الدافئ، والأكثر من ذلك أن تستمر هذه العادة لدى الأمهات إلى ما بعد السنتين والثلاث من عمر الطفل.

وتختلف الآراء حول تأثيرات اللهاية المحتملة خاصة على المدى البعيد، فالبعض يحذر من استعمالها بادعاء أنها تتسبب في حدوث تشويهات في الأسنان والفكين كما تساعد على إصابة الطفل بالعدوى البكتيرية والنزلات المعوية، في حين يؤكد الآخرون أن المص بحد ذاته، سواء مص الأصبع أو اللهاية، يعمل على تقوية عضلات الفم والفكين.

وحيث إن هذين الرأيين يفتقدان إلى الأدلة والبراهين العلمية، فإن المصاصة أو اللهاية ستظل أداة آمنة نسبيا للأطفال الرضع باعتبار الرغبة في المص لدى الرضيع هي غريزة لديه ويجب أن لا نحرمه منها، وفي نفس الوقت يجب على الأم أن تستخدم اللهاية بشكل صحيح لتجنب المشاكل المحتملة.

«الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال» تؤيد استعمال الطفل الرضيع للهاية، وتقدم مجموعة من الاقتراحات التي تضمن سلامة الطفل واللهاية، نذكر منها:

* عند شراء اللهاية، يجب التأكد من أنها مصنوعة من مادة آمنة، علما بأن اللهايات البلاستيكية الصلبة تعتبر خيارا آمنا.

* يستحسن أن تكون اللهاية قوية وكبيرة بما فيه الكفاية حتى لا يقوم الطفل بابتلاعها، بحيث يكون الجزء السفلي من اللهاية واسعا، لا يقل عن بوصة واحدة ونصف البوصة، والهدف من ذلك أن تكون أكبر من فتحة فم الرضيع حتى لا تنزلق داخل فمه.

* عدم ربط اللهاية بحبل إلى السرير أو العنق حتى لا نعرضه للخنق.

* عدم غمس اللهاية في محلول سكري.

* لا تقدم للطفل حلمة زجاجة الرضاعة بدلا من اللهاية نفسها، فإنها تنطوي على مخاطر الاختناق.

* افحص اللهاية بانتظام لمعرفة ما إذا كانت آخذة في التدهور والتمزق أو تغيير اللون. وفي هذه الحالة يتم استبدل اللهاية على الفور.

* التشنجات الحرارية..أكثر أمراض الحرارة شيوعا

* من الأخطاء الشائعة، في المجتمعات التي تشهد طقسا عالي الحرارة، استمرار البعض في أداء أعمالهم تحت أشعة الشمس المحرقة، وعدم اتخاذهم وسائل الوقاية المعروفة كالعمل في المناطق المظللة واستخدام النظارات الشمسية ووضع الكريمات (الدهانات) الواقية من أشعة الشمس، وشرب الماء بكثرة.

إن الارتفاع الشديد في حرارة الجو يصيب الإنسان بالإرهاق الحراري والتشنجات نتيجة الجفاف الشديد وفقدان كميات كبيرة من أملاح الجسم، ثم الإصابة بضربة الشمس Heatstroke، وذلك عندما يفشل الجسم في ضبط درجة حرارته ويعجز عن تبريد نفسه، والأخيرة حالة تؤدي إلى إعاقة مستديمة أو الوفاة في بعض الحالات.

التشنجات الحرارية هي تقلصات تحدث في العضلات وتسبب آلاما في المعدة والذراعين والساقين بسبب فقدان الجسم الكثير من السوائل والملح عقب القيام بعمل شاق متواصل ومجهود عضلي في الحر الشديد. وإذا ما استمر هذا الوضع فتتطور الحالة إلى الإرهاق الحراري حيث يبدو المصاب شاحب اللون، وفي حالة عدم تركيز.

فكيف نحمي أنفسنا من أخطار درجات الحرارة المرتفعة التي تسود حاليا منطقة الخليج بشكل خاص؟

يجب أن نقي أنفسنا أولا من الإصابة بالتشنجات الحرارية كأول عارض مرضي من أمراض الحرارة، وذلك بعمل الآتي:

* إيقاف أي نشاط بدني فورا عند الشعور بالتشنجات الحرارية.

* الانتقال إلى مكان ظليل فورا مع الراحة التامة.

* شرب ماء بارد، أو مشروب يحتوي على أملاح متعادلة ويكون منخفض المحتوى من السكريات.

* تمديد العضلات المصابة بالتشنج والقيام بتدليكها بعناية فائقة لتخفيف ألم التقلصات.

* إذا كانت التشنجات الحرارية شديدة، فيجب تقديم العلاج باعتبارها حالة «إجهاد حراري»، تحتاج إلى الانتقال لأحد أقسام الطوارئ بالمستشفيات.

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة