إرشادات غذائية أميركية.. تقر النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط

الإكثار من العناصر النباتية والإقلال من السكريات والدهون والملح

TT

قابل مدونون على الإنترنت تقرير اللجنة الاستشارية بعنوان «الإرشادات الغذائية للأميركيين لعام 2010» الصادر منتصف شهر يونيو (حزيران) الماضي بلا مبالاة وسخرية، وأبدى كثيرون عدم انبهارهم بالتقرير الذي دعا الأميركيين إلى التحول نحو نظام غذائي أكثر كثافة من حيث العناصر الغذائية وأكثر اعتمادا على العناصر النباتية، والتقليص من السكريات والدهون والصوديوم.

إلا أنني لم أشاهد أي شخص يشير إلى أي تغيير مهم في الوثيقة، التي ينص القانون على تحديثها كل خمس سنوات. فالملاحظ أنه في الوقت الذي ركز تقرير «الإرشادات الغذائية للأميركيين لعام 2005» على عناصر غذائية بعينها، محددا الكمية التي ينبغي على كل فرد استهلاكها يوميا، تحثنا الإرشادات الجديدة على توجيه مزيد من الاهتمام بـ«مجمل» نظامنا الغذائي.

* توجه «متوسطي»

* في الوقت الذي أشارت فيه «الإرشادات الغذائية للأميركيين لعام 2005» إلى «المرشد الغذائي الصادر عن وزارة الزراعة الأميركية» و«خطة الغذاء الملحقة بتقرير التوجهات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم المفرط» باعتبارها أمثلة على أنظمة غذائية متوازنة، فإن الإرشادات الجديدة تتخلى عن مثال المرشد الغذائي الصادر عن وزارة الزراعة إلى جانب خطة الغذاء الملحقة بتقرير «المنطلقات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم» DASH Dietary Approaches to Stop Hypertension، واستبدلت بها توجها «متوسطيا» - نسبة إلى البحر الأبيض المتوسط - باعتباره النموذج الأمثل.

ويعد هذا التحول إيجابيا من وجهة نظر أعضاء منظمة «أولدويز» Oldways، وهي منظمة مقرها في مدينة بوسطن وتعمد منذ مطلع تسعينات القرن الماضي إلى ترويج النظام الغذائي المميز لمنطقة حوض البحر المتوسط باعتباره اختيارا صحيا.

من جهتها، صرحت سينثيا هاريمان، مديرة شؤون استراتيجيات الغذاء والعناصر الغذائية في «أولدويز» بأن المنظمة «ركزت اهتمامها دوما على (الإرشادات الغذائية للأميركيين) وحاولت دفعها نحو التوجه الصحيح».

وأضافت هاريمان أننا «نشعر بسعادة حقيقية» لأن «التوجهات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم» والأنظمة الغذائية المتوسطية تحتل مكانة بارزة للغاية في «الإرشادات الغذائية للأميركيين». وأضافت أنه «جرى توثيقها بصورة كاملة وواضحة لفوائدها الصحية التي تجعلها في مكانة أرفع من جميع الأنظمة الأخرى»، كنموذج للعادات الصحية لتناول الطعام.

* عناصر غذائية

* وأعربت هاريمان كذلك عن سعادتها لتركيز الإرشادات على «متع المائدة» ودعوتها لبذل مزيد من الجهود المنظمة التي لا تشمل أفرادا فحسب، وإنما أيضا الحكومة وقطاع صناعة الغذاء والمطاعم والمنشآت الأخرى، في خضم السعي لخلق بيئة صحية لتناول الطعام أمام الجميع.

من بين العناصر المثيرة الأخرى في «الإرشادات الغذائية للأميركيين» أن الوثيقة توصي الأميركيين بتقليص معدلات استهلاكهم للصوديوم تدريجيا عن المستوى المقبول حاليا البالغ 2300 مليغرام يوميا إلى 1500 مليغرام يوميا.

وتشير الإرشادات إلى أن المكملات المعدنية والمحتوية على الكثير من الفيتامينات لا توفر فوائد صحية للأميركيين الأصحاء، موضحة أن المكملات المعدنية والمحتوية على فيتامينات يمكنها أن تفيد شرائح معينة من المجتمع تعاني نقصا في عناصر غذائية معينة، مثل الكالسيوم أو فيتامين «دي» لتقليص مخاطرة هشاشة العظام أو مكملات الحديد لمن تعاني أجسادهم نقص الحديد. إلا أنه في بعض الحالات، ارتبطت مكملات الفيتامينات والمواد المعدنية بأضرار سلبية واتضحت ضرورة تناولها بحذر.

وسوف يتسلم المسؤولون أي تعليقات من الأفراد أو المؤسسات بخصوص الإرشادات المقترحة حتى 15 يوليو (تموز) لتقديم تعليقات كتابية، وأيضا خلال اجتماع عام سيعقد في العاصمة واشنطن في 8 يوليو للراغبين في تقديم تعليقاتهم بصورة شخصية. وستتلقى وزارتا الزراعة والصحة والخدمات الإنسانية التعليقات، وستأخذها في الاعتبار، مع وضعها تقريرا استشاريا لضمه إلى «الإرشادات الغذائية للأميركيين 2010». ومن المقرر صدور النسخة النهائية في نهاية هذا العام.