هل هناك عناصر غذائية في منتجات «فيتامين ووتر»؟

يحتوي على سعرات حرارية كثيرة ويعتبر من إحدى حيل التسويق

TT

كان منتج «فيتامين ووتر» (Vitaminwater) معروضا للبيع في متجر البقالة القريب مني الأسبوع الحالي. وكانت عشر زجاجات تحتوي كل منها على 20 أونصة (28 مليلترا تقريبا) من هذا المشروب تباع مقابل عشرة دولارات، وهو الأمر الذي جعلني أتساءل ما إذا كان الفرد يحتاج إلى هذا الكم من هذه المادة.

وباعت الشركة الرئيسية في سوق «المياه المعززة بالفيتامينات»، وهي شركة «غلاسيو» التي تنتج «فيتامين ووتر» و«سمارت ووتر» و«فيتامين ووتر زيرو»، 142 مليون صندوق في الولايات المتحدة عام 2009، وفقا لما ذكره جون سيشر، رئيس تحرير وناشر مجلة «بيفيريدج دايجست»، التي ترصد مبيعات المشروبات بعدد العبوات، وليس بالدولارات المحققة.

* ماء الفيتامين

* وقد احتل «فيتامين ووتر»، الذي تم إنتاجه عام 1996 وتمتلكه شركة «كوكا كولا»، مكانة قوية في عالم المشروبات المعبأة. ويرجع جزء من جاذبية هذا المنتج إلى شكل عبوته، والأسماء الجذابة له، مثل «ريفايف» (ينعش)، و«فوكاس» (تركيز)، و«كونيكت» (تواصل).

ويعد مذاق «فيتامين ووتر» جيدا، إذا كنت تحب نكهة الفواكه من دون فاكهة، فلا يحتوي المشروب تقريبا على أي فواكه حقيقية، حتى في مشروب «فروت بانش»، والشيء الضئيل الموجود لا يقدم، بصورة رئيسية، سوى اللون.

لكن ما يميز «فيتامين ووتر» هو الفيتامينات المضافة والأملاح المعدنية (بما في ذلك المشروبات المنافسة له مثل «سو بي لايف ووتر» و«بروبل»).

هل تحقق هذه المشروبات النجاح؟ قالت نانسي رودريغيز، أستاذة التغذية بجامعة كونيكتيكت، إن شرب المياه المعبأة يمكنه مساعدتك على رصد كمية المياه التي تشربها.

ويحتاج جسمك إلى مليلتر واحد من المياه لكل سعر حراري تستهلكه، لذا فإن نظام الحمية الغذائية اليومي الذي يحتوي على 1800 إلى 2000 سعرة حرارية يتطلب نحو 1.8 لتر إلى لترين من المياه. ويقترب ذلك إلى المعدل الموصى به، وهو ستة إلى ثمانية أكواب من المياه.

* حيلة تسويقية

* بيد أن مياه الصنبور جيدة أيضا، ما لم تكن بالطبع تعيش في العاصمة واشنطن، حيث من الممكن وجود الرصاص في مياه بعض السكان المحليين (الأفراد الذين يشعرون بالقلق بشأن هذا الأمر يمكنهم إخضاع المياه لديهم للاختبارات من جانب إدارة المياه في واشنطن).

أما عن الأملاح المعدنية فقالت نانسي إن الأفراد الذين يقومون بتمرينات رياضية فقط يحتاجون إليها، ويعد ذلك ضروريا فقط إذا كان هؤلاء الأفراد يعملون بقوة ونشاط لأكثر من ساعة. وأضافت: «يعد (فيتامين ووتر) إحدى حيل التسويق».

وتم دعوة بعض الأفراد من الشركة المنتجة لـ«فيتامين ووتر» للتعليق، لكنهم لم يستجيبوا حتى وقت نشر هذا المقال.

وتحظى مياه الصنبور بالمزايا المضافة، حيث إنها تقريبا خالية من السعرات الحرارية. وقد انتقد الناقدون «فيتامين ووتر» لاحتوائه على الكثير من السعرات الحرارية. ففي حين أن كوبا حجمه ثماني أونصات يحتوي على 50 سعرة حرارية فقط، فإن الزجاجة الواحدة تحتوي على 2.5 كوب من تلك الأكواب، لذا تستطيع بسهولة الحصول على 125 سعرة حرارية دفعة واحدة، وهو ما يقل بنحو 15 سعرة حرارية فقط عن علبة من الكوكا كولا.

لكن، شأنها شأن الكثير من المنتجات الأخرى، تكتسب الأنواع التي لا تحتوي على أي سعرات حرارية أو الأنواع منخفضة السعرات الحرارية، مزيدا من الشعبية. وقال سيشر: «في حين أن مبيعات (فيتامين ووتر) العادية انخفضت بواقع 28 في المائة العام الماضي، فإن مبيعات الأنواع الأخرى التي لا تحتوي على أي سعرات حرارية ولا أي نكهات، مثل (سمارت ووتر)، ارتفعت بواقع 33 في المائة».

* فيتامينات مضافة * وأضاف أن النوع الذي يحتوي على عشر سعرات حرارية من «فيتامين ووتر»، التي تحتوي على نكهة، والتي تم طرحها العام الماضي، حقق مبيعات جيدة. وقد استبدل بهذا النوع العام الحالي نوع خالٍ من السعرات الحرارية، وهو على ما يبدو بدأ بداية جيدة.

وقالت لونا ساندون، إخصائية التغذية والمتحدثة باسم الجمعية الأميركية للتغذية، إن المياه المحسنة تعتبر في الأساس «فيتامينات سائلة، مع مقدار ضئيل من السكّر».

يركز «فيتامين ووتر» على فيتامينات «بي» (B) و«سي» (C)، التي تعد قابلة للذوبان في الماء ولا يتم تخزينها في جسم الإنسان، وهو ما يعني أنك تحتاج إلى تناولها كل يوم. وأضافت ساندون: «بمجرد تجاوز الكمية التي تحتاجها، فإنك تتبولها. إنك تتبول هذه الأموال».

وتعد الفيتامينات المتعددة خيارا أفضل عندما تحاول إضافة أي شيء إلى النظام الغذائي الذي تتبعه، لأن «فيتامين ووتر» لا يوفر إضافة تامة للعناصر الغذائية التي توفرها بعض أنواع الفيتامينات.

وتشير ساندون إلى أن الأمر الأفضل من ذلك هو أن الغذاء ينبغي أن يكون مصدر الفيتامينات والأملاح المعدنية. وتستطرد: «الحقيقية هي أن الأبحاث حول الفيتامينات المضافة لا تثبت أن الأفراد الذين يتناولونها يتمتعون بصحة أفضل من غيرهم». وفي الحقيقة، تقول الخطوط العامة للتغذية المقترحة للأميركيين لعام 2010 إن معظم الناس لا يحتاجون إلى المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامينات.

وأضافت ساندون: «لا أحب أن يختار الفرد استخدام (فيتامين ووتر) بدلا من تناول الفواكه والخضراوات»، ففي حين أن المياه المحسنة ليس من المحتمل أن تتسبب في أضرار، فإنها لا تستطيع أيضا توفير العناصر الغذائية المعقدة وعالية الجودة التي تقدمها الفواكه والخضراوات.

وقالت ساندون: «تحتوي الفواكه والخضراوات على عناصر غذائية نباتية وألياف تتّحد معا بطرق لا يفهمها العلماء حتى الآن.. وإنك لا تحصل على نفس الفائدة من المياه المعبأة» <

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»