استشارات

د. حسن صندقجي

TT

الشاي وحصاة الكلى

* لدي معلومات متناقضة حول شرب الشاي وحصاة الكلى، ما العلاقة بينهما؟

السائل: وليد - الرياض.

- هذا ملخص سؤالك. وصحيح القول أن هناك معلومات طبية تبدو في ظاهرها متناقضة حول علاقة شرب الشاي بالتسبب في حصاة الكلى، واستخدام شرب الشاي في الوقاية من الإصابة بحصاة الكلى.

وبداية، فإن أفضل وسائل الوقاية من الإصابة بحصاة الكلى ومن تكرار الإصابة بها، هو الحرص على شرب كميات كافية من الماء. والإشكالية في الشاي وحصاة الكلى، مصدرها هو في احتواء الشاي على مادة تسمى «أوكساليت». ولأن أكثر من 80% من أنواع حصاة الكلى، تتكون من كالسيوم الأوكساليت، فإن إحدى الاستراتيجيات المقترحة للوقاية من الإصابة بحصاة الكلى أو للوقاية من تكرار الإصابة بها، هو تقليل تناول مادة أوكساليت.

ولكن بالمراجعة العلمية، لا يبدو أن تقليل تناول مادة أوكساليت يُفيد كل الناس في الوقاية من نشوء حصاة الكلى أو تكرار الإصابة بها، كما لا يبدو أن الإكثار من تناول هذه المادة سبب مباشر لدى كل الناس في الإصابة بحصاة الكلى.

والأمر الذي يبدو صحيحا أن تقليل تناول هذه المادة، كوسيلة وقاية، مفيد للذين أصيبوا بحصاة الكلى ولديهم في الوقت نفسه ارتفاع في إخراج مادة أوكساليت مع البول. أي بعبارة أخرى، الأشخاص الذين من المحتمل جدا أن يكون ارتفاع نسبة مادة أوكساليت في البول هي السبب في نشوء حصاة الكلى لديهم. وهناك تحليل للبول من الممكن جدا إجراؤه للمصاب بحصاة الكلى، للتأكد من هذا الأمر. ولهؤلاء قد يكون تقليل شرب الشاي، أي ليس أكثر من كوبين في اليوم، أمرا مفيدا لجهة حصاة الكلى. كما أن عدم إعداد شاي «ثقيل» كما يُقال باللهجة العامية، يُقلل من كمية أوكساليت في الشاي، لأن غلي أوراق الشاي الأسود لمدة طويلة يرفع من وجود هذه المادة في مشروب الشاي. كما أن من المفيد تذكّر أن الشاي الأخضر يحتوي على كمية أقل من مادة أوكساليت، مقارنة بالشاي الأسود.

وفي مقابل هذه الناحية، هناك دراسات طبية توصلت في نتائجها إلى أن تناول الشاي الأسود يقلل من احتمالات الإصابة في الأصل بحصاة الكلى. وقد يكون السبب في ذلك نتيجة لتناول هؤلاء الناس كمية من الماء، مما يسهل منع تكون حصاة الكلى، وربما يحتوي الشاي على مواد كيميائية تمنع تكون الحصاة في المجاري البولية. ولكن لا تزال هذه الدراسات تحتاج إلى مزيد من التأكيد.

وعموما، يظل الاحتياط أفضل، أي الحرص على تناول كميات كافية من الماء يوميا، وألا يزيد المصاب بحصاة الكلى تناوله لمشروب الشاي الأسود على مقدار كوبين، أو يتناول مشروب الشاي الأخضر كبديل لمشروب الشاي الأسود.

التبرع بالكلى

* والدي مصاب بفشل كلوي، وعمي يبلغ من العمر نحو ستين عاما، ويريد أن يتبرع له بإحدى كليتيه. ونحن نقول له إنك كبير بالسن ومن غير المناسب أن تتبرع بكليتك. هل ما نقوله صحيح؟ وما التأثيرات المستقبلية للتبرع بالكلية؟

عبد الرحمن - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة في رسالتك. وبالنسبة إلى عمر المتبرع، لا يوجد حد زمني قاطع لعمر المتبرع بأي من الأعضاء، بمعنى أن تجاوز المرء لعمر ستين سنة لا يجعله شخصا غير مناسب لوهب كليته لأخيه أو أحد أقاربه أو غيرهم. وهناك حالات للتبرع بأحد الأعضاء من أشخاص تجازوا السبعين والثمانين، وتم توثيقها علميا.

والمهم في تقرير مدى مناسبة الشخص للتبرع بالكلى أو غيرها، سواء في حياة المرء أو بعد وفاته، هو تقييم الأطباء للحالة الصحية للمتبرع المقترح، وليس لمقدار عمره، إضافة إلى عناصر أخرى تتعلق بالتوافق والمطابقة في ما بين المتبرع والمتلقي. وهذه العناصر هي ضمن قائمة التقييم الطبي للتبرع، التي يجريها الأطباء بشكل روتيني لأي متبرع. ولذا، ليس للإنسان أن يصنف نفسه أو غيره كغير مناسب للتبرع، بل إن الأطباء هم من يقومون بذلك إذا وُجدت الرغبة لدى الشخص في التبرع حال حياته أو بعد وفاته.

أما بالنسبة إلى التأثيرات الصحية المستقبلية لتبرع إنسان ما بكليته، فإن المصادر الطبية تشير إلى أنه في حال إجراء التقييم الطبي بدقة للشخص المتبرع قبل إجراء عملية التبرع بالكلى، فإن الآثار الصحية المستقبلية السلبية ضئيلة. وينبغي تذكر أن التبرع بالكلية يتضمن الخضوع لعملية جراحية تصنف طبيا بأنها «كبرى»، وأن الشخص بعد استئصال الكلية منه، يبقى للنقاهة بضعة أيام في المستشفى. ويحتاج خلال هذه الفترة إلى عناية طبية لمنع حصول أي التهابات أو مضاعفات تتعلق بالعملية الجراحية نفسها.

وبعد إزالة كلية واحدة، تبدأ الكلية الأخرى بالقيام بالعمل اللازم لتنقية الجسم من المواد الضارة وإنتاج البول، وإنتاج الهرمونات والمواد الكيميائية التي تنتجها عادة الكلى لجسم الإنسان. كما تشير المصادر الطبية، التي تابعت مستقبل المتبرعين بالكلية، إلى أن معدل العمر ونوعية الحياة والحالة الصحية واحتمالات الإصابة بفشل الكلية، لا تختلف لدى الشخص المتبرع بالكلية عن أي إنسان آخر لم يتبرع بكليته. ويحتاج الشخص المتبرع أن يهتم بصحته، أسوة ببقية الناس، وأن يهتم بالمراجعات الطبية للتأكد من سلامة عمل الكلية وبقية أعضاء جسمه.

لقاح التيتانوس وأهميته

* هل هناك ضرورة من أخذ حقنة لقاح التيتانوس، وهل من آثار جانبية لها؟

هادي أحمد - فرنسا.

- هذا ملخص السؤال في رسالتك التي تحدثت فيها عن أنواع اللقاحات ومدى ضرورة تلقيها. والسبب وراء حديثك كما ورد في رسالتك، هو عدم سماعك بأحد قد أصيب بمرض التيتانوس (الكزاز).

وبداية، من الخير أنك لم تسمع عن أحد تعرفه قد أصيب بهذا المرض، ولكن لا تزال الإحصاءات الطبية العالمية تؤكد وجود مشكلة حقيقية منتشرة في مناطق واسعة من العالم بسبب هذا المرض. ذلك أنها تذكر أن نحو مليون إنسان يصابون بهذا المرض سنويا، يتوفى منهم ما بين 300 إلى 500 ألف شخص كل عام.

وتوجد البكتيريا المتسببة في هذا المرض في التربة وفي روث الحيوانات، وتدخل إلى الجسم من خلال جروح الجلد، سواء كانت جروحا عميقة أو تسلخات سطحية. وحينما تدخل بكتيريا هذا المرض إلى الجسم، تبدأ بإنتاج سموم تتسبب في أعراض ناجمة عن تأثيرات هذه السموم على الجهاز العضلي العصبي.

إن هذا المرض نادر فعلا في الدول المتقدمة والدول التي تحرص على توفير اللقاح والعلاجات الأخرى الخاصة بهذا المرض، إلا أنه ليس نادرا في مناطق واسعة من العالم.

هذا أمر، والأمر الآخر أن حقنة التيتانوس التي من الواضح أنك قصدتها في رسالتك هي لقاح التيتانوس، أو ما يعرف بمرض «الكزاز». وهذا اللقاح يُعطى ضمن سلسلة برنامج تلقيح الأطفال، كما تعطى منه جرعات منشطة، يستمر مفعولها نحو عشرة أعوام لدى البالغين. ولا يحتوي هذا اللقاح على البكتيريا الخاصة بمرض التيتانوس، بل يحتوي على كمية ضئيلة من سموم هذه البكتيريا. ولذا، لا يتسبب تلقي هذا اللقاح في الإصابة بالمرض أو انتقال البكتيريا إلى جسم الإنسان. وفي حالات نادرة قد يتسبب تلقي اللقاح في تفاعلات موضعية في مكان إعطاء الإبرة، كالحساسية والاحمرار والتورم البسيط.

وهناك نوع آخر من حقنة التيتانوس، التي تحتوي على أجسام مضادة تعمل على تعطيل مفعول السموم التي تفرزها هذه البكتيريا المتسببة في المرض. وهذا النوع من الحقنة يعطى للشخص الذي تعرض لجروح تلوثت بالتربة أو بروث الحيوانات، وحينما يكون من غير المؤكد أن لدى هذا الشخص مناعة نتيجة لتلقي اللقاح المتقدم الذكر أعلاه، أي في الأوضاع التي يغلب الظن لدى الطبيب أن الشخص قد التقط هذه البكتيريا وأنه لا يملك المناعة اللازمة. وفي هذه الحالات تعطى حقنة الأجسام المضادة للسموم.