محطات صحية

د. عبير مبارك

TT

* ألم الذبحة الصدرية

* الذبحة الصدرية (Angina) هي ألم أو عدم راحة في منطقة الصدر، وتحدث حينما لا تتلقى عضلة القلب الكمية اللازمة لها من الدم. وليس الألم هو العلامة الوحيدة على وجود الذبحة الصدرية لدى شخص ما، بل الشعور بـ«عدم الراحة» في الصدر، أو الشعور بشيء «ضاغط» على الصدر، أو الشعور بشيء ما «يعصر» الصدر، كلها علامات أخرى لوجود الذبحة الصدرية. كما أن الصدر ليس المنطقة الوحيدة التي يظهر فيها ألم الذبحة الصدرية، بل الألم في ما بين الكتفين في الظهر، والألم في منطقة العضدين، وخصوصا العضد اليسرى، والألم في الفك السفلي، والآلام في منطقة أعلى البطن، كلها من المحتمل أن تكون ناجمة عن الذبحة الصدرية، وقد تدل على وجود نقص في تزويد عضلة القلب بالدم.

وبالعموم، تشير مصادر طب القلب إلى أن أي ألم في ما بين الفك السفلي والسرة قد يكون بسبب قصور تروية عضلة القلب بالدم، أي نتيجة للذبحة الصدرية. ومن أهم الأوقات التي تظهر فيها مشكلة الذبحة الصدرية هي عند بذل المجهود البدني وارتفاع حاجة عضلة القلب للتزويد بالدم والأكسجين الموجود فيه.

وعليه فإن الذبحة الصدرية هي أحد أعراض وجود مشكلة في تدفق الدم عبر الشرايين القلبية التاجية (coronary artery)، التي مهمتها بالأساس تزويد عضلة القلب بالدم. وتسمى هذه المشكلة أمراض الشرايين التاجية للقلب (coronary artery disease (CAD. ولكن علينا تذكر أن آلام الصدر، أو أنواع الآلام المتقدمة الذكر، ليست بالضرورة ناجمة عن مشكلة في شرايين القلب، بل قد تكون بسبب مشكلات في أعضاء أخرى في الصدر أو لها علاقة به، مثل المريء أو المعدة أو عضلات وعظام ومفاصل القفص الصدري. ومن هنا أهمية إجراء الفحوصات لمن يشكون من آلام في الصدر.

وهناك ثلاث أنواع من الذبحة الصدرية، وهي:

* النوع الأول: «الذبحة الصدرية المستقرة» (stable angina)، أي النوع الذي يحصل في ألم الذبحة الصدرية بشكل ثابت كلما بذل الإنسان مقدارا محددا من المجهود البدني.

* النوع الثاني: «الذبحة الصدرية غير المستقرة» (Unstable angina)، أي التي يظهر الألم فيها دونما علاقة ثابتة ببذل مقدار معين من المجهود البدني، وقد يأتي الألم مع الراحة والسكون البدني. وهذا النوع هو الأكثر خطورة والأكثر دلالة على احتمالات تطور الذبحة الصدرية إلى نوبة الجلطة القلبية.

* النوع الثالث: «الذبحة الصدرية المتغيرة» (variant angina)، أي التي لا تنجم عن وجود ترسبات للكولسترول والدهون في جدران الشرايين التاجية، بل تنجم عن انقباض مفاجئ في العضلات التي تُغلف منطقة معينة من أحد مقاطع أحد الشرايين التاجية.

* استئصال اللوزتين

* تشير نشرات الأكاديمية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة أن التهاب اللوزتين يتسبب في التضخم فيهما عادة. وبالإضافة إلى ذلك يشكو المصاب من:

* ألم في الحلق طوال الوقت، يزداد خصوصا عند محاولة بلع اللعاب أو الطعام أو الشراب.

* ارتفاع درجة حرارة الجسم، أي ظهور حمى.

* صداع.

* خشونة في الصوت عند الكلام نتيجة الانتفاخ في الحلق، وربما فقدانه.

* رائحة غير محببة لهواء نفس الزفير.

* احمرار في اللوزتين خلاف ما هو معتاد لهما.

* غشاء من مادة صفراء أو بيضاء على مناطق من سطح اللوزتين.

* انتفاخ بعض من الغدد اللمفاوية في الرقبة، مع ألم فيها يشتد عند لمسها.

وتذكر الأكاديمية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة أن هناك نوعين من الدواعي لاستئصال اللوزتين. أولهما هو الدواعي اللازمة. وهي ما تشمل:

1. انتفاخ اللوزتين بدرجة تؤدي إلى انسداد وإعاقة لجريان الهواء في الأجزاء العلوية من الجهاز التنفسي، أو صعوبة في البلع، أو اضطرابات تخل براحة النوم، أو ظهور مضاعفات رئوية قلبية نتيجة له. وهذه الصعوبة في التنفس تتسبب في الشخير واضطراب راحة النوم، التي تؤدي بالتالي إلى النعاس أثناء النهار لدى البالغين أو اضطرابات السلوك لدى الأطفال. إضافة إلى تغيرات في شكل بنية الوجه وعدم اتساق ترتيب وضعية الأسنان بصفة سليمة واحتمال التعرض لالتهابات متكررة في الأذن مع تأثر قوة السمع.

2. تكون خرّاج في الأنسجة المجاورة للوزتين، من النوع الذي لم يستجب للعلاج الدوائي أو للمحاولة الجراحية في تصريف الصديد فيه. ما لم تكن محاولة التصريف تلك قد تمت في حالة المرحلة الحادة لتكوين الخرّاج.

3. التهابات اللوزتين المتسببة في ظهور حالات تشنج الحمى.

4. وجود لوزتين تتطلبان الحصول على أنسجة منهما لتشخيص حالة يشتبه بها، أي قد تكون ورما سرطانيا مثلا.

وثانيهما هو الدواعي النسبية. وهي ما تتضمن:

1. لالتهاب المتكرر، أي ثلاث مرات أو أكثر خلال العام الواحد على الرغم من تناول المضادات الحيوية المناسبة. أي مع الالتزام بتوجيهات الطبيب من نواحي الكمية والنوعية والمدة الزمنية لتناول المضاد الحيوي.

2. استمرار المعاناة من طعم غير طبيعي وغير محبب في الفم أو في هواء التنفس نتيجة التهاب مزمن في اللوزتين، على الرغم من تناول المضادات الحيوية وفق التوجيهات الطبية.

3. التهاب مزمن أو متكرر في اللوزتين نتيجة الإصابة ببكتيريا ستريبتوكوكس، التي لم تستجب للعلاج المناسب.

4. انتفاخ إحدى اللوزتين بما قد يفترض الطبيب أنه قد يكون ورما فيها.

وترى المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى ما تقدم، أن من الواجب استئصال اللوزتين حينما تتكرر نوبات التهابهما، أو تكون النوبات قوية لدرجة تؤثر في صحة الطفل العامة أو يضطرب انتظام الطالب في الحضور للمدرسة، أو تبدأ قدرات السمع لديه بالاختلال أو حينما تنتفخ لدرجة تعيق التنفس. وتحديدا تشير إلى عدد سبع مرات من التهاب اللوزتين في عام واحد أو خمس مرات أو أكثر سنويا خلال عامين متتاليين. لكنها تؤكد على أمر مهم، وهو أن هناك اختلافات حول دواعي إجراء العملية، لذا تنصح بأخذ رأي طبيب آخر حينما يُقرر الطبيب المتابع ضرورة إجرائها.

* أسباب فتق جدار البطن

* الفتق (hernia) يحصل حينما يبرز جزء من الأعضاء الداخلية الموجودة في داخل تجويف البطن، وذلك البروز من خلال أجزاء ضعيفة في جدار البطن. وثمة أنواع عدة من الفتق، يذكرها الباحثون من مايو كلينك. وهي:

* الفتق الإربي (Inguinal hernia). وهو الأكثر شيوعا، ويظهر في منطقة الإرب التي تقع بين أسفل البطن وأعلى الفخذ.

* الفتق السري (Umbilical hernia)، الذي يظهر في حلقة السرة أو المنطقة المحيطة بها.

* فتق منطقة شق جدار البطن في عملية جراحية سابقة (Incisional hernia)، وذلك من خلال الندبة التي تكونت في منطقة الشق الجراحي.

* فتق الحجاب الحاجز (Hiatal hernia)، أي الطبقة العضلية التي تفصل ما بين تجويف البطن وتجويف الصدر، وخصوصا في المنطقة التي يخترقها المريء ويلتحم فيها بأعلى المعدة.

وما لم تتم معالجة الفتق، التي تكون غالبا بالوسيلة الجراحية، يظل المصاب يشعر بالألم من آنٍ لآخر. وقد يتطور حجم الفتق وتبرز الأعضاء الداخلية للبطن، لدرجة يصعب علاجها جراحيا أو تتسبب بمضاعفات خطرة على سلامة تلك الأجزاء البارزة حال حشرها في منطقة الفتق الضيقة.

الباحثون في «المكتبة القومية الأميركية للطب» يعرضون قائمة بالأسباب المحتملة لنشوء الفتق. ومنها:

- الإصابة بالإمساك المزمن، ما يضطر المرء للضغط الشديد كلما أراد التبرز والتخلص من الفضلات.

- الإصابة بالسعال المزمن، وهذا له أسباب متعددة.

- وجود تضخم في البروستاتا ما يضطر الرجل إلى بذل ضغط داخل البطن لتسهيل عملية إخراج البول.

- زيادة الوزن أو السمنة، ما يرفع من الضغط داخل تجويف البطن.

- حمل الأشياء الثقيلة.

- وجود حالة «عدم نزول الخصية» إلى داخل تجويف الصفن في خارج البطن.

- تكرار الحمل.

* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض [email protected]