الحبوب المنومة.. هل تسبب الإدمان؟

لم يثبت تسببها في حالات الإدمان الكيميائي

TT

هل يمكن أن يؤدي الاستخدام الطويل الأمد للعقاقير، إلى الإضرار بصحة المرء؟ تقدم عشرات القراء بتساؤلات إلى الصحيفة حول التداعيات الطويلة الأمد للعقاقير المنومة. وفيما يلي، يجيب الدكتوران مايكل ثوربي وشيلبي فريدمان هاريس من «مركز مونتفيور الطبي لاضطرابات النوم» على هذه التساؤلات.

* ما هو رأيكم في الاستخدام القصير الأمد للعقاقير، التي يحتمل أن يعتادها الجسم؟ وما تقديركم للمخاوف حيال المعاناة من الحرمان من النوم، مقابل الاتكال على المنتجات الكيميائية، أو الإدمان؟ وما هي مخاطر الاستخدام الطويل الأمد للعقاقير المضادة للأرق؟

- في مركزنا المتخصص في اضطرابات النوم، نستخدم أنواعا كثيرة من العقاقير لعلاج الأرق، أشهرها «أمبين زولبيدم Ambien zolpidem»، «لانيستا Lunesta»، «إسكوبيكلون escopiclone»، «سوناتا Sonata»، «زيلبلون «zaleplon، ويشار إليها أحيانا باسم «عقاقير زد «Z - drugs أو العقاقير المنومة.

تؤثر جميع هذه العقاقير على جهاز في المخ، يدعى «مستقبل غابا GABA receptor»، الذي ينتشر في مختلف أرجاء المخ، ويضطلع بالكثير من الوظائف، حيث يتمثل تأثيرها الرئيسي في إخماد نشاط الجسد، مما يسهل عملية النوم. وهناك أيضا عقاقير لا تعتمد على التأثير على «مستقبل غابا»، مثل «روزيريم Rozerem»، أو «راملتون ramelteon»، الذي يقلص نشاط الجسم، عبر التأثير على مستقبل هرمون الميلاتونين.

* أسباب الأرق

* قبل الإقدام على تعاطي أي من هذه العقاقير، من المهم للغاية تفهم السبب الكامن وراء حالة الأرق، نظرا لإمكانية وجود أنماط أخرى من العلاج أكثر ملائمة. فإذا كان الاكتئاب هو السبب، مثلا، فإن تناول مضادات الاكتئاب وتغيير أسلوب الحياة، ربما يشكلان النمط الأمثل للعلاج. وقد كشفت دراسات حديثة أن الأرق مرتبط بعدد من الاضطرابات الطبية والنفسية الكامنة. وعليه، فإنه يعد عرضا طبيا مهما ينبغي علاجه. وعادة ما نلجأ إلى العلاج السلوكي، وإلى علاج آخر يعتمد على العقاقير، إما معا وإما كل واحد على حدة، للحصول على أفضل استجابة ممكنة. ونحن نسعى لأن يتخلى المريض عن العقاقير المنومة تماما بعد التخلص من حالة الأرق.

إلا أن بعض الأشخاص يعانون من أرق مزمن يرتبط بخلل طبي أو نفسي، فهم بحاجة إلى عقاقير مستمرة إلى أمد طويل جدا. ويمكنهم القيام بذلك من دون أي تداعيات سلبية.

* العقاقير والإدمان

* عند استخدامها حسب إرشادات الطبيب، تصبح العقاقير سالفة الذكر آمنة للغاية، إلا أنه من الممكن أن تخلف آثارا جانبية على بعض الأفراد، مثلما الحال مع أي عقاقير أخرى. على سبيل المثال، في بعض الحالات النادرة، ربما تزيد بعض هذه العقاقير حالة الأرق. والمثير أن «أمبين» جرى استغلاله لتنشيط أفراد يعانون حالة خمول مستمر.

وعلى الرغم من ذلك، تبقى الحقيقة أن العقاقير المنومة يجري استخدامها على نطاق واسع جدا، وتجدها الغالبية فاعلة، ولا يعانون من آثار جانبية إن استخدموها فترات طويلة. ولم يثبت أن تسببت هذه العقاقير في حالات إدمان كيميائي، إلا إذا جرى تناولها بجرعات مفرطة.

غير أن العقاقير ربما تسهم في تشكيل عادات، من المنظور النفسي. فمثلا، إذا نجح عقار منوم فاعل في القضاء على الأرق، وتم وقف تناوله فجأة، تبدو على بعض الأشخاص أعراض الاتكالية النفسية، مع تولد رغبة في داخلهم في استمرار تناول هذا العقار، لكن هذا لا يشكل إدمانا كيميائيا فعليا.

علاوة على ذلك، فإن العقاقير سالفة الذكر لا تسفر عن تفاقم حالة الأرق عند وقف تعاطيها، لكن الأرق يمكنه أن يعاود الظهور، مما يولد لدى المريض رغبة في الاستمرار في تناول العقار. ولهذا نرى أنه من المهم تضمين خطة العلاج علاجا سلوكيا، إلى جانب العلاج بالعقاقير، بحيث يمكن للمريض التوقف عن تناول العقار من دون عودة أعراض الأرق.

* نصائح مهمة

* عند التوقف عن تناول عقار، دائما ما نوجه المريض إلى وقف التعاطي على نحو تدريجي بطيء، غالبا ما يستغرق أسابيع، للحد من أي آثار اتكالية نفسية مرتبطة بالعقار. وطالما أن الأرق يجري علاجه على نحو نشط على الصعيد السلوكي، فلن يجد المريض حاجة إلى زيادة جرعة المنومات.

وعندما يطلب مريض ما زيادة جرعة فاعلة سابقة من عقار، فعادة ما نجد أن مستجدا ما طرأ على ظروفه، وعادة ما يتمثل ذلك في ضغوط إضافية، مرتبطة بتغيرات في أسلوب حياته. ولا يعني ذلك أن المريض بات متساهلا تجاه تناول العقار.

بوجه عام، ينبغي تناول العقاقير المنومة قبل وقت النوم مباشرة. ولا نوصي بتناولها في منتصف الليل، إذا كان لزاما على المرء الاستيقاظ مبكرا في الصباح التالي. وتتميز بعض العقاقير بفترة فاعلية أطول من أخرى، وقد تسبب حالة من الخمول في النهار. وكما هو الحال مع جميع العقاقير، يتعين تناول العقاقير المنومة طبقا لإرشادات الطبيب.

*خدمة «نيويورك تايمز»