نظام التطهير الغذائي الخاص بميشيل أوباما.. هل سيفلح معك؟

أهمية توافر عناصر غذائية لتأمين مستويات مناسبة للتمثيل الغذائي

TT

خلال مقابلة أجريت معها لعدد سبتمبر (أيلول) من «لايديز هوم جورنال» المعنية بشؤون السيدات، ذكرت السيدة الأولى ميشيل أوباما أنها تقوم من حين لآخر بعملية تطهير لجسمها. وقد عنت بذلك، طبقا لما أوضحه مكتبها الإعلامي، أنها تعكف على تناول أكبر قدر ممكن من الخضراوات والفواكه، مع تقليص ما تتناوله من دهون وزيوت ولحوم، وكافيين، ومنتجات ألبان، وسكر ونشا، خلال فترة زمنية قصيرة. وقد أخبرت المجلة أن قيامها بذلك يساعد «على تطهير حاسة أعلى باطن الفم» لديها.

على الرغم من أن مثل هذا «التطهير» ليس من الأمور التي طرأت على بالي عند وضعي لنظام لإنقاص الوزن، فقد راودتني تساؤلات حول ما إذا كان هذا النظام قادرا على إفادة آخرين.

* تقليص كمية الطعام

* إن تقليص كمية الطعام التي يتناولها المرء قد يشكل أسلوبا مفيدا للبدء في نظام حمية غذائية لإنقاص الوزن أو الانتقال إلى عادات غذائية أكثر صحية على المدى الطويل، حسبما أوضح جيم وايت، الخبير الغذائي الذي يتخذ من فيرجينيا مقرا له والمتحدث الرسمي باسم «الاتحاد الغذائي الأميركي»، وأضاف أن مزيج الأغذية الذي تتناوله ميشيل أوباما، على الرغم من كونه محدودا، فإنه يوفر عناصر غذائية كافية للإبقاء على مستويات الأيض (التمثيل الغذائي) والسكر في الدم، لديها مناسبة، على الأقل على المدى القصير.

إلا أن كيري غانز، وهو خبير غذائي وأيضا متحدث رسمي باسم «الاتحاد الغذائي الأميركي»، لم يبد إعجابه بالنظام الذي تتبعه السيدة الأولى، وبرر ذلك بقوله: «إنه ينطوي على فكرة مفادها أن السبيل الوحيد للأكل الصحي هو تقليص نوعيات الطعام التي نتناولها. ينبغي عليها أن تتعلم تناول الطعام على نحو صائب من مختلف مجموعات الطعام».

* تغذية صحية

* إذا كانت لديك الرغبة للشروع في تنفيذ مثل هذه العملية «التطهيرية» لجسدك، في ما يلي بعض النصائح التي تقدمها خبيرة التغذية ساري غريفز، المتحدثة الرسمية باسم «الاتحاد الغذائي الأميركي» في مدينة نيويورك:

- ركز على السيطرة على المقادير، بحيث تتناول كميات أقل من مجموعة متنوعة من الأغذية.

- اختر أفضل أنماط الغذاء من كل مجموعة غذائية. على سبيل المثال، استعض بالعناصر المصنوعة من الحبوب عن الأخرى المصنوعة من الدقيق الفاخر. - ضم إلى العناصر التي تتناولها بروتينات خالية من الدهون (مثل اللحم والأسماك والبقول والبندق)، إلى جانب كميات صغيرة من الدهون الصحية وكثير من الخضراوات والفاكهة.

- عليك أن تعي أن الأمر يتطلب وقتا للاعتياد على تناول كميات أقل من الملح، خاصة إذا كنت معتادا طيلة حياتك على تناول كميات كبيرة منه.

- عليك تبديل أسلوب الطهي الذي تتبعه، وعليك تعلم إضافة حلاوة للطعم من دون سكر عبر تجريب توابل مثل القرفة والزنجبيل.

- وأخيرا، تذكر أن تبقي على هذا النظام لفترة قصيرة. ومثلما أخبرت ميشيل أوباما خلال مقابلتها مع «لايديز هوم جورنال»، فإنه: «لا يمكنني أن أعيش حياتي بأكملها على نظام التطهير.. لذا، أحيانا أتبع هذا النظام لمدة يومين. لا يمكن أن يمثل ذلك أسلوب للحياة لأنني أعشق تناول الطعام، لكنه جيد لكسر القالب الروتيني الذي اعتدته».

* خطورة حمية التطهير

* أما نمط نظام التطهير الذي يتعين عليك تجنبه فهو نظام الحمية الغذائية التطهيرية، المعروف أيضا بالنظام الغذائي لإزالة السموم، الذي يتضمن ليس تقليص حجم ما يتناوله المرء من عناصر غذائية فحسب، وإنما أيضا طرد عناصر من نظامك بهدف تخليص الجسم من الشوائب.

على سبيل المثال، يقوم نظام «ماستر كلينس» Master Cleanse الذي حظي بشعبية كبيرة لفترة طويلة، على عدم تناول أي شيء بخلاف عصير ليمون طازج وشراب الإسفنداد (القيقب) maple syrop والفلفل الأحمر والماء لمدة 10 أيام أو أكثر. ويتناول من يتبعون هذا النظام عقاقير ملينة للأمعاء مرتين يوميا.

ابتكر «ماستر كلينس» أحد الممارسين المثيرين للجدل لما يعرف بالطب البديل في منتصف القرن العشرين، يدعى ستانلي بوروز. وتميز هذا النظام بقدرة استثنائية على البقاء والاستمرار في عالم الحميات الغذائية المتقلب. وعلى الرغم من إقدام كثيرين حاليا على هذا النظام بهدف إنقاص الوزن سريعا، فإن هدفه الأصلي كان تخليص الجسم من السموم.

إلا أن خبراء يرون أنه لا حاجة لاتباع هذا النظام.

من بين هؤلاء باتريشا ريموند، الاختصاصي في أمراض الأمعاء ويعيش بمنطقة نورفولك، الذي أكد أن «أجسادنا تشكل أجهزة ضخمة للتخلص من السموم»، مؤكدا أن الرئتين والكلى والكبد والجهاز الهضمي، بل وحتى الجلد، كلها بارعة في معالجة المواد التي لا تحتاجها أجسامنا والتخلص منها سريعا.

وأضاف ريموند أن حركة السوائل المستمرة والمتزايدة في الأمعاء المميزة لكثير من أنظمة التطهير قد تخل بتوازن السوائل في الأمعاء وتقضي على كميات ضخمة من الكائنات الدقيقة المفيدة التي عمل الجسم على تنميتها منذ الطفولة وتصعب إعادة بنائها. وقال: «هناك عالم بأكمله من البكتريا المفيدة في الأمعاء، فمن أكون أنا كي أرسل تسونامي لتدمير هذا العالم؟».

ومع ذلك، نظرا لاتباع مشاهير أمثال ديمي مور وآشتون كوتشر وناعومي كامبل وبيونسيه لأنظمة التطهير الغذائية، فإنها ربما تحمل جاذبية خاصة لكثيرين. إلا أن غريفز أعربت عن قلقلها حيال أي أنظمة غذائية ترمي لإنقاص الوزن تستثني فئات كاملة من الطعام وتعد بعدم الحاجة لممارسة تدريبات رياضية.

وأشارت غريفز إلى أنه علاوة على ذلك يوفر «ماستر كلينس» ما يتراوح بين 600 و1.200 سُعر حراري يوميا، وهو معدل لا يكفي غالبية الرجال والنساء، حتى وإن كانوا يحاولون إنقاص وزنهم. وأوضحت أن الرجال يحتاجون 1.600 سُعر حراري على الأقل، بينما ينبغي أن لا تقل السعرات الحرارية التي تتناولها النساء عن 1.200 سعر حراري.

وأكدت أن «هذا النظام يعرض الجسم لحالة من المجاعة». وينصح كيري غايز من يشعرون بالحاجة لتطهير أجسامهم بأن يتبعوا نهج السيدة الأولى الأميركية والقيام بهذا الأمر على نحو طبيعي: عبر تناول كثير من الألياف الموجودة في الفواكه والخضراوات والحبوب.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»