النظام الغذائي والتمارين الرياضية.. تعزز جهاز المناعة

تمتع بقسط كاف من الراحة وتناول لقاحا مضادا للإنفلونزا مع اقتراب موسم البرد

TT

العودة إلى المدارس والالتزام بجدول زمني أكثر صرامة، وعدم المقدرة على التنزه مع الأصدقاء أو النوم متأخرا أو الاستيقاظ متأخرا.. إنه إيقاع جديد وعالم مختلف بالنسبة إلى الأطفال. كما أن عدم الحصول على قسط كاف من الراحة إضافة إلى التعامل مع الظروف الجوية السيئة والطقس المتغير وعوامل الضغط مثل المدارس أو العمل، يمكنها في الحقيقة أن تقود إلى عرقلة عمل الجهاز المناعي.

سيتذكر القراء أن العام الدراسي الماضي كان عاما قاسيا على نحو خاص، في ما يتعلق بالأمراض الصغيرة، بالنسبة لأسرة بوتلر، حيث كان مليئا بالكثير من رشح الأنف والسعال والإصابات الفيروسية غير الموسمية في المعدة. أما وقد أتينا الآن إلى الجزء الأخير من فصل الصيف السعيد والخالي من مخاط الأنف واقتربنا من العودة إلى المدرسة – مع وجود جميع هذه الجراثيم – فقد قررت الأم أنت تكون في موقف الهجوم. ما هي المهمة؟ بناء المناعة ومنع الإصابة بنزلات البرد والفيروسات والعدوى، قدر الإمكان.

تغيرات المواسم

* وقد يكون من الصعب للغاية تحقيق ذلك، حسبما يقول غيرارد مولين، طبيب الأمراض الباطنية وإخصائي أمراض المعدة والأمعاء في مستشفى جونز هوبكنيز، إذ «يقود تغير فصول السنة إلى إضعاف جهاز المناعة لديك عن طريق استنزاف النظام الهرموني العصبي في جسمك والضغط عليه بالتغييرات في النهار والليل والبرد والدفء، والتي تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالبرد أو الإنفلونزا».

ويلاحظ مولين أن العودة الإجبارية إلى الأماكن المزدحمة مثل غرف الدراسة ليس أمرا مفيدا، ولا تعد كذلك التغيرات في أوقات الذهاب إلى النوم والاستيقاظ مفيدة هي الأخرى. ويقول إن «العودة إلى المدارس والالتزام بجدول زمني أكثر صرامة، وعدم المقدرة على التنزه مع الأصدقاء أو النوم متأخرا أو الاستيقاظ في الساعة العاشرة صباحا: إنه إيقاع جديد وعالم مختلف بالنسبة إلى الأطفال. وتماما كما هو الحال بالنسبة إلينا جميعا، فعدم الحصول على قسط كاف من الراحة.. إضافة إلى التعامل مع الظروف الجوية السيئة والطقس المتغير وعوامل الضغط مثل المدارس أو العمل، يمكنها في الحقيقة أن تقود إلى عرقلة عمل الجهاز المناعي».

لكن في حين أن تعزيز جهاز المناعة في هذا الوضع قد يكون أمرا صعبا، يقول فيليب تيرنو، مدير قسم علم الجراثيم والمناعة السريرية في مركز لاغون الطبي بجامعة نيويورك، فإنه ممكن. ويقول فيليب: «يميل الناس إلى... تناول مكملات غذائية خاصة ويعتقدون أن ذلك سوف يحميهم. حسنا، الأمر ليس كذلك، إن جسدك هو الشيء الذي يجب أن تعمل عليه: تحتاج إلى الوصول بأجهزتك إلى الشكل المثالي لكي تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، لأن الجسم الطبيعي سيتم تكييفه على القيام بذلك».

ويتفق الخبراء على أن تهيئة نفسك للوصول إلى الشكل الصحيح يبدأ بالتغذية الجيدة والمتوازنة. يعني ذلك تجنب الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء والدهون المشبعة؛ وعدم الإفراط في تناول الطعام؛ وتناول المنتجات والأغذية الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل السلمون، حسبما يقول مولين، أحد خبراء التغذية.

ويقول مولين: «من المثير للاهتمام أنه في فصل الخريف، تنضم الخضراوات الجذرية مثل البطاطا والجزر، التي تعد غنية للغاية بفيتامين (أيه) ومضادات الأكسدة، والتي تلعب دورا كبيرا في جهاز المناعة، إلى النظام الغذائي الخاص بنا. إذا قمت بالتركيز على تناول الفواكه والخضراوات الموسمية، فستحصل على جميع الفيتامينات والأملاح المعدنية التي تعزز جهاز المناعة من دون الحاجة إلى التفكير في المكملات الغذائية». ويضيف أنه ثبت أيضا أن مجموعة واسعة من الفطريات، تشمل الشياكي والفطر الأبيض، تعمل على تحسين وظائف جهاز المناعة. أما وقد أصبح الآن من الراسخ أن القناة الهضمية هي مركز جهاز المناعة، يقترح مولين تناول الزبادي بانتظام مع البروبيوتيك، التي تساعد على الحفاظ على البكتيريا النافعة الصحية في الجهاز الهضمي.

نصائح صحية

* وبالإضافة إلى حث الناس على تناول الطعام على طريقتهم للوصول إلى الدفاع المثالي ضد نزلات البرد والفيروسات وأمثالها، يقدم تيرنو، معد دارسة «الحياة السرية للجراثيم»، النصائح التالية، التي يقول إنها مدعومة من جانب الأبحاث:

* الحركة. الأفراد الذين يجلسون كثيرا أكثر عرضة من غيرهم إلى الإصابة بالأمراض. فقد تبين أن ممارسة التمارين حتى لو من نصف ساعة إلى ساعة من المشي، تحافظ على أجهزة الجسم وتعزز جهاز المناعة.

* الراحة. من الضروري أخذ قسط كاف من النوم – المثالي من سبع ساعات ونصف إلى تسع ساعات – لأن الراحة المناسبة تساعد على إصلاح الإصابات التي يتسبب فيها الإجهاد والمرض والكائنات الحية التي تغزو الجسم مثل الفيروسات.

* لا تتعرض للإجهاد. تستطيع هرمونات الإجهاد جعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. لذا، حاول ألا تنهك نفسك في العمل وركز على المحافظة على نمط حياة أقل صدامية وأقل إجهادا.

* انظر إلى الجانب المشرق. يحظى المتفائلون باستجابة مناعية أفضل.

* تناول السوائل. إذا شعرت بأنك على وشك الإصابة بنزلة برد، قم بتناول الكثير من السوائل. يساعدك ذلك على المحافظة على أجهزة الجسم، ويعد مهما للغاية بالنسبة إلى الوصول إلى استجابة مناعية مناسبة.

* تجنب الجراثيم. لا يتبع الكثير من الأفراد القواعد الأساسية للنظافة. قال تيرنو إنه من المهم غسل يديك أو تطهيرهما على نحو متكرر – على سبيل المثال بعد استخدام سلة الطعام التي يستخدمها الجميع في الأسواق – وتجنب السعال، والعطس أو غير ذلك من المرضى.

* احصل على لقاح التطعيم ضد الإنفلونزا. يعد ذلك أحد أبسط وسائل المحافظة على صحة جيدة، لا سيما بالنسبة إلى الشباب والأفراد الأكبر سنا والأفراد الذين يعد جهاز المناعة لديهم معرض للخطر.

مكملات غذائية

* وماذا عن المكملات الغذائية؟ في حين أن أرفف الصيدليات مملوءة بكميات كبيرة من المساحيق والمنتجات التي تروج فوائدها في تعزيز جهاز المناعة، فلا تزال الأدلة على فاعليتها غير مؤكدة.

وقال الدكتور ديفيد بيرنتي، الخبير في الأمراض المعدية بالمركز الطبي في جامعة جورج واشنطن، «هناك جميع الأنواع من هذه المواد، لكن حتى بالنسبة إلى المرضى الذين يعاني جهاز المناعة لديهم السرطان أو الإيدز، فإنها لم تعتبر في الواقع أي وسائل علاجية ناجحة في تحفيز جهاز المناعة». ولا يعتقد الدكتور ديفيد أن «الجرعات العالية من أي فيتامينات أو غيرها من محفزات جهاز المناعة تعد ضرورية».

ويوصي تيرنو بتناول نحو 2000 إلى 3000 وحدة دولية من فيتامين «دي» يوميا. لكن بصفة عامة، تعد الادعاءات بشأن المنتجات المعززة لجهاز المناعة «هراء، لأنه إذا اتبعت النظام الغذائي المناسب وقواعد نمط الحياة، فستحصل على الأحماض الأمينية والفيتامينات المناسبة». ويقول تيرنو إنه لم يتعرض لأي مرض منذ ما يزيد على خمس سنوات. وفي النهاية، اعتبر نفسك مسلحا ومستعدا لمكافحة جميع أنواع البرد والإنفلونزا القادمة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»