قرأت أنه يجب على الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة، تناول أملاح الصفراء. لقد أجريت لي عملية استئصال المرارة قبل سنوات بعيدة، ولم يخبرني أي طبيب بضرورة تناول أملاح الصفراء. بماذا تنصح؟
يقوم الكبد بإفراز أملاح الصفراء bile salts، نحو القنوات الصفراوية وكيس المرارة، ومن هناك يتم إرسالها إلى الأمعاء الدقيقة عن طريق قناة الصفراء العامة.
وخلال وجودها في الأمعاء الدقيقة، فإن أملاح الصفراء تسهل للجسم عملية امتصاص وهضم الدهون والفيتامينات المذابة في الدهون التي قمت بتناولها. ويجب عليك أن تتذكر أن الدهون ليست ضارة كلها، فهناك دهون «جيدة»، وهي حيوية لصحتك.
أملاح مهمة
* إن أملاح الصفراء تساعد أيضا على تذويب حصى المرارة التي تشكلت داخل المرارة، كما أنها تمنع تكون هذه الحصى أساسا.
وغالبا ما تكون لدى الإنسان حصى في المرارة من دون معرفته بذلك. ولكن عندما تظهر أعراض حصى المرارة هذه، مثل الآلام الشديدة في البطن، فإن جراحة استئصال المرارة قد تصبح خيارا لها. ولأكثرية الناس، فإن هذه العملية آمنة وتجرى في العادة بفتح شق صغير في الجسم وإدخال منظار لتسهيل الجراحة، ولذا فإن فترة النقاهة تكون قصيرة.
ومع هذا، فإن تناول أملاح الصفراء يمكن أن يعوض عن إجراء عملية استئصال المرارة جراحيا، إن كانت العملية خطرة على الصحة لأي سبب من الأسباب. والمادة الفعالة الموجودة في هذه الأملاح هي حامض «الأرسوديوزكوليك» ursodeoxycholic acid أو «الأرسوديول» ursodio. إلا أن المشكلة هي أن «الأرسوديول» ليس فعالا بما فيه الكفاية في تذويب حصى المرارة.
إن كبدك يظل مستمرا في إفراز الصفراء حتى بعد استئصال المرارة، إلا أن عصارة الصفراء تتدفق نحو الأمعاء الدقيقة بشكل مباشر أكثر، بدلا من تجمعها داخل المرارة. ومن دون المرارة التي تمنح الصفراء فرصة للتجمع ولحصى المرارة فرصة لكي تتشكل، فإنه لا يوجد أي سبب يدعوك أو أي شخص آخر من الذين استؤصلت مرارتهم، إلى تناول أملاح الصفراء.
إلا أن هناك استثناء واحدا عند وجود حالة غير معتادة تسمى «الطين المراري» biliary sludge: عندما يظل الكبد يفرز الصفراء الغزيرة التي يمكنها إحداث انسداد في قناة الصفراء العامة مسببة الأعراض. وهنا يمكن لأملاح الصفراء تقديم المساعدة.
ولكن، إن لم تحدث لديك أية أعراض منذ استئصال مرارتك، فإنك لست في حاجة إلى تناول أملاح الصفراء.
* طبيب، رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»، دمات «تريبيون ميديا»